يستعد الأهلي لخوض نهائي إفريقي جديد سيكون أمام كايزر تشيفز الجنوب إفريقي هذه المرة، فيما تنتظر جماهيره من خلال تلك المواجهة كتابة سطر جديد بأحرف من ذهب في كتاب التاريخ الملئ بإنجازات القلعة الحمراء.

نهائي النسخة الجارية من دوري أبطال إفريقيا يبدو مختلفًا عن جميع المباريات التي خاضها المارد الأحمر في ذلك الدور من قبل، فبعدما كان يواجه الأهلي في تلك المباراة واحد من عمالقة القارة وفريقًا سبق له التتويج بالبطولة، إلا أنه يجد نفسه أمام منافس أقل شهرة وأكثر غموضًا.

المنافس هذه المرة منح الفرصة للراغبين في سقوط الأهلي في التهوين من اللقاء ومدى صعوبته، بل وصل الأمر لمرتادي المنابر الإعلامية أن يصفوا تلك المواجهة بـ "أسهل نهائي" للمارد الأحمر في تاريخ البطولة. كلمات تبدو منطقية في العلن، إلا أن الغرض منها هو إغماض أعين اللاعبين ومنحهم شعور التتويج بلقب العاشرة دون خوض اللقاء، حتى تكون العواقب وخيمة فيما بعد.

ويرغب El-Ahly.comمن سلسلة "اوعى تنام يا أهلي" التأكيد على صعوبة نهائي دوري الأبطال أمام أي منافس، وأن اللقب لن يتم حصده إلا بعد بذل العرق والجهد على مدار 90 دقيقة، وحتى يتفادى المارد الأحمر سيناريوهات مفاجآت كرة القدم السخيفة.

البيانات والأرقام لا تعني شيئًا دائمًا

عالم كرة القدم اختلف كثيرًا عن العقود الماضية، وأصبحت البيانات والأرقام تمثل كل شيء فيه، ووصل الأمر إلى اعتماد المدربين بشكل رئيسي عليها في تحديد اختياراتهم وقراراتهم خلال المباريات.

ووفقًا للمعطيات النظرية فإن التاريخ ينصف الأهلي بشكل كامل على كايزر تشيفز خلال المباراة المقبلة. فالمارد الأحمر خاض نهائي دوري الأبطال 13 مرة من قبل، ونجح خلالهم في الفوزبـ 9 ألقاب على حساب أعتى الفرق في القارة، فيما يخوض الفريق الجنوب إفريقي هذا النوع من المواجهات لأول مرة في تاريخه.

وليس التاريخ وحده هو من ينصف الأهلي، فعلم البيانات والأرقام يساند المارد الأحمر في اللقاء المرتقب بشدة، وذلك وفقًا لما حققه أبناء المدرب بيتسو موسيماني على مدار النسخة الجارية من البطولة... ولكن !

سجل الأهلي أكبر عدد من الأهداف هذا الموسم في دوري الأبطال (18 هدفًا)، وهو ثاني أعلى معدل من تحويل التسديدات لأهداف بنسبة 13.9%. إلا أن الغريب في الأمر أن صاحب أعلى معدل تحويل التسديدات إلى أهداف هو فيتا كلوب الكونغولي بنسبة 14.3%، حيث سجل 10 أهداف من 70 تسديدة، ورغم ذلك فقد ودّع البطولة من دور المجموعات.

تحذير ساوثجيت والبرازيل

بعث جاريث ساوثجيت، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي خلال نهائي يورو الأحد الماضي برسالة دون قصد للنادي الأهلي، يؤكد فيها أن الأرقام والبيانات أحيانًا تكون سلاح ذو حدين، يقطع شريان صاحبه قبل أن يجرح الخصم.

ولجأ ساوثجيت ومعاونيه قبل دقيقة واحدة من انتهاء الوقت الإضافي أمام إيطاليا إلى البيانات متجاهلًا أي شيء أمامها، حيث أشرك الثنائي ماركوس راشفورد وجايدون سانشو، من أجل تنفيذ ركلات الترجيح رفقة البديل الآخر بوكايو ساكو، إلا أن الثلاثي ضرب بعلم الأرقام والبيانات عرض الحائط، وأهدر جميع الركلات ليخسر المنتخب الإنجليزي اللقب الأوروبي الأول في تاريخه.

قبل تلك المباراة بأقل من 24 ساعة فقط، كانت هناك رسالة تحذيرية أخرى تأتي من أمريكا الجنوبية، حيث أثبتت البرازيل أنه الاستحواذ والسيطرة والضغط لا يعنيان أي شيء في عالم كرة القدم. فليس معنى أنك تمتلك نجوم في جميع المراكز وأن تكون الأخطر والأفضل بأنك ستفوز في النهاية.

منتخب السامبا سدد 13 تصويبة على مرمى الأرجنتين مقابل 6 تسديدات فقط للأخير، مع نسبة استحواذ بلغت إجمالًا 60% للمنتخب البرازيلي، ودقة تمرير وصلت إلى 86% وأعلى بـ 8% من التانجو.. أرقام جميعها تمنح الأفضل للسيليساو، إلا أن كل ذلك لم يكن شفيعًا لإبعاد لقب كوبا أمريكا عن يد القائد ليونيل ميسي.

للأرقام وجه آخر.. المفاجآت

ولو أن الأرقام عادة ما تكون مرتكنة على معطيات وبراهين ولا تعرف سوى معنى المنطق، إلا أنها دائمًا ما تحمل المفاجآت بين طياتها أيضًا.

ومن تلك المفاجآت، فإن الأهلي قد خسر مرةً واحدة فقط في آخر 20 مباراة بدوري الأبطال.. ورغم خوض المارد الأحمر مواجهات شديدة الصعوبة أمام صن داونز (4 مرات) والوداد والهلال والمريخ وفيتا كلوب (مرتين) والزمالك (مرة)، إلا أن الهزيمة الوحيدة كانت أمام سيمبا التنزاني، الذي لا يحمل نصف تاريخ جميع الفرق السابق ذكرها.

ما يزيد الأمر غرابة أن هزيمة الأهلي تلك أمام سيمبا هي المباراة الوحيدة التي فشل فيها المارد الأحمر من تسجيل الأهداف في دوري الأبطال طيلة الـ 20 مواجهة الأخيرة.

أيضًا من بين تلك الأرقام، فإن كايزر تشيفز هو أول فريق لنهائي دوري أبطال إفريقيا في أول مشاركةٍ له في البطولة منذ فيتا كلوب عام 2014.. ورغم تلك المشاركة الحديثة إلا أن حافظ على نظافة شباكه في 7 مباريات من أصل 10 مواجهات، وهو مالم يحققه أي فريق في نسخة واحدة من قبل.

مفاجأة أخرى. يعتبر كايزر تشيفز هو الأكثر تعرضاً للتسديدات (142 تصويبة) بمعدل 14.2 تسديدة في المباراة الواحدة، ومقياس أهداف متوقعة 14.4 هدفًا، كثاني أكثر الفرق المتوقع أن يُسكن شباكها الأهداف خلف فيتا كلوب (15.3 هدفًا)، إلا أن الفريق الكونغولي ودّع البطولة مبكرًا، وصعد نظيره الجنوب إفريقي إلى النهائي.

الهدف الواحد.. تميمة حظ كايزر تشيفز

لم يحتاج كايزر تشيفز في أي دور خاضه هذا الموسم في دوري أبطال إفريقيا، سوى لهدف وحيد من أجل التأهل للدور التالي.

بعدما تأهل كايزر تشيفز من الدور التمهيدي بهدف وحيد أحرزه في مباراتي الذهاب والعودة أمام باميندا الكاميروني، انضم الفريق الجنوب إفريقي لمجموعة متوازنة ضمت الوداد المغربي وحوريا كوناكري الغيني وبريميرو دي أجوستو الأنجولي.

وحتى الربع ساعة الأخيرة من مباراة الجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات، كان كايزر تشيفز خارج البطولة، إلا أن هدفًا أحرزه خاما بيليات في الدقيقة 78 أعاد الفريق للبطولة على حساب حوريا بفارق المواجهات المباشرة.

وفي الأدوار الإقصائية لم ينقذ كايزر تشفيز سوى هدف واحد، فبرغم فوزه في ذهاب ربع النهائي برباعية على سيمبا خسر في تنزانيا بثلاثية نظيفة.. وأمام الوداد لم يحتاج سوى هدفًا في 180 دقيقة مع الحفاظ على نظافة شباكه كي يتأهل لمواجهة الأهلي .. الذي عليه أن يحذر بشدة .. وألا ينام.