أساطير لا تُنسى .. زيزو .. القدوة



يخرج من غرفة الطبيب بخطوات ثقيله و كانه كهل قاربت حياته علي الانتهاء ,الصمت يطبق علي المكان باكمله او ربما اذنه لا تسطتيع ان تستقبل اي كلمة الان ,لم يتفوه بكلمه في طريق عودته و لم يجد من حوله ما يقولونه في موقف كهذا ,يدخل الي غرفته و يفتش بين ملابسه عن قميص الاهلي ,يتشبث به بقوه ثم يخفي به وجهه و يبكي ,بكاء حاول اخفاءه بكل ما يستطيع من قوه منذ ان اخبره الطبيب انه لن يستطيع ان يلعب كرة القدم مره اخري.

كل لاعبي الكره يؤكدون ان اللحظه الاصعب في حياتك عندما تقرر ان تتوقف عن لعب كرة القدم و لكن ماذا لو كان عمرك لم يتعد السابعه و العشرون بعد , ماذا لو كنت لاعباً في النادي الاهلي و انت في الثالثة عشر واساسياً منذ ان بلغت السادسة عشر و الذي لا تعرف شيء من الدنيا سواه ,  اكثر من عشرة اعوام مرت علي زيزو كل يوم منها يزيد ارتباطه بالاهلي و جماهيره ,تلك الموهبه التي ارغمت الجميع علي احترامها ,فهو و في عامه الثامن عشر اصبح عنصر اساسي في فريق الاهلي و شارك بمجهوده و مهاراته و اهدافه في العديد من بطولات الاهلي , ماذا لو فقدت كل هذا في لحظه ربما تفقد عقلك ايضا او تذهب للضياع بقدميك لائماً الظروف و الحظ حتي ينساك الجميع كنجم اشتد بريقه لوهله ثم انطفأ.

ولكننا نتحدث عن عبدالعزيز مصطفي عبدالشافي ,زيزو الذي وهبه الله ما افتقده الكثير "نعمة الاخلاق " ذلك الرجل الذي عشق الاهلي بشده و لم يتوقف هذا باعتزاله كرة القدم , اكثر من خمسة و اربعون عام و هو في خدمة الاهلي , شهد اجيال الاهلي المنتصره تباعا لاعبا ً و مديراً للكره و مدرباً مساعداً و مدير فني و رئيس قطاع ناشئين و مشئول عن قطاع الكره , لعب بجوار طه اسماعيل ثم حسن حمدي وصولاً بالخطيب الذي سمي علي وزن زيزو نفسه  ثم اصبح ابا للجميع بعد ذلك و لم يكن طرف في مشكله ابدا داخل النادي ,فعل كل ما يستطيع ليري الاهلي فوق الجميع ,صحة تلك المقوله تتجسد في هذا الرجل , ان طلبه الاهلي فهو موجود و ان لم يطلبه فهو مدعم و ناصح و موجه , المثل الاعلي الذي ان يشعرك انه اخاك من فرط تواضعه ,المثال الحي علي ان الاخلاق اقوي من الصوت ,الرجل الذي وقف و بمنتهي البساطه في وجه اعلاهم صوتاً و اقلهم اخلاقاً و قال له ببساطه انه يفتقد الاحترام و الاخلاق.

"قررت ان امنح رقم 10 للخطيب لانها تليق به و اختار لي الوحش رقم 14 لشبهي بكرويف "

يجلس بمكتبه الخاص يفكر بصمته المعتاد في الأمر ,طُلب منه اليوم ان يقود الفريق في مباراة السوبر ,في موسم نادر استطاع الزمالك فيه ان يحرز الدوري و الكاس و المباراه القادمه ان حدث سيفوز بالثلاثيه ,ربما تدرك ان الجمله الاخيره هي ازمه ان كنت مشجع للاهلي و لكن ان كنت زيزو فستعلم تماماً انه لا مجال تماماً لحدوث ذلك من الاساس , لم يتردد في قبول الأمر , هو لا يفكر في قبول الأمر من عدمه فطالبه نفسه يعلم تماماً انه لن يرفض لانه لا يستطيع ان يتاخر عن مساندة ناديه و لكنه يفكر ماذا اذا خسر و هو الذي اعتزل التدريب نفسه لمجرد خسارة الفريق الذي يشرف عليه بخساره ثقيله , الرجل الذي قضي حياته كلها في خدمة الاهلي يقف الان علي المحك تماماً , لن يتقبل احد الهزيمه و ربما ستكون علامه فارقه في المستقبل القريب اذا حدثت , الوقت اقل من ان يؤثر فنياً بالصوره الكامله و لكن الرجل قرر اخيراً ان يراهن علي ما بناه طول حياته ان يراهن علي معتقداته و مكون مهم من مكونات شخصيته و هي روح هذا القميص الي يتوارثه كل من يرتديه ,ذلك الشيء السحري الذي يتسلسل داخل اجساد اللاعبين بمجرد ان يقترن اسمائهم بالاهلي ربما يخفت هذا السحر ,ربما تتغير الظروف و لكن يبقي الاهلي هو الاهلي فقط كل ما يتطلبه الامر ان يأتي رجل يتجسد فيه الأهلي ليذكر الجميع "من هو الأهلي "

 

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا