ورحل عم حسين!
المكان: مصر الجديدة
الزمان: 1958
الحدث: مسيرة لجماهير الأهلي من مصر الجديدة لمقر النادي بالجزيرة لحضور مباراة الأهلي والترام.
وسط هتافات الجماهير للنادي الأهلي فوجيء مشجع أهلاوي يدعى طارق راغب بولد يعرفه جيداً يسمى حسين أحمد عفيفي والذي كان يبلغ من العمر وقتها قرابة العشر سنوات وإذ به يطلب منه ان يصطحبه للنادي الأهلي للمرة الأولى.
ذهب حسين بصحبة المسيرة حتى النادي الأهلي وانتهت المباراة وغادر طارق راغب والجميع ولكن ظل صاحب العشر أعوام أسفل مدرجات الملعب ويتخذ منها منزلاً لمدة 6 أيام معلناً بداية مشواره مع الأهلي.
حسين أحمد عفيفي والملقب بعم حسين ولد في عام 1949 في حي مصر الجديدة، اتخذ من الأهلي عائلة غير عائلته وقرر ان يفني حياته من أجل تشجعيه ولكنه لم يكن يعلم انه سيصبح رمزاً من رموز القلعة الحمراء ليوم تبعثون.
عم حسين بدات علاقته بكرة القدم في احد مراكز الشباب، مسيرة الجماهير من الحي الذي يسكن به إلى النادي الاهلي كانت نقطة تحول في حياته، طوال الستة أيام اسفل مدرجات ملعب التتش حرص اللاعبون على تقديم الطعام له ليصبح شاهداً على عظماء القلعة الحمراء بدايةً من رفعت الفناجيلي وصالح سليم مروراً باكرامي ومحمود الخطيب حتى جيل أبو تريكة ووائل جمعة.
يحكي حسين عفيفي انه تعلم تشجيع الأهلي على يد العديد كان ابرزهم عبده مكرونة صاحب الكشك المتواجد أمام بوابة الأهلي وعم بحر، وفي السبعينات تم توظيفه بالأهلي بمساعدة من المايسترو صالح سليم.
عم حسين الذي وافته المنية في الساعات الأولى من اليوم الأول لشهر نوفمبر 2017 لم يهتم لحياته العملية والأسرية، لم يتزوج ولم يحرص على أداء وظيفة لكسب العيش، أفنى حياته واهتمامه بالنادي الأهلي فقط، وجد سعادته داخل جدران ملعب مختار التتش.
حسين عفيفي كانت وظيفته التي لا يتقاضى عليها شيء سوى كلمات الحب من المعجبين به عبارة عن تشجيع الأهلي فقط، الأهلي كان له بيته الاول، جماهير ولاعبي الأهلي كانوا عائلته حتى يومه الأخير، حتى حياته التعليمية لم يهتم بها وقرر ان يوهب حياته للشياطين الحمر.
ويحكي عم حسين عندما قرر تشجيع الأهلي بدلاً من دفن والده قائلاً "قالولي ابوك مات، قولتلهم ادفنوه انتوا الأهلي عنده ماتش ولازم اروح، الأسبوع الجاي هروح أقراله الفاتحة".
من قاد مدرج الأهلي منذ ان كان 18 عاماً هو أحد مؤسسي كتالوج مشجعي الأهلي في المدرجات، تسقيف قبل الماتش، نحمس اللعيبة ونهتف ليهم واحد واحد "تعالى يا ..."، نغني طول الماتش بصوت واحد.
ولكن كيف تعامل حسين عفيفي مع المشجعين في ايامه الأولى بالمدرج؟، هذا ما سرده في حوار سابق له "ادخل على الجمهور اسلم عليهم واخد الصغير قبل الكبير صاحب وأخ ليا وأعامله كويس، الناس بدات تعرفني وتندهلي وتسمع كلامي ولما اقول هنقول كذا يقولوا ورايا".
مضيفاً "كنت بقف ساعتين كاملين قبل الماتش اشجع وطول الماتش مبطلش تشجيع، لما جالي المرض وتعبت بالقلب تعبت بسبب التشجيع .. تعبت بسبب انتمائي للأهلي، وانا نايم أقول أهلي وأنا صاحي أقول أهلي، حياتي كانت الأهلي والكورة".
ولعل أبرز الهتافات التي كان حسين عفيفي سبباً في تأليفها:
حسنين ومحمدين مصطفى عبده هيجيب جولين
اكرامي يا ابو الحريفة .. يا مخلي شبكتنا نظيفة
واحد اتنين تلاتة ونص .. عندنا خالد جاد الله ده ملك النص
"القمر من فرحنا هينور احمر والنجوم هتبان لنا احمر في احمر واحنا مش عاوزين يا بيبو غير جونين"
"يا ابو الفانلة حرير حمرا يا بيبو .. يا مدفعية يا بيبو"
"احنا ملوك الملعب .. ابطال الأهلي بتلعب"
وبعد وفاته .. أثبت حسين عفيفي أن لقب أسطورة النادي الأهلي ليس بالضرورة أن يُطلق على لاعب ولكنه قد يطلق على مشجع أفنى حياته في تشجيع ومؤازرة الأهلي.