من اليوم الأول لإنشاء النادي الأهلي في 1907 وبدأت جدران القلعة الحمراء لتقديم نماذج مشرفة ساهمت في صناعة تاريخ كبير لمصر سواء سياسياً أو إقتصادياً أو رياضياً.

لاعبون حصدوا بطولات ذهبية عالمية ووضعوا إسم مصر في المحافل العالمية، أعضاء مجالس إدارات على مدار تاريخ النادي الأهلي لهم تاريخ طويل في وضع أساس الإقتصاد المصري وغيرها من المجالات الهامة حتى وصل الامر لتولي مناصب كان أبرزها رئاسة وزراء مصر.

 El-Ahly.com على مدار شهر رمضان يقدم نماذج ساهمت في صناعة مصر والتأثير بشكل إيجابي على المصريين في كافة المجالات.

أحمد عبود باشا .. المليونير الذي أسس عمارة للأهلاوية فقط

أحمد عبود باشا هو إقتصادي ورجل أعمال مصري ولد في القاهرة سنة 1889 ودرس الهندسة في جامعة جلاسكو البريطانية، وإستعانت حكومة الدولة العثمانية بخبراته الكبيرة وكلفته ببعض الأعمال الهندسية.

عشق عبود باشا الأهلي كثيراً وكان دائماً ما يتبرع بالأموال للمساعدة في تطوير منشآن النادي، وفي عام 1944 أقيم حفل كبير لتكريمه بمناسبة تبرعه بمبلع 3 ألاف جنيه لإنشاء حمام السباحة داخل مقر الجزيرة.

وخلال تلك الحفل ألقى أحمد حسانين باشا رئيس الأهلي وقتها كلمة وتحدث فيها وقال "إني بعد أن حنيت رأسي للراحل الكريم جعفر ولي باشا، رئيس النادي الأهلي سابقا، أرفع رأسي بالشكر للرجلين الكريمين الأستاذ عبد الحميد عبد الحق وزير الشؤون الاجتماعية السابق وأحمد عبود باشا".

تولى عبود رئاسة النادي الأهلي في الفترة من 19 فبراير 1946 حتى 1961 وحصل المارد الأحمر خلال تلك الفترة على 9 بطولات دوري متتالية، وكان له الفضل في إنشاء مدرج الدرجة الثالثة الحالي الموجود بملعب مختار التتش بالجزيرة.

وأنشأ عبود باشا عام 1939 عمارة الإيموبيليا وكان لاعبو الأهلي يزورون عبود باشا بمكتبه في العمارة بشكل مستمر وأبرزهم صالح سليم وشقيقه طارق وميمي الشربيني وعادل هيكل وسعيد أبو النور.

ومن المفارقات الطريفة أن عبود باشا كان يشترط على من يسكن تلك العمارة أن يكون أهلاوياً ما عدا الموسيقار محمد عبد الوهاب والست أم كلثوم الذي إشتهروا بإنهم من مشجعين الزمالك.

وأنشاً عبود عدة شركات صناعية في مصر وبريطانيا كانت مهمتها إنشاء السفن والطرق والجسور، وساهم في تمصير شركة البواخر الخديوية التي كانت تمتلك عدد كبير من الأرصفة والأحواض الجافة في الإسكندرية والسويس.

كان لأحمد عبود باشا مقال صحفي تحت عنوان "كيف تصبح مليونير" قد خلاله نصائح للشباب وخلاصة تجربته مع الحياة العملية، وكتب في بداية المقال " ليس النجاح من الأسرار، ولكنه أولاً وقبل كل شيء توفيقٌ من الله، فقد تجتمع في شخصٍ كل مؤهلات النجاح من شهاداتٍ وجاه وشخصية قوية، لكن سوء الحظ يلازمه فلا ينجح في أي عملٍ يقوم به، بينما ينجح من هو أقل منه في الكفاءة والجاه، وأضعف منه شخصية".