تحليل الزمالك: قبل القمة "هل سنفوز؟" وبعد 15 دقيقة "يا رب منخسرش"!



قبل مباراة القمة كنت أتساءل وأفكر هل الأهلي قادر على الفوز وهو سؤال تردد في أذهان كل جماهير الأهلي، فالفريق بطل الدوري قبل انتهاء البطولة بجولتين، ولكن مع مرور أول 15 دقيقة تغيرت الأمور ليظهر الفريق بأداء سيء جداً.

المفاجأة كانت منذ البداية بالتشكيل المكون من ثلاثي في وسط الملعب وهو ما أعطى انطباع نزول الأهلي باحثاً عن الدفاع وإيقاف خطورة الزمالك، لنعطيها قدراً أكبر من قدرها.

الزمالك يمتلك فريق قوي ولاعبين ذو مهارة عالية بالفعل، ولكن أولاً الأهلي فريق دائماً ما يضع المنافس في دور متخذ رد الفعل، بمعنى أن الأهلي يلعب بالطريقة التي يريدها ثم يجبر الخصم على التفكير في ردة الفعل، بغض النظر الفريق يعاني من غيابات كثيرة أم لا.

هذا الأمر لم يحدث بنزول مارتن يول بثلاثي في وسط الملعب، بالإضافة إلى وجود أدوار دفاعية كبيرة لوليد سليمان الذي ظل يساند أحمد فتحي بالجانب الأيمن بشكل مبالغ فيه، لترك أنفسنا دون أية حلول في الجانب الهجومي لعدم وجود خطة واضحة للتدرج السليم بالكرة من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية.

العديد من المشاكل وقع بها الأهلي نبرزها فيما يلي:

أولاً: قائمة اللقاء والتشكيل

أي مدير فني يضع سيناريوهات كثيرة لأي مباراة، وبالتالي فإن مباراة مثل القمة أمام الزمالك يجب أن يبرز فيها المدرب أفضل ما لديه ويضع أفضل خطة تتيح له بتطبيق نظريته في الملعب وتسير بالمباراة وفقاً للسيناريو الذي وضعه، على أن تخدم اللاعبين المتاحين لديه.

مارتن يول من الواضح أنه اختار عدم الخسارة من الزمالك، بالتالي فضل الدخول بثلاثي في وسط الملعب واعطاء مهام دفاعية لأحد الأطراف وهو وليد سليمان، ومع السير في الطريقة التي اختارها سنجد أنه أخطأ بعدم ضم لاعب ارتكاز على دكة بدلاء الأهلي.

فالثلاثي حسام غالي وعمرو السولية وحسام عاشور وضعت دكة الأهلي بدون أي لاعب وسط ملعب، ومع استبعاد صالح جمعة كنت اعتقد أن ضم أحمد حمدي أم مسلم به، ليس لكونه لاعب ذو امكانيات جيدة ولكن لأننا في حاجة ماسة لوجود لاعب وسط ملعب على الدكة، وهو ما لم يحدث.

وإذا افترضنا أن ضم حمدي لم يكن مقنع بالنسبة للجهاز الفني، كان من الأولى أن نبقي على أحمد فتحي على دكة البدلاء ليعطي حلول إذا ما واجهنا أي مفاجآت باللقاء، ليلعب بدلاً منه محمد هاني الذي لم ينضم من الأساس لقائمة الـ18 في حين أنه كان الاختيار الأول إذا ما غاب فتحي لأي ظرف.

الكلام السابق بناءً على ما أراده يول من اللقاء، فالهولندي خرج بعد اللقاء مشيراً إلى أن الأهلي حصل على 4 نقاط من الزمالك بالدوري وهو سعيد، وهو في الحقيقة أمر أحزن جماهير الأهلي كون أن الفريق مطالب بالفوز في كل مباراة بالأخص أمام الزمالك.

الأهلي دائماً ما يدخل أمام الزمالك و"بيلعب لعبه"، وهو ما يعني أننا دائماً نمسك بالكرة ونستحوذ على وسط الملعب ليلعب الزمالك على الهجمات المرتدة أم إذا بادلنا الاستحواذ على وسط ملعب يظل الأهلي أيضاً صاحب الكلمة العليا في المباراة، وهو ما لم يحدث، فمن الواضح أن يول لم يخبره أحد بأهمية وطبيعة مباريات القمة.

أيضاً الدفع بعمرو جمال كان أمر غريب، فعندما أصيب إيفونا دفع الهولندي بأنطوي طوال فترة اصابة عمرو، وعندما عاد للمشاركة بدأ في الدخول كبديل لأنطوي، ولكن عندما قرر يول اللعب بثنائي في الهجوم فضل الدفع بمتعب وأنطوي أمام الاتحاد، فلماذا إذن الدفع بعمرو جمال أساسياً في القمة؟

ثانياً: طريقة اللعب

على غير المتوقع نزل الأهلي للمباراة باحثاً عن التعادل أو الفوز بهجمة مرتدة منذ الدقائق الأول بالشوط الأول، ربما التشكيل أعطى الانطباع بهذا ولكن لم يتوقع أحد أن يدافع الأهلي بهذا الكم من اللاعبين.

طريقة لعب الأهلي توحي أننا سنواجه فريق مرعب في حين أ الزمالك وإن كان يمتلك لاعبين جيدين ولكن ليس بالفريق الذي يجعلنا ندافع بهذه الطريقة ولا بهذا الكم من اللاعبين.

يول أعطى أوامر واضحة لثلاثي وسط الملعب بغلق المساحات أمام الثنائي ربيعة وحجازي، مما أعطى مساحة كبيرة لدفاع الزمالك ولاعبي وسط ملعبه للعب ببعض الحرية دون وجود ضغط كبير عليهم.

كذلك تواجدت تعليمات دفاعية للثنائي مؤمن ووليد على أن يعودا مع الظهيرين حمادة طلبة ومحمد عادل جمعة في حالة تقدمهما، ليعود وليد سليمان كثيراً للمشاركة بالجانب الدفاعي بينما ظهر مؤمن بعض الوقت في الجانب الهجومي لعدم صعود حمادة كثيراً للمشاركة هجومياً مع أيمن حفني.

التقهقر للدفاع لم يضر الأهلي فقط في غياب الضغط السليم على الخصم بل وضع عمرو جمال في حالة لا يحسد عليها، ليظل دائماً يستلم الكرة تحت ضغط دفاع الزمالك دون وجود أي مساندة له من وسط الملعب، وكيف يساندوه وهو يلعب في نصف ملعب الزمالك وهم يلعبون بجوار منطقة الـ18 لأحمد عادل؟!

إذا أراد يول أن يدافع عليه أيضاً أن يفكر في شكل الفريق الهجومي، فكان لابد أن لا يعمل أحمد عادل على اللعب الكرة سريعاً فور امساكه بها، وهو ما لم يحدث ربما لأن عادل يلعب بطريقة الأهلي وليس بطريقة يول!

بخلاف ذلك ظللنا نلعب الكرات العالية كثيراً لعمرو جمال الذي نجح كثيراً في استلام الكرة تحت ضغط دفاع الزمالك "الضعيف" ولكنه دائماً ما كان يضيع وقت كثير ليجد مساندة وبالتالي بدء الهجمة المنظمة.

الفرق الدفاعية أيضاً تعتمد في حلولها لإحراز الأهداف على الهجمات المرتدة التي فشلنا فيها بصورة كبيرة جداً لعدم وجود تحركات واضحة أو أي خطة متفق عليها، وبالتالي فشلنا في استغلال اندفاع لاعبو الزمالك.

ثالثاً: التبديلات

التبديلات أمر مرتبط بالتشكيل واختيار قائمة الـ18 التي لم تعطي للجهاز الفني خيارات عديدة، كذلك بدلاً من اجراء تعديلات على مراكز اللاعبين عبر اجراء تبديل غير تقليدي، فضل يول الاستمرار على عدم الابداع وذلك لأنه لم يرى أن الأهلي يقدم أداء سيء، فهو يريد التعادل.

التبديل الأول أجراه الهولندي بالدقيقة 68 بنزول رمضان صبحي بدلاً من مؤمن زكريا، ليستمر أداء الأهلي بنفس المنوال، في حين أنه كان بإمكانه اشراك نفس اللاعب بدلاً من واحد من ثلاثي وسط الملعب "حسام غالي" ليبدأ الأهلي في أن "يلعب لعبه" بعض الشيء.

كذلك بالتبديل الثاني لم يضف الهولندي أي جديد على أداء الأهلي، ليخرج مهاجم ويدفع بأخر، وهو الأمر الذي دائماً ما يشعر اللاعب أنه لم يقدم أفضل ما لديه بوجهة نظر مدربه، وهو ما سيؤثر بالسلب على اللاعبين.

في حين أنه كان من الأجدى أن نخرج حسام غالي الذي يستمر أدائه في التدهور بمساعدة من مارتن يول، فاللاعب إذا عانى من اهتزاز في مستواه ولم يجد رد فعل من المدير الفني سيسوء أكثر، فغالي بنفسه أكد على أنه يعاني من ارهاق لطول الموسم، فلماذا إذن الاستمرار على اشراكه اساسياً؟

كذلك مارتن يول لم يقم بالتبديل الثالث لدخوله المباراة بقائمة خاطئة تماماً، وهذا يعني غياب التركيز عنه في ادارة مباريات الفريق، وإذا استمرينا بهذه الطريقة في ادارة المباريات فإن النتيجة لن تكون إيجابية على الإطلاق.

ولكن على أي أساس يقرر يول أن لاعب ما يحتاج أن يتم تبديله؟ لو عن طريق انخفاض المستوى البدني فإن وليد سليمان وحسام غالي تأثر مستواهما البدني كثيراً ولكن الهولندي لم يقم بتبديلهما على الرغم من وجود تغير لم يستخدمه، وعلى العكس فضل اخراج عمرو جمال الذي لم يكن ظاهر عليه التعب ليدخل مكانه أنطوي وهو تبديل لم يقدم أي اضافة.

نقاط سريعة:

·        عمرو جمال ليس بالمهاجم الذي يمتاز باللعب خارج منطقة الـ18 وبالتالي إذا لعب في أي مباراة على مارتن يول أن يدرك أنه لاعب يحتاج لوجود كرات عرضية داخل الـ18 كثيرة ليلعب بالرأس، بالإضافة إلى أن اللاعب نفسه عليه أن يدرك أن المهاجم دوره التواجد في الـ18 واستقبال الكرات العرضية وليس التواجد بالأطراف وترك مؤمن زكريا داخل المنطقة وحده!

·        أحمد فتحي عليه أن يجد حل في الكرات العرضية، لا يعقل أن يلعب ظهير أيمن النادي الأهلي أكثر من كرة عرضية خارج الملعب، أمر بائس وعليه أن يعلم أنه إذا لم يكن موفقاً في الكرات العرضية عليه أن يصنع لنفسه حل أخر، وعلى الجهاز الفني أن يساعده على تحسين ذلك الضعف.

·        هل بالفعل حسين السيد أسوأ من صبري رحيل لهذه الدرجة؟ صبري بالفعل لا يقدم المنتظر من الظهير الأيسر للأهلي سواء على الجانب الدفاعي أو الهجومي وهو ما دفعنا للتفاوض مع علي معلول، ولكن هل معنى ذلك أن حسين السيد سيرحل كونه اصبح اللاعب رقم 3 في هذا المركز؟ خسارة

·        لا أجد تبرير لعدم وجود لاعب ثابت لتنفيذ الضربات الركنية، ليظهر الأمر واضح في احدى الضربات الركنية التي كان يتوجه لها وليد سليمان لتنفيذها ولكن بإشارة من أحمد فتحي تركها وليد ليلعبها فتحي، هل يعقل هذا!

بالنهاية، يجب على العاملين بالنادي الأهلي أن يتحدثوا مع مارتن يول عن فلسفة الفريق وطريقة اللعب التي ينتظرها الجماهير، فلكل فريق فلسفة في اللعب يجب على أي مدير فني أن يلتزم بها.

تابع الكاتب عبر "تويتر"

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا