"لاعبو الأهلي هم أكثر اللاعبين تحملاً للمسئولية في كل الظّروف ولكن البدء في ترديد نغمات واللجج فيها لأي غرض ما، هنا وجب التذكير والتوضيح"، هذه هي الكلمات التي استخدمها شريف إكرامي حارس الأهلي في رده الطويل على الانتقادات.

وصف أي انتقاد موجه لأي لاعب أنه وفقاً لـ"غرض ما" أمر غريب جداً، هل المؤامرات أيضاً موجودة في الانتقاد الطبيعي لأي لاعب أخطأ وظهر لفترة طويلة بمستوى مهزوز؟

بخلاف صب أي انتقاد لـ"غرض ما"، هل هذه هي الكلمات المطلوبة من أحد اللاعبين الكبار الذين يتحدثون مع اللاعبين الصغار عن الرجولة وتحمل المسئولية؟ أين تحمل المسئولية في سرعة الخروج والرد على الانتقادات بتلك الطريقة؟

إكرامي في تصريحاته لم ينسب فقط الانتقاد لـ"غرض ما" بل أيضاً أكد على أن تلك الانتقادات غير موضوعية مستنداً على أرقام حققها في الدوري العام، لنتجه من المؤامرة إلى "انت فاهم انت بتقول ايه!".

بالتأكيد لا ينكر أحد خروج شباك الأهلي نظيفة في 31 لقاء بالدوري، رقم إيجابي جداً لابد من الاستمرار عليه والوصول لرقم أفضل منه، ولكن أيضاً المطلوب من أي لاعب في الأهلي أكثر بكثير من أي لاعب بأي نادي أخر حتى الزمالك، فالخروج بشباك نظيفة في 31 لقاء بالدوري أمر "جميل" نبني عليه، وليس الرقم المرجو من حارس الأهلي.

إذا نظرنا لأرقام إكرامي في دوري الأبطال – البطولة التي يظهر بها معدن اللاعب الأصلي – سنجد أنه بالفعل يعاني، فماذا لو علمت أن شباكه اهتزت 57 مرة في 63 مباراة بدوري الأبطال؟ ماذا لو علمت أن شباكه اهتزت في أخر 7 مباريات بدوري الأبطال الموسم الجاري 10 مرات؟

دعك من الأرقام السابقة، ماذا لو علمت أن مرمى الأهلي سدد عليه 28 كرة في منذ دور الـ8 بدوري الأبطال، ليدخل مرمانا 8 أهداف منهم – الهدف التاسع كان من ركلة جزاء وبالتالي لا يحتسب تسديدة – ليدخل مرمانا "رقمياً" هدف من كل 3.5 تسديدة.

حديث إكرامي مقارنةً بأرقامه يذكرني بتصريح مختلف تماماً قاله الأسطورة جيانلويجي بوفون الذي أكد على أن الفارق بين حارس اليوفي "الفرق الكبيرة" وأي حارس أخر أن حارس اليوفي يستقبل هجمة واحدة في اللقاء لابد أن يتصدى لها، بينما حارس أي فريق أخر يواجه 10 هجمات مثلاً فيصد منها 8 لينال الإشادة من الكثيرين.

على عكس منطق بوفون إكرامي يرى نفسه في حراسة الأهلي، إذا تعرض للانتقاد يطلب من الجميع أن يتذكروا له ما فعله من تصديات في مباريات "سهلة"، أو أن يتذكروا "شباكه النظيفة" في مباريات غير مقبول من الأساس أن تهتز الشباك بها، ولكنه يتناسى أن المباريات الصعبة هي مباريات البطولة.

بالنهاية .. أمر مستفز ومحبط أن يخرج إكرامي ليذكرنا بـ31 مباراة شباك نظيفة في الدوري أمام فرق أمثال أسوان والنصر للتعدين والداخلية، فلم نعتد أبداً أن يرد لاعب على الانتقادات الا عن طريق واحد فقط، الملعب.

للتواصل مع الكاتب فيسبوك وتويتر