تحليل الأهلي: تغيير واحد في التشكيل يضرب كل عصافير الزمالك بحجر "حازم"



لعب الأهلي مباراة أكثر من رائعة أمام الزمالك في الدوري، استطاع بفضل تغيير تكتيكي من فتحي مبروك وأداء اللاعبين الرجولي في الملعب أن يخرج فائزاً بثنائية مصحوبة بأداء مميز.

فبالرغم من اللعب بنفس التشكيل على أرض الملعب الا أن تغيير مبروك لمهام اللاعبين أعطى تغيير تكتيكي قوي جداً في الملعب لم يستطع جورفان فييرا أن يتعامل معه بصورة صحيحة.

مباراة كانت جماهير الزمالك "عشمانة" في الفوز بها بعد شبه حسم بطولة الدوري بعد غياب دام 11 سنة، الا أن اللاعبين والجهاز الفني الأهلاوي ابقوا على الهواية المفضلة لنا منذ سنوات وذلك بعد مجهود كبير نبرزه في النقاط التالية:

أولاً: التشكيل الذي لعب به فتحي مبروك باقحام شريف حازم كظهير أيسر أربك حسابات الزمالك في الكثير من النقاط والمراكز في الملعب، فلم تكن إيجابيات حازم تقتصر فقط على إيقاف مصطفى فتحي ولكن كان له أثر على وسط الملعب وحتى على حرية باسم علي.

فتحي مبروك أيقن أن خطورة الزمالك بالجبهة اليمنى عبر الثنائي مصطفى فتحي وحازم إمام، ولكن مع ثبات شريف حازم لمصطفى فتحي أعطى حرية هجومية لوليد سليمان الذي بدوره جعل حازم إمام غير قادر على الصعود للهجوم، وبالتالي فشل خطة الزمالك من الجانب الأيمن.

النقطة الثانية الإيجابية أنه وسط الأهلي "عاشور – غالي" لم يحتاجا للتغطية على الجانب الأيسر، ليتفرغا فقط في التغطية على باسم علي من الجانب الأيمن، وهو الجانب الذي لعب به حمادة طلبة الذي لم يهاجم أبداً بجانب أحمد عيد الذي بطبعه لعبه "على الواقف".

وبالتالي فإن مهمة غالي وعاشور كانت في الأغلب اغلاق منافذ اللعب في المنتصف، وهو ما جعلنا نستحوذ على مجريات اللقاء بالفعل مع وجود حلول هجومية كبيرة بعدما أفشلنا خطة الزمالك من طرفي الملعب والوسط.

ثانياً: كل خطة فتحي مبروك كانت من الممكن أن تتأثر بشكل كبير لو ظهر شريف حازم بمستوى مهزوز، ولكن مدافع الأهلي ظهر بمستوى أكثر من رائع بعدما أوقف خطورة مصطفى فتحي.

إيقاف فتحي لم يكن فقط في الالتزام بالجانب الدفاعي، ولكن أيضاً احتاج لطريقة معينة التزم بها شريف وهي عدم اعطاء مساحة لمصطفى فتحي للاستلام والدوران، وهو ما نجح به شريف في أغلب أوقات المباراة وبالتالي لم نشعر بفتحي سوى في دقائق معدودة.

فلولا ضغط شريف حازم على مصطفى فتحي فور استلامه للكرة لكان فتحي ظهر بصورة أكبر، ولهذا فإن خطورته في المباراة اقتصرت على كرات فردية قليلة لم تأتي منها خطورة على مرمى شريف إكرامي.

ثالثاً: تغييرات مبروك في الملعب أربكت فييرا بالمعنى الحرفي، فلم يقدم المدير الفني البرتغالي على أي حل بالرغم من وجود بعض الحلول في سبيل فك خطة مبروك.

ففييرا التزم بتواجد فتحي بالجانب الأيمن لأغلب فترات المباراة، وهو اللاعب الذي يعتمد على المساحات مثل التي تواجدت خلف باسم علي بحكم تقدمه في الهجوم كثيراً على عكس شريف حازم، ولكنه لم يغير مركز فتحي فخسره.

وأيضاً عيد يمتاز باللعب "على الواقف" وبالتالي كان بامكانه أن يتعامل مع شريف حازم على عكس فتحي، فإذا بدل مراكز فتحي مع عيد يكون قد فاز على الطرفين، ولكنه أيقن هذا بعد فترة كبيرة من الشوط الأول كان الأهلي "ركب الماتش".

على صعيد آخر لم يستطع فييرا حل مشكلة استحواذ الأهلي للكرة أغلب فترات اللقاء، لتبلغ نسبة الشوط الأول 60% للأهلي، وهو استفدنا منه في طريقة لعبنا التي منعت مثلاً خطورة حازم إمام الهجومية لاستمرار تواجد وليد سليمان في الجبهة اليسرى وبالتالي منع حازم من التقدم.

رابعاً: الاستحواذ في نصف الملعب كان أحد أهم العوامل في فوز الأهلي، وهو أمر لم يكن وليد الصدفة ولكن لتفرغ غالي وعاشور للتواجد في هذه المنطقة من نصف الملعب مع وجود حلول دائمة لتمرير، فعاشور وغالي في الوسط أمامهم عبد الله ومؤمن متحركين، على الجانب الأيمن باسم علي وعلى الأيسر وليد، حلول كثيرة.

ومع غياب الضغط من قبل نصف ملعب الزمالك المكون من ثلاثة لاعبين، تمكن الأهلي أكثر من فرض اسلوب لعبه، على الرغم من ان "على الورق" الزمالك يلعب بلاعبين أكثر في نصف الملعب.

ولكن الزمالك لعب بابراهيم صلاح فقط في الشق الدفاعي ليتمركز دائماً أمام الثنائي كوفي وعلي جبر، ومع التقدم الدائم لباسم علي لم يكن أمام معروف يوسف الا الانشغال به وبمساعدة حمادة طلبة، ليتبقى توفيق للقيام بعملية الضغط وهو ما كنا نفشلها دائماً بتمريرات بسيطة مضمونة.

خامساً: الأمر الوحيد الذي كان من الممكن أن يحسن من أداء الأهلي هو البدء بعمرو جمال بدلاً من عماد متعب، فمثل هذه المباراة ربما لم يكن المعيار الوحيد لاختيار المهاجم هو الخبرة، فلابد من وجود اللاعب الجاهز فنياً وبدنياً.

فمباراة مثل القمة كان عمرو جمال الأفضل لجاهزيته الفنية والبدنية، وكذلك بعد صعود مستواه بصورة ملحوظة منذ عودته من الاصابة، وعلى الحانب الآخر بالرغم من تواجد متعب بالفترة الأخيرة الا أنه ظل على نفس الحالة البدنية.

سابعاً: تحركات مؤمن زكريا الهجومية كانت أكثر من رائعة بعدما استغل سوء تمركز ابراهيم صلاح الذي لم يقم بدوره كلاعب وسط مدافع متواجد أمام ثنائي الدفاع، حتى أن زكريا تواجد داخل الـ18 في ثلاث مرات دون رقابة استلم فيهم الكرة ليحالفه التوفيق في مرة أحرز فيها هدف.

ثامناً: في الشوط الثاني عاد وليد سليمان للجانب الدفاعي أكثر من الهجومي بعد دخول رمضان صبحي بدلاً من عبد الله السعيد، وهو التغير البديهي بعد هجوم متوقع من الزمالك.

ومع دخول عبد الله سيسيه واشراك حازم أكثر في الهجوم استطاع الأهلي اغلاق المساحات والاعتماد على المرتدات والتي كنا من الممكن أن نزيد من النتيجة إذا استغللنا تقدم واندفاع الزمالك لتعديل النتيجة.

فوز مهم جداً للأهلي للتأكيد على أن ضياع الدوري هذا الموسم لم يكن لأفضلية المنافس ولكن لتفريطنا نحن في نقاط سهلة لم نكن أبداً نفقدهم بالماضي، أغلب تلك المبارايت كنا الأفضل ونستحق الفوز وفي القليل منهم استحققنا خسارة النقاط.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا