تحليل سموحة: من يستطيع أن يضع تشكيل أفضل للأهلي؟ والقادم أخطر



قبل أن نحلل مباراة سموحة، إسأل نفسك كم مرة أصبت بالتثاؤب وأنت تتابع المباراة؟ تخطى الأهلي وادي دجلة بقدم وائل جمعة الا أن "مش كل مرة تسلم الجرة" كان من الطبيعي أن يدفع بطل أفريقيا ثمن فقدانه 6 لاعبين أساسيين دفعة واحدة منذ بدء الموسم.

لنكن موضوعيين في تحليلنا لمباراة سموحة في برج العرب يجب ذكر الأسماء الغائبة حالياً عن الفريق: أحمد فتحي – حسام غالي – سيد معوض – ابو تريكة – جدو – وليد سليمان وأي منها كان كفيل أن يضيف بعض الإبداع المفتقد مؤخراً.

التشكيل

حاولت أن أضع نفسي مكان حسام البدري مفكراً فيمن كان اجدر على البدء كأساسي فالإحتياطي كان : سعد سمير – تريزيجيه – شهاب – شكري – عبد الظاهر – دومينيك فهل كان بالإمكان الدفع بأحد منهم كأساسي بدلاً من أي من التشكيلة التي اعتمد عليها البدري؟ الإجابة كانت لا!

رامي ربيعة والكعب الداير

بالرغم من أن رامي ربيعة أحد أبرز ناشئي الأهلي ولاعبينه الصاعدين الا أن استعمال اللاعب في كل مراكز الملعب كفيل أن يشتت فكر نجم في أوح نضوجه فما بالك بناشيء؟ فقد لعب ربيعة كظهير قلب على الجهتين اليسرى واليمنى ومن بعدها لاعب محوري بديلاً لحسام غالي وتارة أخرى يدفع به كإرتكاز ثاني في وسط الميدان قبل اعادته ليكون ظهير أيمن !

خط الوسط والأجنحة ...التوهان

لم يملك الأهلي منذ بدء اللقاء فكر كروي في وسط الميدان فغاب الإنسجام عن ربيعة وعاشور تماماً ولعبا على خط واحد والمسافة بينهما كانت ضيقة لم تسمح بفتح اللعب وتنويعه وشعرنا بحالة من التوهان لرامي ربيعة حيث رأيناه يجري يميناً ويساراً بدون هدف محدد أو معرفة بالدور المطلوب تأديته مما أعطى تفوقاً لطارق حامد وأحمد حمودي وعبد العزيز توفيق وكثرت التمريرات المقطوعة من الوسط الى صناع اللعب سواء بركات أو عبد الله السعيد واتسعت المسافة بينهم ليجد لاعبي الوسط أنفسهما مجبرين على توزيع الكرة للأجنحة.

شديد وشريف أديا مباراة سيئة وتقليدية افتقدا فيها اللاعبين الإبداع تماماً، فعبد الفضيل أكثر من المراوغة لتقطع منه الكرة وكانت أغلبية عرضياته مقطوعة من الظهير الأيسر وإن كان دوره الدفاعي أفضل من شديد الذي لعب شوقي غريب على المسافة التي تتواجد بينه وبين محمد نجيب ليطلق منها حمودي اكثر من تسديدة بعد اختراق هذه الجبهة.

هدف الأهلي جاء من كرة قطعت من شهاب قبل أن تعود الى وسط ميدان الأهلي ليجد بابا آركو نفسه بدون أي ضغط من ارتكاز الأهلي أو تقدم من خط الدفاع الذي خاف من تحرك المهاجمين خلفهم حيث كرر سموحة محاولات الإختراق باللعب على وجود وائل ونجيب على خط واحد.

ماذا عن السعيد وبركات؟

حاول حسام البدري الدفع بعنصرين قادرين على صناعة اللعب من العمق، عبد الله السعيد المتمركز خلف المهاجمين وبركات الذي أعطاه حرية حركة يميناً ويساراً.

عبد الله السعيد أكثر من المراوغة وسدد حينما كان يجب أن يمرر ومرر حينما كان يجب أن يسدد وشعرنا بأنه يلعب منفرداً بعيداً عن عماد متعب والسيد حمدي، وساعده بطء حركة عماد متعب في اتخاذ المراكز المتقدمة وعودة السيد حمدي المتكررة لاستلام الكرة من منتصف منطقة سموحة.

وفي أكثر من كرة رأينا هجمة مرتدة للسعيد أو بركات نجدهما يعودا بالكرة للمنتصف في انتظار تحرك رأسي الحربة للأمام ومع التأخير يكون فريق سموحة قد أعاد تمركزه الدفاعي بشكل جيد.

خط الهجوم مرفوع من الخدمة

السيد حمدي كان أكثر لاعبي الأهلي تحركاً في المباراة بالاضافة لحسام عاشور وأضاع حمدي فرصتين محققتين للأهلي أحدهما من انفراد تام الا أن غياب الانسجام تماماً وكثرة الأنانية بينه وبين عماد متعب جعلت مهمة دفاع سموحة سهلة حيث كانت أغلبية القرارات هي باللعب الفردي وليس التمرير او خلق مساحة للمهاجم الآخر.

وتكرر سيناريو الضغط الأهلاوي حول منطقة جزاء سموحة الا أنه كان ضغطاً "شكلي" بدون فاعلية وغابت الركنيات عن هجوم الأهلي طوال الشوط الأول، حيث كانت الكرة تنتهي اما بعرضية خاطئة من عبد الفضيل وشديد او قطع للكرة منهم أو عرضية اذا وصلت تجد اربعة مدافعين باللون الأزرق في وسطهما مهاجم أحمر بينما الآخر بعيداً على حدود منطقة الجزاء وخلفه السعيد بأمتار ينتظر أي تسديدة ممكنة.

الإبداع ثم الإبداع ثم الإبداع

 

عندما تصبح المباراة مخنوقة وبدون اي خطورة تبحث عن لاعب مبدع قادر على تغيير وتيرة اللقاء وهو ما يفعله غالي وتريكة ووليد سليمان وجدو وفتحي وحتى عبد الله السعيد قبل الهبوط المستمر في مستواه منذ كأس العالم في اليابان.

غاب الإبداع تماماً عن الأهلي فلم نجد أي تمريرة سحرية أو لعبة متفق عليها أو مراوغة او تسديدة بعيدة المدى تشكل خطورة أو لاعب قادر على اسراع وتيرة اللقاء كما كان يفعل غالي فخط الوسط كان دفاعي بحت بين عاشور وربيعة وحتى مع نزول شهاب لم يتغير الوضع فلم يمتلك أي منهم الشجاعة والمهارة للانطلاق العامودي الى الأمام لتشكيل نقطة ارتكاز أمامية الى جانب السعيد وبركات ليساندهما ويسمح لهما بالتقدم مع المهاجمين ليزيد عدد مهاجمي الأهلي الى ثلاثة في منطقة الجزاء.

عندما بحث البدري في أوراقه لم يجد سوى شكري وشهاب الا أن الأول الذي شارك بدلاً من بركات كان بطيء الحركة وكان يتسلم التمريرة من قدم زميله بدلاً من أن يتحرك ليساعد على خلخلة دفاع سموحة المتمركز.

وجود الياسو والمعتصم سالم وهاني سعيد وهم أسماء من مدافعي الصف الأول في الدوري المصري كان يجب وضعها بعين الإعتبار من حسام البدري عند التفكير في التكتيك الهجومي من تكثيف عدد لاعبي الأهلي في منطقة الجزاء.

ماذا عن المباريات القادمة؟

اذا لم ينجح البدري في ايقاظ عبد الله السعيد من سباته واعادة "تسخين" محمد بركات سيواجه الأهلي مباريات صعبة خاصة مع غياب الجماهير العنصر المحرك للاعبين، كما أن الوضع الحالي يسمح له بتجربة ناشئين من مدرسة الكرة التي لم نرى أي مواهب تخرج منها سوى رامي ربيعة، كما أنه يجب عليه العمل على أكثر من محور مع الواقع الحالي

لا بديل لشديد وشريف: غياب البديل لظهيري الجنب يحتم على البدري تجهيزهما بشكل أفضل وخاصة في اسلوب العرضيات وتكرارها عشرات المرات في وجود مهاجمين في منطقة الجزاء مع التأكيد على أحمد شديد لضرورة العودة للتغطية عند فقدان الكرة.

حسام عاشور لا مشكلة في ادائه فهو ذو مستوى ثابت وقوي ويتبقى علي البدري أن يعمل في الأيام المتبقية على تجهيز أفضل لربيعة وشهاب في وسط الميدان سواء من كيفية التحرك الأمامي والهجومي للتمريرات البينية الطولية أو التسديد البعيد وهو ما افتقده شهاب مؤخراً حيث نشعر بأنه يخاف من التسديد ويبطيء في الكرة حتى تضيع الفرصة، كما يمكن الدفع بتريزيجيه في الوسط فهو سريع ويملك المهارة والقوة لاضافة النشاط وسط الميدان.

نعلم أن المهمة صعبة في غياب أغلبية الأساسيين ونجوم الفريق الا أن الأهلي معتاد على الظروف الصعبة ويبقى على الجهاز الفني أن يجد التوليفة الملائمة ويبحث في قوائم الناشئين عن مواهب يمكن تجربتها فلا أحد يعرف ماذا تخبيء خزنة الأهلي للشباب.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا