مارتن يول ..هل هو قادر على الفوز بأفريقيا؟



عاد الدرع الي مكانه الطبيعي، وحصل الأهلي على بطولته رقم 38 من الدوري المحلي بعد عام من الغياب بسبب اختيارات غير موفقة من الادارة لجهاز فني بقيادة جاريدو لم يكن على مستوى الأهلي أو قادر على اضافة بُعد فني وبدني للاعبين لبناء فريق جديد لحصد البطولات الأفريقية، وإستمر الأمر مع بيسيرو رغم أن الجماهير طالبت بعدم التعاقد معه وأنقذ نادي بورتو الأمر واستقال بيسيرو ليأتي مارتن يول.

بالأرقام محلياً مارتن يول قاد الأهلي في 12 مباراة فاز في 10 وخسر في 2 بنسبة 83% فوز أما في أفريقيا فكانت الأرقام مختلفة حيث لعب يول حتى الآن 5 مباريات أفريقية فاز في 2 وخسر واحدة وتعادل اثنين أي أن نسبة فوزه 40% أفريقياً والخسارة الوحيدة جاءت في مباراة زيسكو بنتيجة 3-2.

لم يقنع الأهلي حتى الآن في مبارياته الأفريقية فلم يفز بأي مباراة خارج أرضه وعانى في مباراته أمام يانج أفريكانز قبل أن يحسم اللقاء عبد الله السعيد برأسية في الدقيقة 95 تؤهل الفريق الى دوري المجموعات، وجاءت مباراة زيسكو التي تفوق فيها الفريق الزامبي على بطل مصر نتيجة وأداء وإن كان أحد الأسباب الرئيسية هو خطأ في تنظيم الرحلة سواء بالوصول قبل المباراة بـ 24 ساعة فجر الجمعة  ليجري الجهاز الفني تدريب وحيد، وهو أمر غير وارد أفريقياً لصعوبة الرحلات بالإضافة للاختلاف الكبير في حالة الطقس إضافة الى الصيام، وهو ما لم يفعله الزمالك بالوصول يوم الخميس الى نيجيريا بينما المباراة أجريت يوم الأحد.

هل مارتن يول قادر على الفوز باللقب الأفريقي؟

 أفريقيا هي قارة تختلف بشكل جذري عن التدريب في أوروبا حيث على المدير الفني أن يتأقلم مع الإمكانيات المعروفة لنا من حيث الطيران والإقامة والانتقالات والملاعب والأجواء، وكل هذا بدون إضافة عامل لم يواجه مارتن يول وهو اللعب مع أندية شمال أفريقيا التي تختلف مبارياتها عن الدوري المحلي والمباريات الأفريقية لوسط وجنوب أفريقيا.

أسلوب يول يعتمد على تثبيت تشكيل وأداء واستخدامه أمام جميع الخصوم من قاعدة "أن على خصمك أن يلعب بناء على أسلوبك لا أن تغير في أسلوبك على حسب الخصم" وهو أمر قد يكون ناجح أوروبيا لكنه بالطبع لا يصلح في أفريقيا، حيث يتوجب على المدير الفني إما تغيير أسلوبه بالضغط من منطقة الخصم اذا ما كان دفاعه محدود أو تكثيف وسط الملعب لإحباط الخصم ومن ثم اقتناص هدف وهو ما حدث من الوداد المغربي أمام أسيك بإغلاق وسط الميدان تماماً واحراز هدف من ركنية ثم اللعب على المرتدات وبهذا يكون الوداد فاز بثلاثة نقاط خارج أرضه تسهل عليه بداية مباريات المجموعة والتي هي أهم المباريات التي تؤهلك نفسياً للوصول الى نصف النهائي.

وسط ملعب الأهلي لا يضغط

لا يمكن لأحد أن يملي على الجهاز الفني أسلوب أداء، إلا أن جمهور الأهلي معتاد على أداء قتالي من اللاعبين يبدأ من الضغط على الفريق في كافة أنحاء الملعب خاصة في وسط الميدان، إلا أن أسلوب مارتن يول بدفاع المنطقة أدى الى تلقي أهداف متعددة فتلقى الفريق 7 أهداف في ثلاثة مباريات أخيرة بمعدل أكثر من هدفين في كل مباراة، حيث سمح الأهلي لمنافسه بصناعة اللعب بدء من وسط الملعب حتى منطقة جزاء الأهلي بدون أي ضغط يمنع الهجمة قبل أن تحدث بدون الإعتماد على دور الدفاع في اخراج الكرة أو دور حراسة المرمى.

اللعب بمهاجم واحد يجعلك غير قادر على استغلال الهجوم المرتد في حال امتلاكك للكرة من منافسك، لنجد أن دور أنطوي أو ايفونا من قبله كان في ان يكون محطة لحين وصول عبدالله السعيد أو رمضان صبحي أو حسام غالي او مؤمن لينطلق رأس الحربة تاركاً الكرة لزميله وهو ما يعطي المنافس الوقت للعودة، وفي أفريقيا تُلعَب المباريات على فرصة واحدة قادرة أن تهديك لقب.

الابداع مفتقد في الخطة أو التشكيل

أمور بسيطة ينتظرها المشجع الأهلاوي من مديره الفني وهي اظهار ابداع عند مقابلة خصم قوي تربك خطوطه أو تكتيك معين يقلب الطاولة عليه، وإذا لم يكن أي مما سبق فتبديلات في المراكز واللاعبين خلال سير المباراة يعطيك أسبقية عن منافسك وحتى الآن لم يحدث هذا حيث يمتلك مارتن يول أسلوب تقليدي في تثبيت تشكيل الفريق مع اللعب بمهاجم وحيد خلفه ثلاثة لاعبين مع اثنين في وسط الميدان.

مع سوء أداء صبري رحيل وعدم وجود أي فاعلية هجومية له مقارنة بوليد سليمان عندما يلعب كظهير أيسر لم يقدم الجهاز الفني حلولاً للجهة اليسرى، قد تكون بالبدء مثلاً بوليد سليمان مع الاعتماد على رمضان صبحي أمامه لتشكيل جبهة نارية كما حدث مع المصري أو مع يانج افريكانز في الدقائق التي شارك فيها وليد كظهير أيسر.

يصر الجهاز الفني على اشراك صالح جمعة في مركز الوسط مع واجبات دفاعية ضرورية لهذا المركز لا يملكها صالح جمعة الذي تبرز خطورته عندما يلعب خلف رأسي الحربة بسبب مراوغاته وتمريراته البينية بالإضافة لعادة سيئة في صالح جمعة وهي كثرة الكرات التي تقطع منه وفي وسط الملعب قد تؤدي هذه الكرات الى هجمة مرتدة خطيرة على مرماك.

ليس من الخطأ أن يريح الجهاز الفني اللاعبين الكبار اذا ما رأى أن مستواهم منخفض وهو مالم يحدث مع حسام غالي فبدلاً من الحفاظ عليه كأهم لاعبين الوسط في مصر يصر الجهاز الفني على اشراكه حتى ان لم يكن في حالته وهو ما يضعه في مواجهة مع الجمهور الذي يحمله مسؤولية أخطائه كما حدث مع زيسكو أو المصري والتي أدى فيهما حسام غالي أحد أسوأ مبارياته مؤخراً مع الفريق.

التبديلات

مارتن يول ينسى خلال المباراة التبديل ويتأخر كثيراً في اجراء تبديلاته وقد يكون هذا أسلوبه التدريبي، إلا أن في مصر هذا يؤدي أن يفقد لاعبو الدكة لدى الفريق حساسيتهم وثقتهم في نفسهم وعند أول إصابة والدفع بهم تكون النتيجة سلبية، وهو ما حدث مع إصابة السعيد وايفونا وعمرو جمال وابتعاد حسام غالي عن مستواه، وجد مارتن يول نفسه بدون رأس حربة جاهز سوى أنطوي الذي غاب في مباريات كثيرة عن المشاركة.

ليس من الضرورة أن تجري تبديلاً لأنك بحاجة الى التبديل، فعندما تكون متقدماً 2-0 وتملك السيطرة يمكنك اجراء تبديل باشراك لاعب هجومي حيث سيكون هناك مساحات في دفاعات الخصم تعطيه الثقة التي يحتاجها أو قد تحتاجها كمدير فني في مباريات قادمة، وهذا الأمر نواجه الآن مع أحمد الشيخ وصالح جمعة وعمرو السولية وقبلهم عمرو جمال عند احتياج الجهاز الفني لهم مع غياب 4 لاعبين أساسيين.

وقد يكون أداء الأهلي تكتيكياً جيد فتحتاج الى تبديل لاعب بلاعب آخر في نفس المركز للإبقاء على السيطرة، أما اذا لم تكن المباراة في صالحك أو الأداء غير قادر على تشكيل تغيير حقيقي، فيمكنك ان تجري تبديلات غير معتادة، وهو ما فعله يول بإخراج عاشور واشرك صالح جمعة فتحسن الأداء أمام زيسكو وان كانت المخاطرة كبيرة لعدم وجود ارتكاز، ويمكن لهذه التبديلات أن تهديك مباراة هامة كما حدث في الموسم الماضي عندما لعب شريف حازم في مباراة القمة أمام الزمالك المتقدم في الترتيب كظهير أيسر لإغلاق المساحة على مصطفى فتحي وهو ما حدث فأنهى التبديل في التشكيل أهم كروت الزمالك الهجومية مع أدوار مختلفة للاعبين ليقتنص مؤمن زكريا هدفي الأهلي.

دور الجهاز المعاون وجهاز الكرة

يجب أن يقوم أسامة عرابي وعظيمة وسيد عبد الحفيظ بشرح الفوارق الأفريقية وأهمية اللعب على ثغرات خصمك والاحتياط الدائم خارج أرضك واختيار أفضل الطرق للخروج فائزاً أو متعادلاً على أسوأ التقدير، ونتذكر مباريات الأهلي أمام بترو اتليتيكو خارج أرضه ومع انيمبا في أوج تألق الفريق النيجيري أو مع الصفاقسي في النهائي الشهير.

يجب أن يكون هناك ضغط من الإدارة وجهاز الكرة لأهمية حسم التأهل بدون انتظار المباريات الأخيرة وهذا لن يحدث الا بدراسة مركزة للخصم بالإضافة الى وضع تكتيكات حسب سير اللقاء وشرح تفاصيل المنافس سواء من أسلوبه او جماهيره او أجواء وحالة ملعبه لمارتن يول لأن كل دولة تختلف حسب ظروفها فالمغرب غير زامبيا غير ساحل العاج.

نعم نحن قادرون على التأهل والفوز

يجب علينا الفوز بأي شكل في مباراة أسيك القادمة والبدء بالعمل بأسلوب مغاير للفوز في المغرب لتعديل الترتيب وإعطاء الأهلي خطوة الى الأمام بدلاً من تعقيد الأمور في نهاية المباريات، وجيب ألا يعتمد مارتن يول على نشوة الفوز بالدوري فهو أمر معتاد لنا لأن أحلامنا هي في كأس العالم للأندية بالوصول الى المباراة النهائية والفوز باللقب.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا