تحليل الأهلي: خسارة من فريق "متواضع" بالرغم من وجود كتيبة لاعبين سوبر!



خسرنا من أورلاندو بايرتس في ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية بهدف نظيف ولكن هل بالفعل بايرتس فريق قوي كان له الحق في الفوز علينا؟

أورلاندو ظهر بمستوى متواضع على أرضه وسط جمهوره وليس هذا هو الفريق القوي الذي يفوز علينا وينهي على رقمنا في عدم الخسارة على ملعبهم في تاريخ مواجهاتنا.

الخسارة من هذا الفريق المتواضع كان بسبب أخطاء أقدم عليها المدير الفني فتحي مبروك بالاشتراك مع خط الدفاع الذي أصبح غير قادر على الاستمرار على مستوى ثابت لخمسة مباريات.

الأخطاء الدفاعية لا تعني أن الأخطاء الفنية التي ارتكبها مبروك هينة، هذه الأخطاء نبرزها فيما يلي:

أولاً: للمباراة الثانية على التوالي نعاني من تشكيل خاطئ سواء من اشراك لاعبين مضى على لعبهم لآخر مباراة لهم فترة طويلة أو عن طريق اللعب بدون خطة واضحة في أرض الملعب.

هذه هي المباراة الثانية التي يحاول مبروك فيها تعويض غياب غالي بطريقة خاطئة، لنلعب بفتحي وعاشور في وسط الملعب خلف ثلاثي صناع اللعب، ليشترك محمد هاني بالجانب الأيمن بديلاً لباسم علي الموقوف، بينما اشترك صبري رحيل بدلاً من حسين السيد صاحب المستوى السيء.

هذا التشكيل يحمل مشكلة كبيرة في وجود ثنائي محور الوسط بنفس القدرات الفنية، فعاشور وفتحي لا يختلفان عن بعضهما بلغة الكرة، الثنائي يمتلكان قدرات هائلة في استخلاص الكرات وإيقاف هجمات الخصم، ولكنهما لا يجيدان بناء الهجمة وقيادة الفريق في الناحية الهجومية.

غياب غالي كان بحاجة للاستفادة من لاعب قادر على القيام بنفس مهامه، صالح جمعة كان بإمكانه سد هذه الثغرة، ولو كان السبب في عدم الدفع به هو الخوف من قلة مردوده الدفاعي فكان بإمكاننا الدفع بعبد الله السعيد بجانبه لنلعب بثلاثي في خط الوسط وليس باثنين فقط، فاللعب باثنين ليس قانون علينا.

فماذا كان سيحدث إذا لعبنا بفتحي كظهير أيمن مع الدفع بصالح جمعة في وسط الملعب بجواره عاشور؟ هذه اعتقد هي التشكيلة المنطقية التي كان علينا النزول بها بدل المعاناة من عدم وجود حلول هجومية طوال الشوط الأول.

ثانياً: مبروك في تشكيلته أمام أورلاندو بدل ثلاثة لاعبين هم باسم علي للإيقاف، حسين السيد بسبب خطأه في الهدف الأول للزمالك، بالإضافة إلى عدم الدفع بعمرو جمال.

غياب حسين السيد يعني أن مبروك يؤمن بمبدأ الثواب والعقاب عند الخطأ وهو ما يدفعنا إلى التساؤل لماذا لم يقدم المدير الفني على مثل هذا الفعل مع سعد الدين سمير الذي أخطأ مرتين وكلف الأهلي هدفين أمام الزمالك؟

كذلك بالنسبة لمركز المهاجم الوحيد الذي بدأ فيه أنطوي، أمام الزمالك لم يشترك الغاني بسبب عودته من الإصابة، وكذلك كان ماليك إيفونا الذي لم يدخل من الأصل قائمة الـ18، ولكن هل مستوى إيفونا الذي ظهر به بالشوط الثاني يجعله لا يبدأ أمام أورلاندو؟

وإذا كان إيفونا غير قادر سوى على اللعب لمدة 45 دقيقة هل كان أولى الدفع به أم أنطوي؟ اعتقد أن الإجابة تصب في مصلحة إيفونا، فإذا رتبنا مهاجمين الأهلي بالوقت الحالي سيحتل المرتبة الأولى الجابوني دون منافسة.

ثالثاً: طوال الشوط الأول ونحن نلعب بعاشور وفتحي بوسط الملعب مع اللعب بنفس الطريقة التي لعبنا بها طوال الموسم الماضي مع وجود لاعب وسط قادر على المشاركة في الهجوم مثل غالي أو صالح جمعة.

ولكن لأننا لم نبدأ بلاعب مثل هذا الثنائي، كان من الضروري والمنطقي أن نلعب بطريقة مختلفة ولكننا لم نفعل، أضف على هذا عدم وجود ظهيرين قادران على المشاركة بفعالية في الهجوم.

حيث عانينا مع غياب باسم علي وحسين السيد من قلة اشتراك الظهيرين في الكرات الهجومية حتى وإن كان مشاركة الثنائي الغائب الهجومية ليست على المستوى المطلوب ولكن مشاركة هاني وصبري وخاصة الأخير شبه معدومة.

رابعاً: بالإضافة إلى عدم وجود لاعب مثل غالي، ومع غياب باسم وحسين، لم نشاهد تحركات من جانب الثلاثي السعيد ومؤمن ورمضان للتغلب على الضعف الهجومي.

الثلاثي دائماً يكتفي ويتحرك لاستلام الكرة من الثبات وليس من الحركة وهو ما ضيق المساحات علينا كثيراً وجعلنا نعاني من أي ضغط على مناطقنا الدفاعية عند استحواذنا للكرة.

حصيلة كل هذه الأخطاء هي الحيرة الدائمة عند امتلاك وسط ملعبنا أو المدافعين للكرة ليتعرضوا للضغط وبالتالي يستسلموا للعب كرة عالية تجاه جون أنطوي الذي كان مميز بالفوز بأغلب الكرات المشتركة مع دفاع أورلاندو.

خامساً: ليس منطقياً أن يصاب مرمانا بأهداف كثيرة بسبب عدم التركيز، الهدف الذي دخل في مرمانا من أورلاندو كان بسبب سرحان من محمد نجيب.

نجيب كان يعترض على قرار الحكم بسبب عدم احتساب تسلل على اللاعب صانع الهدف، ولكن من الأصل نجيب هو من قام بتغطيت هذا اللاعب ليكون موقفه من التسلل قانوني.

أثناء مطالبة الحكم باحتساب التسلل أصبح الفارق بين نجيب والمهاجم خطوتين مكنت جابوزا من احراز هدف التقدم، ولأن الكرة داخل الـ6 فإنها سكنت شباك إكرامي.

هذا الخطأ من نجيب للأسف لا يصح أن يصدر من لاعب في النادي الأهلي، نجيب يمتلك إمكانيات عالية ولكن أخطائه كثيراً ما ينتج عنها أهداف.

 

سادساً: مع بداية الشوط الثاني نزل إيفونا بدلاً من هاني وهو ما أعطانا حلول في الجانب الهجومي لأن إيفونا لا يكتفي بالاستلام على الواقف، بل يفضل أن يستلم من الحركة وبالتالي خلق مساحات للاعبي الأهلي.

لاعب مثل إيفونا وبإمكانياته يمكنه القيام بمهام وأدوار أخرى بجانب دوره الرئيسي كمهاجم، ومثلما قال وائل جمعة فإنه من الممكن أن نشاهد الجابوني يلعب تحت رأس الحربة ومهام متأخر إذا تطلب الأمر.

سابعاً: بالشوط الأول ربما شعر الكثير من الأهلاوية بغياب الروح عن اللاعبين، حتى وإن كان المستوى مهزوز فإننا دائماً نطالب اللاعبين باعطاء وبذل كل الجهد.

هذا من الممكن أن يظهر في طريقة أداء فتحي الذي ظل يقاتل على كل كرة وظل يشارك في الشقين الهجومي والدفاعي عندما لعب كظهير أيمن حتى قبل انتهاء المباراة بدقائق معدودة، على عكس ما بدر من رمضان صبحي.

رمضان مازال صغير السن ويمتلك موهبة عالية جداً تؤهله لأن يصبح لاعب خيالي بالمستقبل، ولكننا لا يمكن أن نتخيل أنه سيعطينا كل ما في الكرة لمجرد أنه يمتلك الموهبة والإمكانيات البدنية، فبالنهاية مازال لاعب صغير.

رمضان مازال ينضج ولن يكون قادر على لعب كل المباريات 90 دقيقة واعطاء نفس المردود، بالإضافة إلى أنه في حاجة لمدير فني يعلمه كيف يتحرك في الملعب ومتى يلعب "على الواقف" ومتى يتحرك في المساحات.

ثامناً: بعد نزول إيفونا عانى أورلاندو من خلل في وسط الملعب، هذا الخلل مكننا من الاستحواذ على وسط الملعب وصناعة الفرص المختلفة عبر تحركات الجابوني، ولكن بحلول حوالي الدقيقة 55 فقدنا ميزة وسط الملعب.

في هذا الوقت كان لابد من ادخال صالح جمعة لمعاونة السعيد وعاشور في خط الوسط، ولكن مبروك فضل الابقاء على صالح حتى الدقيقة 71.

تاسعاً: منذ بداية المباراة ومؤمن زكريا ظهر بمستوى مخيب للآمال ووضح عليه فقدانه للتركيز، وهو ما ظهر بشكل واضح في كل الكرات التي لم يتصرف بها بالشكل المنتظر منه.

فمؤمن يمتاز بكثرة التحركات في دفاعات الخصم وارهاقهم باستغلال المساحات ولكن هذا لم يكن موجوداً أمام أورلاندو، بالإضافة إلى عدم وجود الدقة في الكثير من تمريراته.

ولكن وحتى وهو ظاهر بهذا المستوى المهزوز منذ بداية اللقاء الا أن مبروك فضل أن يبقيه داخل الملعب لأكثر من 70 دقيقة، يجب التحرك أسرع في مسألة التبديلات للخروج بأفضل نتيجة منها.

 

 

عاشراً: تقريباً أصبح من المحتم والواضح اللعب بثنائي في الهجوم بعد المستوى العالي الذي ظهر عليه الثنائي أنطوي وإيفونا، وبالتالي يجب أن يعلما ما المطلوب من كل واحد فيهم على حدى.

فتحركات الأهلي بعد نزول إيفونا أي عند اللعب بأثنين مهاجمين لم تكن جيدة، ولم نستغل ميزة اللعب بثنائي قوي في الخط الهجومي لنعتمد على التحركات الطبيعية.

حتى بعد نزول عمرو جمال بدلاً من إيفونا ظل الثنائي حائر في التحرك عند الهجوم، يجب أن ندخل المباراة واللاعبي على علم بالأدوار المطلوبة منهم على أن يتم تدريبهم على التحركات مثلاً في الكرات العالية التي من الأطراف التي لم نستفد منها أمام أورلاندو بالشوط الثاني.

 

بالنهاية .. الأهلي يمتلك قائمة قوية جداً تضم لاعبين على مستوى عالي ولكننا في حاجة لمدير فني قادر على اللعب بالطريقة الصحيحة بالخيارات الرائعة التي يمتلكها.

فالمدير الفني الذي نحتاجه يجب أن يكون قادر على قراءة المباريات لأنه يمتلك لاعبين تمكنه من تنفيذ الكثير من الخطط التي ستمكننا ان شاء الله من الفوز بالبطولات المختلفة.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا