مانويل فرانسيسكو دوس سانتوس
سمي بعدة اسماء "جارينشيا" كما اسمته اخته نسبه الى طائر محبوب في البرازيل ، سمي ايضاً "مانويل القصير او جارنشيا القصير "، و أيضاً سمي "متعة الشعب ".
ذكر الكاتب اﻻروجويانى العظيم ادواردو جاليانو فى كتابه كره القدم بين الشمس و الظل أن جارينشيا هو الوحيد على مر العصور الذى أمتع و أسعد الجماهير و لما ﻻ فأول مره فالتاريخ يهتف الجمهور بكلمه "أوليه" مع كل لمسه كانت لجارينشيا عندما كان يلعب فى بوتافوجو امام ريفر بليت اﻻرجنتينى ففى يومها امتع الجمهور باللعب على نجم دفاع الريفر فايرو في عام 1958 فمع كل مراوغة أو مرور من فايرو يصرخ الجمهور أوليه.
أسموه الملاك صاحب الأرجل المعوجة أنه كان يلعب الكرة و أرجله مشوه خلقيا، فقدمه اليمنى بها إنحناء إلى الداخل من الركبة و اليسرى أقصر من اليمنى ب 6 سم فكان من يراه يصيبه العجب كيف يكون بهذه المهاراة.
أعذرونى لو أطلت فجارينشيا يستحق ألاف الكتابات، جارينشيا الذي لعب أغلب فترات حياته لنادي بوتافوجو وأحرز العديد من البطوﻻت للنادى فكان أول من تسبب فى بؤس جارينشيا كان نادي بوتافوجو نفسه !
اذ أن النادي كان يوقع العقود معه و يقولون له انت اعلى عقد فالنادى و استغلو جزئية أنه جاهل و ﻻ يعرف القراءة أو الكتابة و كان يحصل على أقل عقد في النادي.
النادي الذى لعب له 13 عام أضاع سنوات عمر جارينشيا هباء فلم يستطع تأمين مستقبله و زاد الطين بلة لأن قدمه مشوه فإزدادت اصابته و عندها استغنى النادى عنه .
النادي الذي منعه من اﻻحتراف مع يوفنتوس و تورينو و ريال مدريد و ايه سي ميلان و اﻻنتر و كان يغروه بأنه سيحصل على نقود اكثر و لم يكن يحصل إﻻ على القليل .
اﻻعب الذي أحرز بطولتى كأس عالم لم يستطيع جنى اﻻموال، اﻻعب الذي لم تخسر معه البرازيل
أي مباراة خلال 50 مباراة لمدة 10 سنوات بصحبه بيليه و عندما خسر مباراة كانت فى كأس العالم 1966 أمام المجر بنتيجه 3-1 و للعلم لم يكن بيليه معه فالمباراة و كانت أخر لقاء دولى له .
انتقل بائساً إلى عدة اندية مثل كورنزيانس او اتليتكو ناسيونال الكولمبي و فلامنجو حتى إنتهت حياته الكروية.
قال عنه ميل هوبكنز نجم ويلز عندما واجهه فى كأس عالم 1958 " جارينشيا أخطر من بيليه إنه ظاهرة .
بعد مباراه البرازيل مع إنجلترا فى كأس العالم 1962 و يومها سجل هدفين و تأهل ببلاده إلى قبل النهائي قبل الفوز بالبطولة، قالت جريدة الديلي بيرس " جارينشيا بداخله سير ستانلى ماتيوس و توم فينى (ﻻعبين تاريخين ﻻنجلترا اأول لعب لبلاك بول و هال سيتى و اﻻخر لبريستون نورث ايند ) و ثعبان يجعلونه المراوغ الأسرع .
اعتبره الكثيرون أعظم من لعب جناح أيمن فالتاريخ فهو كالقطار فى سرعته و كالثعبان في مرونته و مراوغته .
قال عنه بيليه " لوﻻ جارينشيا لما احرزت 3 كؤوس عالم كان خرافياً و من اعظم 3 ﻻعبين شاهدتهم كان يفعل ما ﻻ تتوقعه في كره القدم " .
بعد قبل نهائي كأس العالم 1962 و الفوز على البلد المضيف تشيلي 4_2 منهم هدفين و ﻻ أروع للساحر جارينشيا تصدر عنوان الصحيفه الرسمية لتشيلي عنوان " من اى كوكب اتى جارينشيا .
اعتزل جارينشيا عام 1973 في إعتزال اسطوري حضره 130 الف مشجع فى استاد الماركانا ليودعو من صنع بهجتهم .
عاش في مأساة منذ أن ترك بوتافوجو و تزوج زيجة ثانية بمغنية السامبا الشهيرة " ايلزا سورس " .
جارينشيا دخل في حياة البؤس بإدمان الكحوليات و تدهورت حالته اﻻقتصادية و الصحية إﻻ أن مات في عام 1983 بسبب مشاكل في الكبد و دفن في بلدته .
و عندما حاول احد مشجعين بوتافوجو لف تابوته بعلم ناديه رفض اهل جارينشيا فهذا النادى كان اهم اسباب مأساته .
كرمته بلاده بواحد من أكبر ملاعبها وسموه mania Garrincha او جارينشا القصير و لعب عليه كأس العالم .
لو أسهبت في كتابة القابه و انجازاته الفردية لن أنتهي فيكفي انه حاز على لقب بهجة الشعب البرازيلي .
الطائر الصغير رحل عن دنيانا بعدما اسعد كل محبي كره القدم و لكن عاش حزينا مهوما فقيرا .
عندما ستشاهد المقطع لجارينشا فتسمع واحد من اعظم مغنيين امريكا اﻻتينيه و هو "" الفريدو زيتاروزا او زامبا " اﻻروجوياني الذى نعى جارينشيا باغنيه فإليكم متعه اﻻستماع لزمبا و متعة المشاهده لجارينشيا.
هذا المحتوى يأتيكم بالتعاون مع صفحة : حكايات الكورة