عودة أبو تريكة.. والخطيب!



كنت من أشد المُتحمسين لاعتزال (أبو تريكة) فى هذا التوقيت بالذات، وخاصةً بعد الفوز بدورى أبطال إفريقيا، وقبل المشاركة ـ حتى ـ فى مونديال الأندية!

أرى أن لاعب فى حجم وعطاء ونجومية (أبو تريكة)، يستحق أن تكون آخر علاقته بالملاعب، هى علاقة ناجحة مُتميزة، يتغنى بها الملايين، خاصةً بعدما تألق بشكل خاص فى مباراتى الذهاب والعودة للنهائى، وسجل هدفين تاريخيين، حسما اللقب للأحمر!

وبغض النظر عن احتياجنا الشديد للقائد الأفضل على مرّ السنوات الأخيرة، إلا أننا نحتاج أيضاً للحفاظ عليه بشدة، والاحتفاظ بصورته الرائعة، التى طالما شاهدناه عليها عبر سنوات ماضية، باستثناء فترات قليلة جداً والحمد لله، ولكن الإجمالى فى عطاء (أبو تريكة) يؤكد أنه أسطورة أهلاوية مصرية وحتى قارية، لا يختلف عليها اثنان!

لا يجب أن نكون أنانيين، ونُطالب اللاعب بالعودة فى قرار اعتزاله، بعد هزيمتين فى الدورى، ومظهر غير جيد يبدو عليه الفريق، حتى لو كانت هذه المُطالبة عاطفية، أو نوعاً من التحسُّر على فقدنا لنجم، لا نقول لا يسهُل تعويضه، لكن نؤكد ونتفق أنه لا يُمكن أصلاً تعويضه!

ولكن هذا النقاش الدائر باستمرار، حتى على لسان المدير الفنى (محمد يوسف) حول اعتزال (تريكة)، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن النجم الأهلاوى الأفضل، اتخذ قراراً سليماً مائة بالمائة، فأن يُطالبك الناس بالتراجع عن الاعتزال، ويتناقشون فى ذلك، ويتمنى مُعظمهم أن توافق على العودة، لهو أفضل تكريم وذكرى للاعب كبير يستحق كُل الاحترام، وبالتأكيد لا يُمكن مُقارنة ذلك بسيرة نجوم كبار سابقين (ومنهم حاليين)، طالبتهم جماهيرهم ومدربيهم وإداراتهم بالاعتزال، ورفضوا، حتى اعتزلتهم الكرة، ولفظتهم الملاعب، وتلوثت ذكراهم بما فعلوه فى سنواتهم الأخيرة على المستطيل الأخضر (تذكر حسام حسن)، بعكس (أبو تريكة) الذى قد نظل عامين أو ثلاثة على الأقل نتحسر على اعتزاله، ونقول لبعضنا "آه لو كان لسَّة موجود".. فهذا هو النجاح الأفضل بلا شك، والقرار الأصوب اللائق بنجم كبير!

أذكر أنه وبعد التأهل لكأس العالم 1990، كانت هناك حملات ضخمة تُطالب بعودة الكابتن (محمود الخطيب) فى قرار اعتزاله الذى نفذه قبل عامين وقتها، أى أن النجم احتفظ بذكراه، ولم يستطع أحد تعويض الفراغ الذى تركه فى الملعب لمدة عامين، وهذا هو قمة النجاح.. للعلم لو كان (الخطيب) استمر فى الملاعب حتى سنة 90، لربما لم يذكره أحد، ولم يلتفت إليه مُدرب المنتخب أصلاً، لكن النجاح هو أن تنصرف فى الوقت المُناسب، ليحزن الناس على رحيلك، ويحتفظوا بصورتك الطيبة، لا أن يُطالبونك بالرحيل، لتمحو بذلك كُل إنجازاتك!

الأهلى مرَّ بمواقف كثيرة متشابهة، عندما كان بصدد تكوين فريق جديد بعد انصراف جيل من العظماء (لابد أن نذكر محمد بركات بكُل الخير أيضاً)، مثلما فعل الأحمر ذلك فى بداية الألفية الحالية، ليحتكر البطولات بعدها وحتى الآن، وليست الهزيمة فى مباراتين أو ثلاثة، أو حتى خسارة بطولتين أو ثلاثة، هى التى يُمكن أن توقف قطار بطل القرن السريع، والذى سيستعيد انتصاراته إن عاجلاً أم آجلاً، لكن لا يُمكن أن نُعرِّض تاريخ (أبو تريكة) للخطر، ونكون أنانيين لدرجة مُطالبته بالعدول عن قرار اعتزاله، بالعكس.. فإن حُبنا له وتقديرنا لكُل هذا العطاء، يُجبرنا على احترام هذا القرار، بل والتمسُّك به، أكثر من (تريكة) نفسه، لأن هذا اللاعب هو جزء أصيل من تاريخ النادى العظيم، وينبغى الحفاظ عليه أو بالأدق عليهما، بكُل الطرق!

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا