من الأشياء الطبيعية الحدوث مع الفرق الكبرى أن تأتي إحدى الأيام ويكون الفريق بالكامل بعيد عن مستواه المعهود لينال هزيمة ثقيلة تعيده الى الطريق الصحيح وتكون عامة هذه الخسارة العابرة غير مؤثرة على مشواره في الموسم ويمكن للمدير الفني ان يتذرع بها كما صرح حسام البدري بعد مباراة الحرس أن جميع اللاعبين كانوا "Off Day أوف داي"!

كان في الإمكان أن نلتمس العذر ونوافق على موضوع "الأوف داي" اذا كانت المباريات الأخرى في الدوري العام مغايرة او نرى فيها أداء قوي وتكتيك وتحركات لتأتي مباراة حرس الحدود كمرض عارض سريع، إلا أن العكس هو الصحيح فنحن لم نرى منذ بدء الموسم أي فكر كروي أو مجهود اداري والأهم من هذا كله افتقد الأهلي الرباط القوي بين لاعبيه على أرض الملعب.

أي مشكلة فنية يمكن حلها بدراستها ووضع تكتيك مغاير او تدريب اللاعبين على مهام جديدة تساعد على حل الثغرات الفنية، إلا أن من الصعب فعل أي شيء اذا بدأ التباعد بين اللاعبين في ادائهم كفريق ووحدة متماسكة وبدأت الشخصنة والفردية والأنانية تظهر بشكل كبير هنا تصبح المشكلة خطيرة وفي حاجة الى حل سريع.

فمثلاً لا علاقة بغياب 8 لاعبين أساسيين بأن يتسابق أحمد عبد الظاهر وعماد متعب على الكرة في المنطقة الهجومية حتى أصبحوا "بيقطعوا على بعض" وبدلاً من العمل سوياً للتسجيل رأينا كل منهم يحاول ان يقتنص الفرصة لنفسه ويأخذ مساحة زميله وفي احدى الكرات لاحت الكرة لمتعب لتنشق الأرض عن عبد الظاهر ليربك متعب "المرتبك أساساً في الفترة الأخيرة" وتضيع الفرصة وتنتهي اللقطة بمتعب ينظر لحسام البدري وزملائه وعبد الظاهر ينظر لمتعب انه اخطأ !

والمشهد الآخر عندما يمرر عبد الله السعيد تمريرة استحالة أن يلحق بها شديد او عبد الفضيل وينظر اليهم بنظرة عتاب كيف لم تستطيعوا اللحاق بكرة يستحيل اللحاق بها ومن ثم نرى السعيد يسدد بينما تلوح امامه تمريرتين لزملاء له في مراكز أفضل فنراه يسدد كرة يشكره عليها الشناوي حارس الحرس ومن ثم نراه يشير لزملائه انه لم يجد حل آخر!

كما نرى بركات يلعب بدون أي "نِفس" بكسر النون، يتحرك بشكل صحيح الا أنه يجد نفسه بمفرده بدون اي دعم او تحرك هجومي يفتح له فرصة التمرير لإحراز هدف او يوفر له المساعدة للوصول الى المرمى لنجده ينظر لزملائه بغضب لم نراه سابقاً من لاعب بوزن بركات.

وعندما قرر البدري التغيير دفع بدومينيك وشكري ونرى الإثنين يتقمصون شخصية "ليو ميسي" فيبتغي كلا منهما المراوغة والمرور والحرفنة مع فارق المهارات لتقطع الكرة مرة...وإثنين...وثلاثة! وهو أمر مكرر من اللاعبين الاثنين وليس نوعاً من "الأوف داي".

طبعاً عندما يخرج أحمد شديد بعد مباراة سموحة يقول أن الفريق قدم أداء جيد رغم الخسارة بعد أداء قيمه المشجع الأهلاوي انه مزيج بين سلطة الكرنب والكشري لا يخلو من عسر الهضم، تستطيع أن تتفهم كيف يمرر مدافع أيسر لحارس مرماه الذي يقف على حدود الملعب بدون أن ينظر على يساره او حتى يضع مجهوداً أكثر في زيادة قوة التمريرة كل هذا ليس نوع من أنواع "الأوف داي".

هناك مشكلة واضحة منذ بدء الموسم بين مكونات الفريق وتلاحمه وتصرفات اللاعبين على أرض الميدان فلا نجد ألفة أو مساندة أو قيادة أو تعاون في المباريات الخمسة وإن كانت الخسارة ظهرت مع سموحة وحرس الحدود لأنهما كانا أفضل من بني سويف والمحلة ووادي دجلة وسيواجه الأهلي نفس الأزمة مع اي فريق مستواه افضل من المتوسط ولن يمكن للبدري استعمال عذر الأوف داي مراراً.

ما ننصح به المدير الفني للأهلي والذي نقدر صعوبة قيادة فريق فقد سبعة  لاعبين أساسيين في مباراة "تريكة – وليد سليمان – عاشور – معوض – غالي – فتحي – جدو" لكن الأهلي دائماً ما يواجه صعوبات في اي بطولة وما جعله أسطورة هو انتصاره على الصعوبات وعدم التوقف عندهم للتذرع بهم، لذا فعلى البدري ان يعمل على تقريب اللاعبين من بعضهم والحديث مع النجوم كوائل جمعة وبركات ومتعب وإكرامي وحسام غالي الذي يتواجد مع الفريق عندما لا يكون في المانيا للم شمل الجميع وشرح أهمية روح الفريق والفانلة الحمراء في الانتصارات والألقاب وكيفية النجاح اذا ما ابتعد كل لاعب عن الفردية وعن مبدأ "ياللا نفسي".

ما حدث وما رأيناه منذ بدء الدوري ينذر بخطورة كبيرة لن ينفعها عودة تريكة وفتحي وسليمان، وسيتكرر ما حدث مع سموحة والحرس اذا لم يتم حل هذا الأسلوب البعيد عن ثقافة فريق الأهلي وسنراه في أكثر من مباراة ولن نقبل عندها بكلمة أن اللاعبين كانوا "أوف داي" لأننا سنعلم أن الإدارة الفنية أيضاً أصبحت "أوف داي وكل داي"

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا