عادت رابطة ألتراس أهلاوى مجددا للمدرجات في أول مباراة رسمية لفريق النادي الأهلى بحضور الجماهيرعقب إنتهاء الحكم في قضية مذبحة بورسعيد والتي شغلت الرأى العام كثيرا في الآونة الأخيرة وذلك أمام فريق توسكر الكيني في إياب دور الـ32 من بطولة رابطة الأبطال الأفريقية وهى المباراة التي إنتهت بفوز الأحمر بهدفين وصعوده لدور الـ16 من البطولة التي يحمل لقبها.

 

ولكن عودة الألتراس للمدرجات جاءت أكثر قوة بل ووحشية وظهر من الواضح بأنهم لم يتعظوا من ماضيهم فعادوا أكثر قوة وسلبية في المدرجات وذلك بقيامهم بإشعال الشماريخ وإلقائها في ملعب المباراة وهو الأمر الذي سيعرض الأهلى للعقوبات الحتمية من الكاف بكل تأكيد ورفع العديد من اللافتات المسيئة بل والمسيئة جدا وتكسير مدرجات إستاد برج العرب في الثالثة شمال  مما أدى لتغريم الأهلى حوالي نصف مليون جنيه من هيئة الإستاد ، فضلا عن الهتافات العدائية خلال أحداث اللقاء وهو الأمر الذي أثر على أداء لاعبي النادي الأهلى وجهازهم الفني طوال المباراة.

 

وتخيلت أن تغلق رابطة الألتراس صفحة الخلافات مع كل أعدائها عقب حكم القصاص في مذبحة بورسعيد وعودة الحق لأصحابه ، وأن تبدأ في فتح صفحة جديدة من التشجيع المثالي في المدرجات وأن تكون مثلما كانت أول من أدخل طرقا مختلفة في التشجيع في المدرجات المصرية أن تكون صاحبة بداية جديدة للروح الرياضية والتشجيع المثالي بصور مختلفة ومبتكرة في المدرجات وإعطاء صورة حضارية للعالم كله عن الجماهير المصرية وعودة الروح للملاعب المصرية.

 

ولكن من الواضح بأن الرابطة سوف تنحدر لإتجاه قد يكون الأخطر على الإطلاق بل وستستمر نبرة التعصب الأعمى في المدرجات في طريق مسدود ومظلم وهو الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة أكبر بكثير من مذبحة بورسعيد في ظل غياب الأمن وعدم قدرة الداخلية على ردع أي شغب سواء داخل المدرجات أو خارجه.

 

وأتعجب من أداء الألتراس في المدرجات فلماذا لا يتحول التشجيع بطرقهم المعروفة والمعهودة لديهم للتشجيع المحترم والمثالي وبكل الأساليب المحترمة بل ويكون هناك إبتكارا جديدا لوسائل جديدة للتشجيع دون المساس بأحد وأن تتحول الرابطة ليست لمجرد رابطة لتشجيع الأهلى في كل مكان فقط بل ولأنشطة تربوية وتثقيفية وتعليمية لجميع الأفراد سواء بداخلها أو خارجها وأن تبدأ في ممارسة الأعمال الخيرية عن طريق التبرعات التي يجمعونها والدعم الذي يحصلون عليه.

 

وأنا هنا لا أتحدث عن تركهم للمدرجات ولكن أن يكون تواجدهم أكثر إحترافية ومثالية ودون إلحاق الضرر بناديهم أو بالجماهير المختلفة أو حتى بعناصر الأمن في ملعب المباراة وأن يبتعدوا عن طرقهم في إستفزار مشاعر الآخرين ، بالإضافة لقيامهم بالعديد من الأعمال الخيرية وإستخدام قوة وحماس الشباب لديهم في تمنية مجتمعهم في وقت يحتاج فيه المجتمع لسواعد شبابه دون الخروج عن القانون والمساس بهيبة الدولة.

 

ووقتها سيكون كل أب وأم سعداء بإنضمام أبنائهم للألتراس - عكس الوقت الحالي - لأن وقتها سيكون هدف الرابطة هو السعي وراء حب نادينا العريق في كل مكان وتشجيعه بكل ألوان التشجيع المحترمة والمبهجة والجميلة فضلا عن العديد من الأعمال الخيرية والتنموية والتي ستكسب شباب الرابطة العديد من المهارات والتي قد تعينهم فيما بعد في أعمالهم الشخصية وقبل كل ذلك حسن الأجر والثواب من عند الله عز وجل.

 

فحال هذه البلد لن ينصلح طالما لم ينصلح حال أهلها وبالأخص شبابها فعلى كل شاب ألا يفكر في إسترداد حقه بالقوة والتعبير عن رأيه بإلحاق الضرر بالآخرين بل أن يفكر في مستقبله ومستقبل أولاده وأن يقوم بالسعي والعمل لمصلحته الشخصية ومصلحة بلده وأن ينظر الجميع للمصلحة العامة حتى ينصلح حالنا جميعا وتعود مصر كما تعودنا عليها من قبل بل وأكثر بريقا ولمعانا وعنوانا لحضارات الشعوب على مر التاريخ.

 

وعلى الدولة أن تتخذ كل الإجراءات الرادعة وتفعيل قانون شغب الملاعب من أجل حماية الجماهير نفسها ومن أجل الحفاظ على ما تبقى من هيبة الدولة وأن يكون القانون سيف على رقبة كل الخارجين عنه حتى تعود كرة القدم والرياضة المصرية كعادتها دائما في أنها الوسيلة الوحيدة لإمتاع هذا الشعب الذي يفتقد للكثير والكثير خلال هذه الأيام في ظل ضعف شديد في جميع مفاصل الدولة ، وبالتالي فأنا أثنى بشدة على قرار وزير الرياضة المجتهد العامري فاروق بمنع حضور الجماهير للمباريات القادمة حتى الأفريقية لدراسة الوضع الحالي وهو القرار الذي جاء في وقته حفاظا على الجماهير قبل أي شيء  .

 

وأختم حديثي موجها كلامي لقيادات الألتراس في حسن إستغلال شباب الرابطة نحو التشجيع المثالي في المدرجات والأعمال الخيرية خارج المدرجات والإبتعاد عن العمل السياسى والتربيطات والتظبيطات وألا ينظر كل فرد فيهم لمصلحته الشخصية فقط بل وأن ينظر الجميع للصالح العام ، بل وأن يكون هناك مساحة من العمل الجماعي والمشترك حتى يلتف الجميع حول الرابطة كما كنا من قبل وحتى يعود "معظم" لاعبي فريق الأهلى أنفسهم لحب الرابطة بدلا من النفور منها مع كل التمنيات بالتوفيق للألتراس ولكن فى هذه الحالة فقط.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا