حالة من الصياح الشديد التي انتابت عدد من المتابعين للكرة المصرية في الساعات الماضية، في محاولة لتوريط حسين الشحات، لاعب النادي الأهلي في عقوبة كبيرة، لم يسبق وأن حصل عليها آخرون، رغم أفعالهم الأكثر حدة.

وتعرض الشحات لاستفزازات متكررة من محمد الشيبي، لاعب بيراميدز، الذي اعتاد على تلك السلوكيات منذ مباراة السوبر في شهر مايو الماضي، ليضطر لاعب الأهلي للخروج عن النص.

ولأن الأهلي نادي يسير وفقًا لقيم ومبادئ محددة، كان هو أول من اتخذ القرارات الرادعة في وجه حسين الشحات، رغم الاستفزازات التي تعرض لها من المغربي الشيبي، وقرر توقيع عقوبة مالية كبيرة عليه، بعد ساعة واحدة من تلك الواقعة.

ويحاول البعض على مدار الساعات الماضية تصدير صورة خاطئة بأن لاعب الأهلي قام بتلك الواقعة لأنه يعرف بأنه لا يحصل على أي عقوبة، في إشارة لوجود حماية من القلعة الحمراء.. وفي حقيقة الأمر يحتاج من يردد تلك الصورة لمراجعة نفسه وضميره أولًا، لأن لاعبي الأهلي هم أكثر من تعرضوا للأفعال غير الأخلاقية في الملاعب المصرية.

ويستعرض El-Ahly.comفي السطور التالية بعض من الأمثلة على تعرض لاعبي الأهلي تاريخيًا للإهانات من لاعبي المنافس، دون أن يحرك أحد ساكنًا، أو يطالب بتوقيع أقصى العقوبات عليهم، كما يحدث حاليًا مع الشحات.

1 – بطولة شيكابالا:

في عام 2012، تقابل النادي الأهلي مع غريمه التقليدي الزمالك في دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا، على ملعب الجونة وفي غياب الجماهير، ونجح المارد الأحمر خلال تلك المواجهة من تقديم عرض رائع، تكلل بفوز كبير بأربعة أهداف مقابل هدفين.

فوز الأهلي على الزمالك في تلك المباراة، ساهم في تأهل المارد الأحمر للدور التالي من دوري أبطال إفريقيا، فيما اكتفى الأبيض كالعادة بالخروج منها مبكرًا، ليضطر حينها محمود عبد الرازق شيكابالا للقيام بأفعاله المعتادة، من أجل منح جماهير ناديه فرصة للاحتفال بالبطولات الوهمية.

وقام محمود شيكابالا خلال تلك المباراة بصفع سيد معوض، أحد أساطير الجبهة اليسرى في الكرة المصرية أكثر من مرة بدون أي مناسبة، وسط اندهاش من لاعب الأهلي من تصرفاته ومطالبة الحكم باتخاذ إجراءات ضده.

جماهير الزمالك لم تخيب ظن شيكابالا، وأخذت في الاحتفال بتلك اللقطات عقب نهاية المباراة، في محاولة لتعويض الهزيمة في مباراة القمة، فيما لم يقم أحد أي إعلامي حينها بتوجيه أي انتقاد للاعب الأبيض على تصرفاته، ولو حتى من باب احترام سيد معوض الذي قدم للكرة المصرية الكثير.

2 – إهانة مغترب في الملاعب المصرية:

وعلى نفس النغمة التي يتم ترديدها حاليًا، بأن ما فعله الشحات يستحق أكبر عقوبة ممكنة، نظرًا لأن محمد الشيبي لاعب من دولة المغرب الشقيقة، ولا يجب إهانة اللاعبين الأجانب المغتربين في الملاعب المصرية.. كانت هناك لقطة أكثر حدة مع أحد نجوم النادي الأهلي من قبل.

وتقابل النادي الأهلي مع الزمالك في عام 2019 بكأس السوبر المحلي على إستاد برج العرب في الإسكندرية، ونجح لاعبو المارد الأحمر في تقديم مباراة رائعة، والتتويج باللقب.

وأثناء الأداء الرائع من الأهلي والتقدم في النتيجة بثلاثية نظيفة، توجه محمود شيكابالا، قائد الزمالك رفقة محمود علاء، زميله في الفريق للاعتداء بالضرب والصفع على وجه علي معلول، لاعب منتخب تونس والمارد الأحمر.

الصور التي اُلتقط لهذه المشاهد، مازال يحتفل بها جماهير الزمالك حتى الآن، ويقوم البعض بوضعها كصورة رئيسية لغلافه على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنها مصدر فخر لهم، رغم أن العديد منهم يرى بأن تلك الأفعال خارجة عن النص، ويجب أن تكون عقوباتها بالإيقاف الطويل أو الشطب.

3 – اختلاف المعايير في نفس الواقعة:

قررت رابطة الأندية بعد أقل من 12 ساعة فقط إيقاف حسين الشحات، مباراتين وتغريمه 20 ألف جنيه على إثر ما حدث في مباراة بيراميدز.. قرارات سريعة ورادعة وواجبة بالفعل، لكن لماذا اختلفت المعايير بين يوم وليلة؟

قبل أقل من أسبوعين فقط، قام باهر المحمدي، مدافع وقائد الإسماعيلي بصفع محمد هاني، لاعب الأهلي أثناء مباراة الفريقين، وأمام عدسات الكاميرات ونظر حكم الساحة، وأيضًا حكام تقنية الفيديو، وخلال نفس الموسم، وتحت إحكام نفس اللوائح.

ولم يقم لا حكم الساحة ولا حكام تقنية الفيديو باتخاذ أي إجراء ضد باهر المحمدي، وهو نفس الأمر من جانب رابطة الأندية، وكأن لاعب الإسماعيلي محصن من العقوبات، التي لا يتم تطبيقها إلا على لاعبي الأهلي وجماهيره فقط، فيما لم يوجه أي إعلامي نفس الانتقادات اللاذعة التي يتم توجيهها حاليًا لحسين الشحات.