تحليل المصري: خسارة بسبب أخطاء متراكمة .. والمراكز المحجوزة "لا تجوز"



خسر النادي الأهلي المباراة الرابعة له في الدوري من النادي المصري بعد أخطاء كثيرة بدأت منذ اختيار التشكيل وقائمة الـ18، وهو ما وضع مارتن يول المدير الفني في مأزق عندما احتاج لزيادة الهجوم لتعويض التأخر في النتيجة.

بعض الأخطاء وقع بها المارد الأحمر في شقين الأول فني وأخر تكتيكي نبرزهم في النقاط التالية:

1-     التشكيل وقائمة الـ18

الأهلي قبل بداية المباراة عانى من غيابات للاعبين أساسيين أهمهم عبد الله السعيد بسبب الإصابة، بالإضافة للثنائي أحمد فتحي وأحمد حجازي مع اختلاف الأسباب، واختيار غياب السعيد لأكبر خسارة لعدم وجود بديل واضح له، على عكس ما قاله الهولندي مارتن يول من قبل.

فيول أكد من قبل أن البديل الأول لعبد الله السعيد هو الشاب أحمد حمدي الذي سبق له ولعب كصانع لعب أو تحت المهاجم الوحيد وظهر بمستوى جيد جداً، ولكنه وعلى الرغم من اختياره يول له كالبديل الأول للسعيد لم يدخل قائمة الـ18.

وبالتالي تكونت دكة الأهلي من حارس، بالإضافة لمدافع وظهير أيسر، وهو أمر طبيعي، ولكن على صعيد خط الوسط والهجوم لم تكن اختيارات يول منطقية، وذلك لضمه لأحمد الشيخ غير المؤهل أن يشارك في مباراة بحجم المصري، بالإضافة إلى وجود صالح جمعة والسولية لاعبا وسط ملعب.

اختيار الشيخ من الممكن أن يكون منطقي إذا كنا نواجه فريق يحتل مرتبة متأخرة بجدول الدوري، ولكن أن تدخل مباراة بدون بديل حقيقي في مركز الجناح هي مشكلة بالطبع لأي مدير فني.

لعل تلك المشكلة كان من الممكن أن تحل إذا سحب يول لاعب من الثلاثي مؤمن أو وليد أو رمضان الذين لعبوا بصفة أساسية، وذلك لإعطاء الفريق الفرصة في احداث تغير حقيقي بمجريات المباراة.

وعلى الرغم من ضم مهاجم وحيد وهو جون أنطوي الا أنه من المنطقي أن لا تضم الدكة سوى مهاجم وحيد كوننا من الأصل نلعب بمهاجم واحد ماليك إيفونا، ولكن الحظ السيء وضعنا في مشكلة كبيرة عبر اصابة الجابوني وتلقينا ثلاثة أهداف.

2-     التبديلات:

التبديل الأول كان اضطراريا لإصابة إيفونا، وبالتالي حل بدلاً منه جون أنطوي وهو تبديل منطقي، ولكن غير المنطقي أن لا يلعب أنطوي في أخر مباراة أمام الداخلية على الرغم من وجوده على الدكة وتفضيل عليه عماد متعب.

الأزمة ليس في تفضيل متعب على أنطوي فمن الممكن أن يكون الهولندي مقتنع بمتعب أكثر، ولكن المشكلة هو عدم وجود ثبات في الاختيار، من المفترض أن يكون اللاعبون على علم بترتيبهم وبالتالي إذا كان أنطوي هو المهاجم الثاني بالفريق كان لابد اشراكه في أي مباراة في حال احتياج اشراك مهاجم من الدكة.

التبديل الثاني جاء بنزول صالح جمعة بدلاً من حسام عاشور، تبديل لم يكن مفهوم الغرض منه خاصة وأن عاشور هو اللاعب الوحيد على أرض الملعب الذي يجيد اللعب كلاعب وسط مدافع، وبالتالي كان من الإمكان الابقاء عليه لتأمين خط الدفاع ولكن اخراج لاعب كان يمر بيوم سيء مثل حسام غالي.

التبديل الثالث بإخراج صبري رحيل واقحام أحمد الشيخ كان تبديل منطقي جداً، ولكن اعتقد أنه حان الوقت لإعطاء حسين السيد الفرصة واشراكه في المباريات خاصة بعدما حل مشكلة سفره للخارج، وبالتالي ومع وجوده في المباريات الخارجية يجب أن نراه مجدداً في الملعب.

الشيخ على الرغم من عدم لعبه ومشاركته في المباريات ولكن عليه أن يعلم أن في النادي الأهلي تلك الدقائق المعدودة التي يلعبها هي الفرصة التي لابد أن يتمسك بها، ولكنه لم يظهر على المستوى المطلوب، وبالتالي عليه الانتظار حتى اعطائه فرصة أخرى.

3-     طريقة اللعب:

-         بعض التكتيكات ظهرت في النادي الأهلي مؤخراً، مثل لعب تمريرة قصيرة في الضربات المرمى بدلاً من اللعب كرة عالية، أقدمنا على لعبها كثيراً بالفترة الماضية ووقعنا بأخطاء بسببها أيضاً كثيراً.

عند وجود مشكلة في تكتيك معين لابد من تدخل المدير الفني، وهو ما لم يحدث على الرغم من أن حسام غالي أخطأ من قبل في نفس المكان، ولنا في مباراة حرس الحدود مثال.

لاعب مثل حسام غالي تواجده في المنطقة الأمامية لها مميزات كثيرة وضروريات أيضاً، فغالي بطبعه مهاري ويتعامل مع الكرة بهذا المنطق، وبالتالي من الممكن أن يقع في أخطاء عندما تضعه كأخر لاعب في الفريق، وهو ما حدث أمام المصري وكلفنا هدف أول في مرمانا غالي جداً.

-         مع غياب عبد الله السعيد كان لابد من التفكير في حل لتلك الأزمة، أبسطها هو اشراك لاعب قادر على صناعة اللعب، ولذلك كان اشراك واحد من الثنائي صالح جمعة أو أحمد حمدي أفضل.

وبناءً عليه كان لابد من سحب لاعب من الثلاثي رمضان صبحي ومؤمن زكريا ووليد سليمان، الثلاثي يقدمون مستوى مميز جداً وبالتالي كان من الأفضل الابقاء على واحد منهم على الدكة وهو ما كان سيحل الأزمة في الدكة التي ذكرناها سابقاً.

ولعل ذلك التبديل البسيط كان بالإمكان أن يحل الأزمة التي لازمت الفريق طوال الشوط الأول والتي منعتنا من الوصول لرمزي صالح الا عبر مجهودات فردية وهو ما حدث للعب ثلاثة لاعبين بنفس المهام تحت رأس الحربة ولذلك افتقدنا للتنوع في المهارات الموجودة لدى اللاعبين.

-         بعض الأخطاء الفردية في قلب الدفاع نقع بها، تلك الأخطاء الفردية من الممكن أن يكون أحد أسبابها شعور اللاعب أن مركزه محفوظ له وأنه غير قابل أن يخسره لأي لاعب أخر بالفريق.

ذلك الأمر ينطبق على أي لاعب بالعالم، هذا الأمر حدث مرتين في الأهلي، حيث أصيب صبري رحيل ليشترك حسين السيد بدلاً منه، ومع تقديمه لمردود جيد الا أنه عاد للدكة فور رجوع صبري من الاصابة، وهو أمر غير منطقي.

أيضاً نفس الأمر حدث مع الثنائي حجازي وربيعة، فعند اصابة أحدهما فإنه يغيب لفترة ليدخل بدلاً من سعد سمير أو محمد نجيب، ولكن مع عودة حجازي أو ربيعة فإنه بالتشكيلة الأساسية على الفور.

ذلك الأمر يحدث إذا كان الأمر واضح للجميع أن هناك ترتيب بلاعبي الفريق وهو ما يحدث في الفرق الأوروبية، ولكن هنا في مصر دائماً ما يخرج المدربين مقدمين لوعود للاعبين بأن الفرصة قادمة، ولكن ماذا يحدث إذا أثبت لاعب "احتياطي" نفسه عندما تسنح له الفرصة؟

أخيراً .. شريف إكرامي بالفترة الماضية يقدم مستوى مهزوز وليس المستوى الجيد جداً الذي كان عليه من قبل، يجب عليه استغلال الخبرة الكبيرة التي يمتلكها للعودة مرة أخرى "وحش افريقيا"، وأن يقدم هذا المستوى العالي لفترة طويلة وليس في تصدي أو مباراة.

فعندما سئل جيانلويجي بوفون عملاق إيطاليا قال أن الفارق بين أي حارس وحارس يوفنتوس أو حارس اليوفي عليه أن يتصدى لكرة أو كرتين في المباراة، وإذا لم يتمكن من ذلك فإنه لا يستحق مركزه بالفريق، على عكس الفرق الأخرى التي يسمح لهم بالظهور بمستوى عالي لوجود فرص كثيرة عليهم.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا