على الحلوة ....والمرة



تشجيع النادي الأهلي ليس كالسؤال الإختياري في الإختبارات يمكنك اجابته ويمكنك تركه...فالإنتماء الى أي نادي لتشجيعه ومناصرته هو بنابع حبك واحترامك وتأييدك للفريق فما بالك بأن تكون مناصر للنادي الأشهر والأقوى والأفضل أفريقياً وعربياً.

نعاني عام تلو الآخر من غياب المشجعين في المدرجات خلال المباريات غير الجماهيرية والتي تشكل 80% من مباريات الأهلي، وقد طرحنا في أكثر من تقرير ومقال أسباب وسبل علاج هذه المشكلة سواء من أسعار التذاكر أو التخفيف الأمني على الجماهير أو إختيار توقيت أنسب لإجراء المباريات.

لكن ما يحدث مؤخراً بأن تختار متى تشجع النادي ومتى تعتكف عن مساندته هي سابقة جديدة في تاريخ النادي لم أشهدها شخصياً في خلال ثلاثين عام من مناصرتي للفريق وبالطبع من كان يسبقني لم يشهد مثله أيضاً.

للجمهور وللنقاد والعشاق كل الحق في انتقاد اداء الفريق أو أسلوب لعبه أو نتائجه وأن يبدو انزعاجهم من تذبذب مستوى الفريق وهو واجبهم لأن الجمهور هو السبب الرئيسي الذي تلعب من أجله كرة القدم، لإمتاعه بفنون اللعبة وبفوز فريقه بالكأس والبطولة.

لكن لا حق لأي من الجماهير أن تعتكف عن تأييد الفريق حتى يتحسن أدائه وإلا فما دورك كمشجع ؟ أن تفرح بفريقك عند الفوز وأن تتركه عند الخسارة؟ قد يكون الواقع العام للروابط وأعمارهم السنية نشأ مع فترة كان الأهلي في أفضل حال في تاريخه الممتد على مدى مائة عام. لكن يجب تذكير الجميع أن الأهلي كأي فريق يفوز ويخسر ...يمتع ويهبط بالأداء...يحمل الكأس..ويخسره.

سأذكر بفترتيت زمنيتين مر بهم جمهور الأهلي في العشرين عام الماضية وهي بداية التسعينات ونهايتها عندما غابت بطولات الدوري ثلاثة أعوام في كل مرة. وقد كنت ممن يحضر مباريات الأهلي في الملعب عندما كان أنور سلامة متسلماً لزمام الفريق وكان حينها الأهلي في المركز العاشر في الدوري ويملك فريقاً لم يكن مميزاً حينها مقارنة بالزمالك والإسماعيلي.

ولم يكن هناك روابط للتشجيع ولا انترنت ولا فضائيات، عندها استشعر جمهور الأهلي واجبه بمفرده بدون تذكير من أحد، وإمتلأت المدرجات في كل المباريات بعشرات الألوف لمساندة فريق يخسر ويتعادل ويؤدي بشكل سيء...ينتقد الأداء لكنه يشجع بجنون ولولا الجماهير حينها لإنتهت مواسم الأهلي بفضيحة. لكن الجمهور تذكر أنه مع الأهلي في "الحلوة...وأهم منها في المرة".

جمهور الأهلي يحتاج فريقه عند الفوز ونشوة البطولات...لكن الأهلي يحتاج جماهيره في أوقات الشدة والصعوبات وللأهلي حق عند كل مشجع فينا فهو سبب فرحتنا وفخرنا وعزتنا. ولا يتم رد جميل الأهلي بترك المدرجات فارغة في وقت يشهد الأداء هبوطاً واضحاً "بغض النظر عن أسبابه" ويحتاج اللاعبين الى أي صوت في المدرجات يدفعهم على العزم في الأداء والقوة والتركيز ويترك التوفيق لله.

وأرفض بشدة تحميل الروابط فقط مسؤولية عدم التزام الجماهير بدورها..فكم عدد مشجعي الروابط؟ ألفين ...ثلاثة ألاف..خمسة آلاف؟ استاد القاهرة يتسع لثمانين ألف فأين باقي الجماهير؟

قد يكون جمهور الأهلي استشعر بأن الروابط تقوم بالواجب في التشجيع ولا يستلزم ذهاب أحد حينما يتواجد مجموعات قليلة قادرة على القيام بما يتوجب على عشرات الألوف فعله. ويوماً عن يوم أصبحت هذه عادة شعر فيها أعضاء الروابط بأنهم الوحيدون الذين يشجعوا وعنها أصبح لهم حقوق اضافية وفي الوقت ذاته أصبح باقي الجمهور من غير الروابط كسول ومعتمد كلياً على الروابط.

اليوم وليس غداً يحتاج الأهلي لكل أهلاوي أن يعود الى الإستاد ولتبدأ بنفسك قبل أن تبدأ بانتقاد فلان والرابطة الفلانية..فهناك أكثر من ثمانية مدرجات في استاد القاهرة غير "الثالثة شمال" ولا نملك سوى ثمانية أيام قبل مباراة الترجي ويجب أن تكون مباراة الإنتاج الحربي رسالة من جمهور الأهلي الحقيقي أنه موجود وواعي لدوره وأنه إكمال لأجيال من الجماهير وقفت مع فريقها عندما كان "يعرج" لينتفض ويعلم أن خلفه الملايين يساندوه ليؤدي دوره.

نحن نملك فرصة أمام الترجي للوصول الى النهائي لكن النسبة ستصبح أقل مع عدم وجود مساندة جماهيرية فحتى لو الفريق كان في أوج قوته ..لن يؤدي بنفس القوة أمام مدرجات فارغة.

لم يعد جمهور الأهلي بحاجة أن يسمع مباراة تلو الأخرى من اللاعبين والأدارة والإعلام أن دوره التواجد...لذا أصبح الآن على كل أهلاوي أن يحاسب نفسه قبل محاسبة فريقه وجهازه الفني. فنحن جمهور غير إختياري ...ونحن جمهور سنكون مع فريق القرن..على"الحلوة"...والأهم ..على "المرة".

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا