تعالت الأصوات في الأيام القليلة الماضية بين مدربي أندية الدوري الإنجليزي بمنع ضربات الرأس خلال تدريبات الفريق بعد أن أشارت أبحاث طبية إلى أن مثل هذه التدريبات تتسبب في الإصابة بالخرف والزهايمر مع تقدم العمر.
البداية كانت من جانب دراسة أجرتها جامعة جلاسكو نشرت في أكتوبر من العام الماضي أن لاعبي كرة القدم هم أكثر عرضة للوفاة بالأمراض العصبية التي تصيب الرأس بمقدار ثلاثة أضعاف ونصف من بقية الناس.
وصدر التقرير وقتها بتكليف من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ورابطة لاعبي كرة القدم المحترفين لتقييم السجلات الطبية لـ 7676 لاعباً شاركوا احترافيا في اسكتلندا بين عامي 1900 و1976.
وتمت مطابقة سجلات اللاعبين مع أكثر من 23 ألف فرد من عموم السكان، في الدراسة التي ترأسها استشاري الأمراض العصبية الدكتور "ويلي ستيوارت" من جامعة غلاسكو.
وأشارت النتائج التي توصل إليها ستيوارت وقتها إلى أن "مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر ازدادت خمسة أضعاف، وأربعة أضعاف في مرض الخلايا العصبية الحركية، وضعفين في مرض الشلل الرعاشي لدى لاعبي كرة القدم المحترفين السابقين".
جيف هيرست لاعب كرة القدم الإنجليزية السابق خرج بتصريحات منذ أيام قليلة طلب فيها منع الأطفال من ضرب الكرة بالرأس خلال التدريبات لتبديد المخاوف من إصابات الدماغ الناجمة عن ممارسة اللعبة.
وتعرّض العديد من زملاء هيرست في فريق إنجلترا لعام 1966 للإصابة بالخرف كان آخرهم أسطورة مانشستر يونايتد بوبي تشارلتون ثم تلاها وفاة نوبي ستايلز في الشهر الماضي للسبب نفسه.
وأصيب جاك تشارلتون الشقيق الأكبر لبوبي وزميلاه راي ويلسون ومارتن بيترز صاحب الهدف الثاني في نهائي 1966 بالمرض نفسه وفارق جميعهم الحياة في غضون السنوات الثلاث الأخيرة وهو ما دفع المملكة المتحدة بحظر السماح للأطفال ما هم دون سن الـ 12 عامًا بضرب الكرة بالرأس خلال ممارسة كرة القدم ولكن هيرست يؤيد توسيع هذا القرار ليشمل الأطفال في جميع الأعمار.
وقال صاحب الثلاثية التاريخية في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم عام 1966 في مرمى ألمانيا الغربية (4-2) والتي ساهمت بمنح منتخب "الأسود الثلاثة" لقبهم العالمي الوحيد لصحيفة "ديلي ميرور" الأربعاء الماضي "سيكون اقتراحاً قوياً وحساساً جداً.
تصريحات جيف هيرست جاءت مؤثرة بشكل سريع على تصريحات مدربي أندية الدوري الإنجليزي والذي جاءت أغلبها متفقة على قرار الغاء تدريبات ضرب الكرة بالرأس في المران.
سلافن بيليتش مدرب وست بروميتش ألبيون صرح في هذا الامر للصحفيين قائلًا " إذا أثبتت الأبحاث أن ضرب الكرة بالرأس 10 مرات خلال التدريبات سيسبب الخرف فعلينا منع ذلك، بالنسبة لي، الأمر الأهم هو انهم يتحدثون عن الامر ويعترفون به".
أما فرانك لامبارد مدرب تشيلسي فقد أكد بأنه يفكر في أسلوب تدريب جديد للاعبيه يمنع فيه ضرب الكرة بالرأس خلال تدريبات الشبان والناشئين قبل تطبيق هذا القرار على لاعبي الفريق الأول، قائلًا "علينا القيام بأي شيء من شأنه جعل الوضع أكثر أمنًا".
وقال دين سميث مدرب أستون فيلا الذي عانى والده من الخرف قبل وفاته بفيروس كورونا، إنه يتفق مع آراء بيليتش فيما يتعلق بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث في هذا الجانب.
وأردف سميث: "للأسف أصبح الزهايمر والخرف أكثر شيوعا حول العالم حاليا، لكني أعتقد أنه يتعين علينا التحرك إذا تبين وجود علاقة بين ضرب الكرة بالرأس والإصابة بالخرف، الكرة كانت أثقل وزنا في الماضي وكلنا نشعر بالحزن على معاناة اللاعبين السابقين من الخرف".
ودعا اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين الأندية وروابط الدوري والاتحاد الإنجليزي للعبة، لتطوير إستراتيجيات لمراقبة التدريبات ووضع تصورات لحماية صحة اللاعبين على المدى الطويل.
وقال بن بركيس، رئيس الاتحاد، في بيان: "العلم يتطور بسرعة في هذا المجال ونحن بحاجة إلى تدخل عاجل بناء على الأدلة المتوفرة حاليا، تقليل ضربات الرأس خلال التدريب خطوة عملية ومباشرة".
وأتم الاتحاد أنه قام بتشكيل مجموعة استشارية للتنسيق مع اللاعبين الحاليين وعائلات اللاعبين السابقين، لمعرفة مدى تأثرهم بالخرف والأمراض العصبية الأخرى.