تحليل المقاولون: مستقبل دفاعنا في خطر وأنياب الأهلي الهجومية ستنطلق



خسر الأهلي من المقاولون على ملعب الجبل الأخضر 2-1 بعد مباراة دخلت فيها كل الظروف غير الاعتيادية من حيث نقل الملعب من استاد القاهرة الى الجبل الأخضر، ومن بعدها تقدم المقاولون بهدف سريع في الدقيقة الرابعة قبل ان يخرج لاعبين من الأهلي في تبديلين اجباريين ولم تمر نصف ساعة من المباراة بعد اصابة صبري رحيل وأحمد فتحي على الرغم من عودتهم مؤخراً من التأهيل، وفي الشوط الثاني يخطيء سيد معوض في خطأ نادر ويكمل وائل جمعة الخطأ ويحتسب الحكم ضربة جزاء لمخالفة حدثت خارج منطقة الجزاء مع طرد لظهير قلب الأهلي وائل جمعة ويتقدم المقاولون ويفشل الأهلي في التعادل رغم الاداء الهجومي الجيد مع النقص العددي.

 

التشكيل

 

أراد محمد يوسف تحجيم الجبهة اليمنى القوية للمقاولون والمتواجد فيها باسم علي فوضع لاعبين على نفس الجبهة هما صبري رحيل واحمد شديد لمنع تقدم باسم ورغم هذا فان اللاعب تقدم في اكثر من كرة وساعد الهجوم بتثبيت لاعبين من الأهلي على الجبهة اليسرى الا ان في الشوط الثاني تسيد الأهلي اللقاء عبر هذه الجبهة بعد اشراك جدو حيث اصبح المقاولون يواجه ثلاثة لاعبين على نفس الجهة عكس الجبهة اليمنى التي كانت انطلاقات مانجا بمفرده مع عودة سعد للدفاع وخروج احمد فتحي.

 

أحمد فتحي لعب في مركزين بتحول من الجهة اليمنى الى وسط الملعب والتبادل مع أحمد نبيل مانجا مع ترك عبد الله السعيد كصانع العاب حر خلف قلبي الهجوم والاعتماد على العرضيات من الجهة اليمنى عبر مانجا وفتحي او من اليسرى عبر رحيل وشديد.

 

 

متى سنتعلم العرضيات

 

الاعتماد على وجود لاعب يجيد اللعب برأسه وهو عمرو جمال في قلب الهجوم ومعه السيد حمدي يحتاج الى استثمار استغلال العرضيات وللأسف اذا ما راجعنا المباراة مرة اخرى سنجد ان الأهلي فشل في ارسال عرضيات خطيرة الا عبر سيد معوض الذي نجح بنسبة 50% من ايصال كرات خطرة الى قلب منطقة المقاولون.

 

أما شديد ومانجا فارسلوا عددا من العرضيات يتخطى العشرين عرضية معاً لم تشكل اي منهم خطراً حقيقاً اما لارسالها في يد حارس المقاولون العقباوي او لارتطامها في ظهير الجنب وهو ما حدث في أغلبية الكرات والأخرى لعدم ارسالها في ارتفاع يساعد المهاجم رغم سوء تمركز دفاع المقاولون وترك مهاجمي الأهلي بدون رقابة حقيقية خاصة مع نزول جدو.

 

الخطأ الآخر ان مانجا وشديد ورحيل يفضلوا رفع الكرة بعد تثبيتها وليس من وضع حركة وهو ما يعطي مجالاً لظهير الجنب والقلب في التمركز جيداً لها مع غياب عامل المفاجئة والسرعة في ارسالها وعلى محمد يوسف ان يضاعف جرعاته التدريبية اذا ما اراد تكوين سلاح قوي من أجنحته.

 

مستقبل دفاع الأهلي في خطر

 

يعاني الأهلي كمعظم الأندية المصرية من غياب الدفاع القوي في تشكيلته فوائل جمعة ينجح عندما لا توجد سرعة هجومية امامه وهو الخطأ الذي استغله محمد سالم في الضغط عليه واستخلاص الكرة رغم انها كانت سهلة وفي متناول وائل لو تحرك لها.

 

محمد نجيب مع كامل الاحترام له فهو غير قادر على قيادة دفاع الأهلي خاصة مع ارتباكه عند غياب وائل جمعة وعدم قدرته على ادارة خط الدفاع في التمركز واذا راجعنا هدف المقاولون الأول سنجد خطأين دفاعيين الأول من صبري رحيل الذي لم يعود بسرعة لتغطية التسلل أم من ظهير الجنب "مانجا" الذي ترك محمد فاروق يقف بدون ضغط بين ظهيري القلب معتمداً على التسلل غير الموجود اساساً وهو خطأ في التغطية العكسية .

 

 

 

 

كما ان سعد سمير يخطيء بشكل فادح في بعض الكرات سواء في تباطئه في التمرير او في سوء استلامه للكرة على الرغم من انه مدافع جيداً لكن في الدفاع تصبح الغلطة "بهدف" وان كان سعد له مستقبل في الجهة اليمنى لقوته البدنية وسرعته الكبيرة ومراوغاته وينقصه تعلم ارسال العرضيات وقد يكون الحظ بجانبه لوجود مدير فني كمحمد يوسف أحد أفضل من لعب على الأجنحة في الأهلي خلال العشرين عاماً الماضية.

 

أما مانجا وسيد معوض وشديد ورحيل فيسودهم ارتباك حقيقي مع تذبذب مستوى ظهيري القلب وهو ما يحدث كارثة عند اللعب بأربعة على خط واحد فاذا اخطأ أحدهما يتحمل الجميع وزر الخطأ ويتلقى الفريق هدفا وهو سيناريو الهدف الأول والثاني للمقاولون الذي تسببت اعادة الكرة القصيرة من سيد معوض وعدم تحرك كابتن الأهلي بطرد وائل جمعة واحتساب ضربة جزاء على الفريق.

 

أنياب الأهلي الهجومية ستظهر

 

 

يمتلك الأهلي اقوى خط هجوم في الدوري المصري حالياً ليس عبر الاحصاءات بل عبر اللاعبين فعند اكتمال صفوفه سيكون متواجد عبد الله السعيد ووليد سليمان وموسى يدان في صناعة اللاعب يأتي من خلفهم تريزيجيه وفتحي ومعهم في الهجوم السيد حمدي وجدو وعمرو جمال وعماد متعب مما يعطي المدير الفني قدرة على تنويع هجومه حسب الحاجة.

 

مع عودة جدو اصبح الأهلي يهدد اي فريق عبر العرضيات فعمرو جمال وجدو لديهم مهارات قوية في الرأسيات وارتقاء عالي وعند دخول جدو في "الفورمة" سيرهق الأهلي منافسيه دفاعياً بشكل كبير ويجب تفعيل دور موسى يدان فليس من المعقول ان يشتري الأهلي لاعبين أفارقة عبر السنوات الماضية بدون ان يستفيد من أي منهم.

 

في الشوط الثاني من المقاولون بعد تلقي الأهلي هدفاً كشر الفريق عن انيابه الهجومية وحاول تسجيل التعادل رغم النقص العددي وتحول التشكيل من 4-3-1-2  الى 3-3-1-2  فسعد سمير ونجيب ومعوض تمركزوا في الخلف وتواجد في منتصف الميدان تريزيجيه ومانجا وشديد مع ميل شديد ومانجا الى الأجنحة وهو ما خلق ثغرة كبيرة في وسط الميدان بين قلب الوسط والدفاع حينما يندفع تريزيجيه للهجوم ولو استغلها المقاولون لاحرز اكثر من هدفاً.

 

جدو لا يزال بعيداً عن مستواه الا ان لمساته تظهر فيها رائحة الخطورة كما نجح هجوم الأهلي في خلق الفرص سواء من عمرو جمال مع تصدي رائع للعقباوي او من اختراق جبهة الأهلي اليسرى اكثر من مرة للمقاولون الا أن عدم وجود كثافة هجومية قللت من فرص تمرير الكرة والتسجيل.

 

التسديد الخارجي

 

لاحت للأهلي اكثر من فرصة على حدود منطقة الجزاء لم يحاول اي لاعب التسديد سوى في مرات قليلة من مانجا وتريزيجيه على الرغم من ضرورة ان يسدد عبد الله السعيد لأنه يتحرك عرضياً بطول الملعب لاستقبال الكرة وتحين له اكثر من فرصة في مساحة تسديد لم يستغلها وفضل ارسال الكرات الى ظهراء الجنب.

 

كثرة عرضيات الأهلي جعلت المقاولون يشتت الكرة بعشوائية لتصل الى ما قبل نصف دائرة منطقة الـ18 ليتلقاها السعيد او تريزيجيه وقد يكون لهم العذر في التباطوء في الكرة لوجود كثافة دفاعية كبيرة للمقاولون في منطقة جزائهم حيث يجبر صانع الالعاب او لاعب الوسط من فتح مساحة الملعب بنقل الكرة الى الأجناب لكن هناك حل آخر وهو "المراوغة" ورأينا ان دفاع المقاولون كان يتم المرور عبره بسهولة من شديد ومعوض ومانجا وسعد سمير وجدو فلماذا لم يحاول السعيد المراوغة والتسديد؟

 

ماذا على يوسف عمله؟

 

على يوسف ان يبدأ تجهيز ظهراء الجنب لارسال عرضيات قاتلة في ارتفاعات صعبة على المدافع وحارس المرمى.

عليه أيضاً أن يتحضر لايجاد بدائل دفاعية بأسرع وقت يتم التعاقد معهم في الصيف اذا ما اردنا ان نستمر في أفريقيا لأطول مدة ممكنة في هذا الموسم.

 

هجومياً يسير يوسف بشكل جيد لكن عليه ان يزيد من انيابه بالسماح للاعبيه بالتسديد والمراوغة واشراك موسى يدان اكثر في المباريات للاستقادة من سرعته الفائقة وعرضياته وترك السيد حمدي مع عمرو جمال لمدة أطول حيث بدأ يظهر ايجابيات التفاهم بينهما في اكثر من كرة.

 

ليست الهزيمة في هذه الظروف مشكلة الا اننا يجب الا نغفل خطورة الثغرات الدفاعية التي اصبحت واضحة في الفريق ويجب حلها في اسرع وقت.

 

صور مباراة الأهلي والمقاولون

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا