تحليل يانج: كاموسوكو تفوق على خط الوسط ووليد نقطة التحول وعلى صبري "الرحيل"



لم تكن مباراة الأهلي ويانج أفريكانز في دور الـ16 نزهة كما توقع الجميع، فالأهلي تسيد المباراة الأولى خارج أرضه ولولا خطأ حجازي واكرامي لخرج فائزاً بدون خطورة حقيقة من يانج أفريكانز الذي ظهر بدون انياب هجومية قد تقلب الطاولة على الأهلي في مباراة العودة.

تكتيك فريق يانج أفريكانز يوضح أن مديره الفني الهولندي فان دير بلويخم درس بشكل جيد أسلوب الأهلي ولعب على وضع كثافة عددية للاعبيه في منطقة الأهلي ووسط الملعب لمنع تسليم الكرة من الدفاع والارتكاز لمناطق صناعة اللعب، لنجد معظم الوقت 6 لاعبين منتشرين أمام حجازي وخلف عبدالله السعيد لتشكيل حائط يمنع التمرير بسهولة وعند الاعتماد على الكرات العالية من الخلف كانت الغلبة لأطوال الفريق التنزاني.

كاموسوكو "مكوك" الوسط

كان أهم ما يحاول فعله يانج أفريكانز هو منع عبدالله السعيد من الوصول لأي كرة من حسام غالي او حسام عاشور وتسلم هذه المهمة اللاعب الزيمبابوي شاباني كاموسوكو (رقم 13) الذي لم يتوقف عن الضغط على عبدالله السعيد لمنعه من التسلم او التسليم أو من اغلاق المساحات في الوسط على عاشور وغالي  ليعيدوا الكرة الى الخلف.

ومن الجهة الأخرى كان لاعبو الوسط يغلقون زاوية التمرير على الأروقة لصبري رحيل وأحمد فتحي أو مؤمن وساعدهم مستوى رحيل السيء للغاية بالأمس وبطء مؤمن في العودة للاستلام واستسلامه للرقابة مع خوف فتحي من التقدم جعل الأهلي ينقل الكرة عرضياً وللخلف وعند ذهاب الكرة الى الأجنحة يتم اعادتها للخلف لعودة عمرو جمال المتزايدة الى وسط ملعب الخصم.

كاموسوكو وهارونا كانا أفضل لاعبي يانج افريكانز دفاعياً فان تخطاهم لاعب الأهلي قام الآخر باغلاق مكان زميله حتي عود ليضغط مرة أخرى، وهو ما قلل فرص الأهلي أو قدرته على اختراق منطقة جزاء المنافس حيث نجح فان دير بلويخم من ابطاء بناء الهجوم عند الأهلي وعند نقل الكرة الى مساحة الهجوم يكون هناك 10 لاعبين من يانج افريكانز في منطقتهم.

صبري رحيل Vs  وليد سليمان ولماذا لا نتعاقد مع علي معلول ؟

صبري رحيل فشل بالأمس دفاعياً وهجومياً ، فدفاعياً يتحمل صبري مسؤولية الهدف الذي جاء، حيث تخطاه الجناح الأيمن ليانج أفريكانز بسهولة ليأخذ كل وقته في ارسال كرة ساقطة تباطأ فيها رامي ربيعة واكرامي، إلا أن صبري كان قادر على ايقافه بمخالفة بدلاً من تركه يمر بمفرده في مساحة خطيرة، أو ان يضغط مبكراً بشكل صحيح بدلاً من ترك مساحة استعملها كثيراً مهاجمي يانج أفريكانز لكن ضعف الهجوم منعهم من تحويلها الى فرص.

أما هجومياً فلم يرسل صبري رحيل اي عرضية شكلت خطورة حيث ذهبت اما لحارس المرمى أو اعادها الى الخلف صعبة للتسجيل وقد تبدل الوضع مع نزول وليد سليمان، فوليد يضغط بقوة على اللاعب وان كان يعرض نفسه الى الانذارات بسبب الخشونة الزائدة، الا أنه لاعب يصعب المرور منه وتمركزه مميز.

وفي النزعة الهجومية حدث ولا حرج، فوليد قادر على المرور والتمرير الصحيح وفي الدقائق التي شارك فيها أرسل عرضيات خطيرة أكثر مما فعله صبري طوال تواجده في الملعب، فشل ايفونا في أن يسجل وحاول رمضان في استغلال احداها، حتى نجح السعيد في تحويل الأخيرة الى هدف أوصل الأهلي الى دوري المجموعات.

إلا أن مع دخولنا المباريات الأصعب في البطولة، يجب على ادارة الأهلي أن يسارعوا في انهاء التعاقد مع ظهير أيسر قادر على تشكيل جبهة حقيقية مثلما كان حال الأهلي مع سيد معوض وجلبرتو ولا يوجد ظهير أيسر مصري حالي قادر على فعل هذا، ويتبقى الاختيار الأنسب هو علي معلول لاعب الصفاقسي التونسي، فهو مدافع قوي وجناح رائع.

حسام غالي ...المدير الفني والقائد على أرض الملعب

جمهور الأهلي لديه الكثير من التحفظات على أداء حسام غالي في بعض المباريات السابقة خاصة الأخطاء في التمرير الا أن لا يمكن للاعب في الفريق أن يؤدي ما يفعله غالي، فهو المدير الفني داخل الملعب، يعطي تعليماته للاعبين بالتمركز الصحيح ويهديء من الايقاع عند الحاجة ويسرع منه عند الحاجة، ويعود ليتسلم الكرة من الدفاع لحل مشكلة الضغط في وسط الميدان، ويساعد في الهجوم كلاعب وسط هجومي، ويعود للدفاع كلاعب ارتكاز.

غالي لاعب "من قماشة تانية" مشكلته هي التساهل في بعض التمريرات التي قد تقلب الطاولة على فريقه، إلا إنه عندما يكون "الكابيتانو" في كامل تركيزه يصعب على أي فريق أفريقي مجاراة الأهلي في وسط الميدان، فهو قادر على الابداع في اي لقطة، ومهارة امتصاص الكرة لديه على أعلى مستوى، وقد يكون من اللاعبين المعدودين في مصر القادرين على ارسال كرات ساقطة في مساحة للمهاجم لينقل اللعبة من الوسط الى الهجوم في ثانية.

مارتن يول وثقافة امتلاك الكرة

ملامح مارتن يول بدأت تظهر على الأهلي في القدرة على امتلاك الكرة وأخذ كامل الوقت في تناقلها مع جمل تكتيكية تتم في الأمام من ظهيري الجنب أو الوسط المهاجم فأصبح معظم لاعبي الأهلي يهاجمون بدون الاعتماد على مستوى رأس الحربة الذي قد لا يكون في يومه، ليسجل بالأمس حسام غالي وعبدالله السعيد برأسيتين وهو أمر نادر الحدوث.

كان أكثر من لاعب في الأهلي بعيداً عن مستواه بالأمس ومع هذا لم ينجح يانج افريكانز في خلق أي فرصة سوى فرصة الهدف والهجمة التي تلت الهدف مباشرة، دون ذلك الأهلي كان ممتلك للكرة والاستحواذ وان كان الضغط المستمر على خط الوسط أفقد الفريق قدرته على خلق فرص كثيرة كما هي العادة مؤخراً، وهو أمر جيد حيث سيضعه الجهاز الفني في الحسبان لوضع سيناريوهات لعلاجه في الفترة القريبة أو بدء استعمال أفكار جديدة باشراك لاعبين آخرين قادرين على خلق ابداع غير متوقع.

أمر آخر على الجهاز الفني اعادة النظر فيه وهو اسلوب الضغط على حامل الكرة من الأهلي، حيث يترك الفريق مساحة كبيرة للخصم لامتلاك الكرة وتحضيرها بدون مضايقته مع الاعتماد على التمركز الجيد في الخلف الذي ينجح في افساد هجوم المنافس، ولكن يتطلب على مارتن يول وضع احتمالات أن الكرة الأفريقية مغايرة للأوروبية وتحتاج في بعض الأحيان اللعب بأسلوب الضغط بسبب تفاوت الإمكانيات الفنية للاعبين مقارنة بأوروبا.

دوري المجموعات

مع خروج مازيمبي والنجم الساحلي وابتعاد وفاق سطيف عن طريق الأهلي في المجموعات، يمتلك الأهلي فرصة جيدة للتأهل لنصف النهائي اذا ما بدأ من الآن تحضير فريقه للبطولة وحل الثغرات في المراكز مثل الظهير الأيسر والجناحين مع استغلال اللاعبين المتواجدين على دكة البدلاء لتكوين فريقين قادرين على الأداء بنفس المستوى الفني.

 

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا