"مستشفى الأهلي".. ربما كان هذا هو الوصف الأكثر دقة حول ما حدث ويحدث للاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالأهلي هذا الموسم.. فريق بالكامل يغيب عن المباريات، وإصابات يتم تشخيصها بطرق غير سليمة، وأخرى تستغرق وقتاً أطول بكثير من المعتاد، ولاعبون لا يخضعون للكشف الطبي، وأحمال بدنية تجهز على لاعبين وتؤخر عودة آخرين.. كل هذه الأمور أدت بالأهلي لطريق غير مأمون العواقب يبدو أنه سيطول.

 

لنستعرض بعض الإصابات التي لحقت بلاعبي الأهلي في الأشهر الست الماضية فقط..

شريف إكرامي عانى في أكتوبر الماضي من جزع في الرباط الداخلي للركبة، إصابة نتيجة إصطدام لم تحتج للكثير من الوقت للعلاج. لكن بعد تعافيه عاد إكرامي ليغيب عن المران لشعوره بإجهاد في عضلة السمانة.. الأمر الذي يؤكد الأطباء المختصين أنه جاء نتيجة حمل بدني زائد لسلل الرغبة في سرعة التعافي من الإصابة الأولى.

 

 أحمد عادل عبد المنعم.. الحارس الآخر أصيب خلال المران استعداداً لبطولة كأس العالم للأندية.. إصابة تم تشخيصها مبدأياً كرشح في الركبة بانتظار المزيد من الفحوصات في وقتها، والتي أكدت وجود قطع جزئي في الغضروف ليغيب أحمد عادل لشهرين كاملين عقب إجرائه لجراحة بالمنظار.

 

مسعد عوض.. الحارس الذي لم يشارك بعد.. أصيب بكدمة في القدم خلال المران في ديسمبر الماضي.. ورغم أن الإصابة لم تتعد الكدمة إلا أن عوض غاب لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن يعود للفريق.

 

محمود أبو السعود الحارس المعار حالياً لصفوف القناة.. أصيب بكدمة في يده في نوفمبر، قبل أن يعود للتعرض لإصابة بشد في العضلة الخلفية في نهاية ديسمبر الماضي..

 

 

 

 

 

 

"وقفة سريعة".. حين يصاب حارسي مرمى - طبيعة مركزهما لا تعتمد على الجري المستمر - في فترة وجيزة بشد وإجهاد عضلي .. فتش عن الأحمال..

 

أحمد فتحي.. اللاعب الأكثر لياقة على مدار سنوات طويلة في الأهلي والمنتخب الوطني.. بعيداً عن إصابته في أغسطس بكدمة في وجه القدم خلال المران.. عانى اللاعب في ديسمبر من آلام في العضلة الخلفية.. أعقبها شعوره بآلام في الحوض أبعدته حتى منتصف يناير.. ثم عاد اللاعب للمشاركة في مباراة الرجاء ومع أول 10 دقائق في المباراة التالية أمام المقاولون العرب أصيب فتحي بكدمة في الركبة ليغادر الملعب.. وفي الوقت الذي تردد فيه أن غيابه لن يتخطى الأسبوعين جاءت الأنباء حول وجود رشح في الركبة قد يدفع اللاعب لاستكمال علاجه في ألمانيا..

 

 

شريف عبد الفضيل.. قد يحتاج تقريراً مفصلاً بمفرده.. عبد الفضيل عانى من شد في العضلة الأمامية، أعقبه آخر في الخلفية.. ثم خرج علينا د.إيهاب علي بتأكيد أن اللاعب يعاني من آلام في العضلة الخيطية (على سبيل التجديد).. ثم عانى اللاعب من خشونة في الركبة تطلبت تدخلاً جراحياً لتنظيفها.. ثم قرر طبيب الفريق تأجيل الأمر لما بعد نهاية مباريات كأس العالم للأندية بحجة أن عبد الفضيل يمكنه المشاركة دون مشكلات.. ليتم قيد اللاعب في قائمة الفريق بالبطولة، فقط لنكتشف أنه غير قادر على المشاركة لتجدد الآلام والإصابة التي تعود في الأساس لشهر أغسطس الماضي، وهي الحلقة الأخيرة في مسلسل إصابات عبد الفضيل الذي كان نادراً ما يغيب عن مباريات فريقه السابق الإسماعيلي.. وأخيراً خرج علينا د. خالد محمود أحد أفراد الجهاز الطبي للأهلي بتصريح مفاده أنه "مندهش" من توالي إصابات عبد الفضيل مؤكداً أنه لا يعرف لها سبباً.. وأن الأمر قد يكون سببه نفسي..

 

 

وقفة أخرى.. فتحي الذي يضرب به المثل في تحمل الأحمال يعاني من أحمال زائدة.. وطبيب الفريق يقول أنه لا يعرف سبب إصابات عبد الفضيل المتتالية.. أمال مين اللي يعرف !

 

وائل جمعة تعرض لشد في العضلة الضامة أبعده عن مباراة القطن الكاميروني في نصف نهائي دوري الأبطال قبل أن يعود للمشاركة في نهاية اللقاء ليسدد إحدى ركلات الترجيح.. محمد نجيب أصيب في مباراة الاتحاد الأخيرة بـ "ثقل" في العضلة الخلفية" حسب تشخيص د. إيهاب، الذي أكد أن اللاعب يحتاج للاستشفاء.. دون أن يحدد معنى الاستشفاء أو مدته !

 

رامي ربيعة.. من إصابة في عضلات الظهر لقطع في غضروف الركبة.. وبعد العودة عانى من كدمة في عظمة الشظية أعقبها بآلام أخرى في الركبة في موضع إصابته القديمة بالغضروف.. وفتش عن التأهيل..

 

سيد معوض.. بعد أن عاد من إصابته بآلام في القدم أبعدته لعدة أشهر، عاد ليصاب بتمزق في العضلة الخلفية بعد دقائق من دخوله للملعب في مباراة المغرب الفاسي قبل مونديال الأندية..

 

وقفة سريعة أخرى.. سيد معوض احتاج في العلاج من آلام القدم لوقت اقترب من الوقت الذي احتاجه إيريك أبيدال في العلاج من سرطان الكبد !

 

وليد سليمان تعاقد مع الأهلي ليلعب من أربعة لخمسة أشهر في العام فيما يقضي بقية العام في العلاج والتأهيل.. غضروف الركبة.. جذع في القدم.. شد في العضلة الخلفية.. كدمة في أصابع القدم.. ثم جاء التشخيص الأخير ليدخل السرور والدهشة معاً حين أكد طبيب الفريق أن وليد يعاني من "تعليقة في القدم".. وبسؤال أحد المتخصصين في جراحة العظام عن "تعليقة القدم" إكتفى بالابتسام دون أن يرد !

 

عماد متعب.. أصيب في مايو 2010 بآلام في الظهر، ظل يعالج منها على فترات مختلفة حتى أكتوبر 2013.. ولم يسلم الأمر من بعض الإصابات الأخرى المتنوعة.. جاء آخرها في افتتاحية مباريات الأهلي بالدوري أمام الانتاج الحربي بتمزق في العضلة الخلفية من أول sprint يقوم به اللاعب في المباراة..

 

 

محمد ناجي جدو عانى بحسب طبيب الأهلي من شرخ إجهادي أبعده عن الفريق قبل أن ينتقل لهال سيتي معاراً في بداية الموسم، وغاب جدو لثلاثة أشهر تم بعدها تصميم حذاء خاص له بفرش طبي.. شارك بعدها جدو في بعض مباريات هال سيتي بالكأس قبل أن يعود مجدداً للأهلي في يناير.. ومع أول مبارياته بعد العودة أصيب بشد في الأربطة الخارجية للكاحل بسبب عدم التئام الإصابة القديمة تماماً.. والسؤال .. كيف شارك دون أن يلتئم الشرخ تماماً؟ وكيف شارك من قبل مع هال سيتي دون شكوى؟ وماذا عن الأحمال (تاني وتالت ورابع؟)..

 

أما أحمد خيري الذي انضم للأهلي قادماً من الإسماعيلي فهو يستحق حكاية أخرى طويلة.. إصابة في الظهر قيل أنها مزمنة.. وخرج اللاعب نفسه ومعه طبيب الفريق ليؤكدا أن الأمر عار تماماً من الصحة، وأن اللاعب قادر على العودة للملاعب في خلال أسبوعين على الأكثر (تاريخ التصريح: 26 أكتوبر 2013).. اللاعب عاد ليؤكد أن التدريبات البدنية العنيفة التي أخضعه لها مدرب الأحمال قبل التئام إصابته (!!) تسببت في تجدد الإصابة أسفل العمود الفقري، ليجري جراحة بالمنظار لإزالة جزء من الغضروف، ويؤكد طبيب الفريق أنه لن يحتاج لتدخل جراحي آخر، وأنه سيعود للفريق في فترة أقصاها 8 أسابيع (تاريخ التصريح: 3 نوفمبر 2013).. وحتى اليوم لم يعد خيري للفريق لأن الأسابيع الثمانية لم تنته بعد..

 

الخلاصة.. تشخيصات خاطئة.. أحمال زائدة.. تأهيل غير مكتمل.. عودة قبل الاستشفاء.. أحمال من جديد.. فريق ينهي مباراة في الثامنة مساء ليتدرب بدنياً في الثامنة من صباح اليوم التالي.. إصابات تستغرق أكثر من المعتاد في العلاج وأكثر بكثير من المعتاد في التأهيل..

 

والنتيجة.. فريق تحول إلى مستشفى.. البعض ينامون على أسرتها، والبعض قاموا لينتظروا العودة من جديد.. والبقية في إنتظار الدور..