تحليل الأهلي: الاستعجال = "رتم" سريع وماذا استفدنا من التغييرات؟



مباراة لم تكن صعبة على الأهلي أن يفوز بها ويقرب الفارق مع الزمالك، ولكن بدلاً من زيادة الضغط على منافسنا فرطنا في نقطتين غاليتين في مشوار الدفاع عن بطولة الدوري.

أولاً: التشكيل، لعل المشكلة هي الاصرار على الابقاء واللعب بنفس الطريقة، 4-2-3-1 حتى مع وجود غيابات واصابات، ولكن لماذا نستمر بهذه الطريقة بالرغم من عدم وجود اللاعبين الجاهزين على أداء هذا الأمر؟

فهذه الطريقة من الأصل تعتمد على قوة اللاعبين الثلاثة تحت المهاجم، وهو الأمر الذي افتقدناه بعدما لعبنا بوليد سليمان ورشدي الذان لم يلعبا منذ وقت كبير، حتى وإن كان رشدي سجل للمباراة الثانية على التوالي.

ثانياً: رشدي وسليمان لم يقدما العون اللازم لكلٍ من هاني وصبري، بالاضافة إلى عدم استلامهما الكرة من وسط الملعب أو الدفاع للتدرج الطبيعي بالكرة "على الأرض" بدلاً من لعب الكرات العالية التي عانى منها عبد الظاهر وبالتالي خسرنا الاستحواذ بسهولة.

خسارة الاستحواذ وضعتنا تحت ضغط كبير بعدما ظل الجونة يحاول القيام بهجمة منظمة وعندما يفشل نعطيه الكرة بسهولة بسبب عدم امتلاكنا لوسط الملعب والاعتماد على الرتم السريع مثلما هو موضح في هذا الفيديو:

ثالثاً: التبديلات، فتحي مبروك بالمؤتمر الصحفي قال أن اللاعبين عانوا من "الاستعجال" وهو على حق، ولكن الاستعجال هذا معناه في الكرة الرتم، الرتم الذي ظل سريعاً حتى بعد احرازنا لهدف، بالرغم من عدم فرض اسلوب لعبنا في الملعب.

بعد قلة الفرص التي صنعها الأهلي في هذه المباراة تدخل المدير الفني بتبديلات لم تغير من طريقة لعبنا، ليخرج لاعب صانع لعب ليحل بدلاً منه صانع لعب، وكذلك مهاجم بمهاجم ثم صانع لعب بصانع لعب، فماذا أضافت هذه التبديلات؟

حتى وإن كان الاحتفاظ بنفس الطريقة هو الأمر الصحيح، فنحن لا نمتلك اللاعبين الجاهزين لهذا الأمر، فتريزيجيه وعمرو جمال عائدين من اصابة، ورمضان يعاني من الاجهاد منذ لقاء مصر المقاصة.

عانينا منذ بداية المباراة من عدم استحواذنا على وسط الملعب، وهو الأمر الذي يميزنا دائماً، ومع أول تبديل للأهلي كان من الأفضل معالجة هذا الأمر، ولكن نزل رمضان صبحي بدلاً من وليد سليمان لنلعب بنفس الطريقة بالرغم من وجود محمد رزق على الدكة.

فالأهلي لم يستفد من تبديلاته، فلو كنا نريد الهجوم فإن هذه التبديلات لم تعطنا الأداء الهجومي المتوقع لأننا ربما اعتمدنا فقط على الفارق الموجود من لاعب على لاعب وليس تغيير تكتيكي يؤثر على الأداء الجماعي.

أما إذا كنت تريد الدفاع والحفاظ على التقدم فنحن بالطبع لم نقم بهذا، فماذا استفدنا؟ لم نستفد الا مثلما قال مبروك أن نجهز اللاعبين المقيدين في بطولة أفريقيا ومباراة الترجي الأولى بها، فقط.

رابعاً: الهدف الذي دخل في مرمى الأهلي كان نتاج لخطأ آخر في التمرير، فصبري رحيل فقد الكرة في وسط الملعب بتمريرة ضالة اهدت الجونة فرصة القيام بهجمة خطرة.

شهدت هذه الكرة تبادل للأدوار بين سعد سمير وهاني بحكم تحرك مهاجم الجونة كريم طارق على الجانب الأيسر لينضم هاني لقلب الدفاع ويخرج سعد من اللعبة لكونه أصبح الظهير الأيمن.

خطأ آخر وقع فيه صبري أثناء العرضية الملعوبة من سعد حسني، دفاع الأهلي كله وقف على خط واحد لإيقاع مهاجم الجونة في التسلل، ولكن صبري فقد تركيزه واستسلم لما يدور في رأسه ليغطي مصيدة التسلل مثلما موضح في الفيديو القادم:

خامساً: بعد دخول مرمانا الهدف حاولنا التعويض عبر وجود لاعبين كثر داخل منطقة الـ18 أو على الأطراف دون وجود لاعب قادر على تحويل الكرة من الخلف للأمام لصنع الخطورة.

فربما كانت تمريرات هندريك الطولية من نصف الملعب على الأطراف، والتي أغلبها كان لتريزيجيه، هي الطريقة الوحيدة التي كانت تصنع خطورة لنا ليس لصناعة الفرص ولكن لنقل الكرة قريباً من المرمى.

حتى بعد وصول الكرة لتريزيجيه أو رمضان على الأطراف كان هذا الثنائي يجد صعوبة في الاختراق لعدم وصول هاني أو صبري كلٍ على حسب جبهته في الوقت المناسب، وصولهم المتأخر هذا وضع رمضان وتريزيجيه لحل وحيد هو المرور معتمداً على مهارته.

ربما كان من الأفضل الاعتماد على عبد الله السعيد في النزول لوسط الملعب لاستلام الكرة وتحويلها للجانب الهجومي الذي تواجد فيه رمضان بأقصى الجانب الأيسر في آخر المباراة وظل تريزيجيه بالجانب الأيمن مع وجود عمرو جمال في منطقة الـ18.

سادساً: في كثير من الأحيان تشعر أننا لا نعلم ما الذي نريده من استحواذنا للكرة، ليكون الاجتهاد الفردي والجمل البديهية هي السائدة في اللقاء، حتى الهدف جاء من مجهود فردي من إسلام رشدي.

ففي كثير من الأحيان نشاهد صبري رحيل يتقدم من الجانب الأيسر ويتوغل داخل دفاعات الجونة بالرغم من عدم وجود مساندة من زملائه فيخسر الكرة، وكذلك يلعب هاني أو حتى صبري عرضيات من مسافة بعيدة عن الـ18 لا تصل لأحد، فماذا كنا نريد أن نفعل؟

في المباريات السابقة كنا نمتاز بوجود عدد كبير من اللاعبين داخل الـ18 لنستغل الكرات العالية أو الاختراق من العمق، ولكننا لم نشاهد هذا بالرغم من اللعب بنفس الطريقة، ولكن وليد ورشدي لم يقوما بهذا الأمر، وإن كان رشدي ضم لداخل الملعب عندما سدد وأحرز الهدف.

سابعاً: عودة هندريك ليست الاستفادة الوحيدة منها أن نشركه بدلاً من رزق الذي كان يلعب أساسياً، ولكن أن يكون معنا أوراق عديدة ستمكننا من الفوز بالمباريات، مثل هذه المباراة التي كانت بحاجة للعب بثلاثة لاعبين في وسط الملعب بدلاً من اثنين فقط.

فلولا الإيقاف الذي تعرض له القائد حسام غالي لكنا الأن نتمتع بوجود رباعي في وسط الملعب قادر على اللعب أساسياً وهو أمر لم يكن موجوداً منذ بداية الموسم، فهل تكون الاستفادة فقط في وجود اثنين في الملعب واثنين على الدكة؟

تشكيلة الفريق لديها مرونة للعب بالكثير من الطرق الأن خاصة مع عودة لاعب وسط الملعب الارتكاز المفقود، يجب علينا الاستفادة من هذا الأمر وفقاً لحاجاتنا من المباراة التي نلعب فيها.

أخيراً .. سيكون من الصعب أن نلعب بنفس الطريقة أمام كل المنافسين، خاصة مع وجود لاعبين تمكننا من لعب بحرية تكتيكة داخل الملعب، وهو الأمر الذي فعله الجونة وأرهقنا كثيراً، فلماذا لا نستغل هذه الميزة؟

 

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا