لم تكن مباراة المحلة تحمل أي حافز للفريقين سوى رغبة المحلة في ترك بصمة بأداء قوي اما بطل الدوري قبل الدخول في مباريات مجموعة الهبوط لتحديد مصيرهم والأهلي كعادته يلعب للفوز حتى في المباريات الودية.
حافظ محمد يوسف على تشكيلته لكنه اضطر لإشراك أحمد شديد بديلاً عن سيد معوض المصاب واستمر خط الوسط من مباراة انبي بتواجد عاشور ومانجا وقلبي الهجوم عبد الظاهر والسيد حمدي بأسلوب 4-4-2 واضعاً بركات في مركز الظهير الأيمن لإصابة جميع من يؤدي على الجهة اليمنى والخوف من اشراك عبد الفضيل لعدم تجدد اصابته
لم يكن أداء الأهلي بنفس أسلوب انبي من حيث السرعة والفرص أولاً لاختلاف اسلوب لعب الفريق البترولي عن المحلة حيث اعتمد "الفلاحين" على كثافة عددية في الدفاع ووسط الميدان واغلاق تام للجبهة اليسرى أخطر جبهات المارد الأحمر امام انبي بوجود معوض ووليد سليمان ومع فارق الأداء بين شديد ومعوض بالإضافة الى الارهاق البدني لانبي بعد العودة من المباريات الأفريقية على عكس المحلة التي كانت جاهزة بدنياً لمباراة قوية وتلاحم بدني أدى الى مخالفات بالجملة خلال المباراة.
البطء ثم البطء ثم البطء
أولى فرص اللقاء لاحت للمحلة من اختراق من أحمد مجدي من منتصف منطقة الأهلي تسبب به تباطؤ عاشور ومانجا في الضغط على الخصم وتواجد وائل جمعة وسعد سمير على نفس الخط في انتظار تحرك الارتكاز ليخترق مجدي مصيدة التسلل ويسدد خارج الشبكة.
شاب البطء اداء أحمد شديد وبركات في التحرك الأمامي وان كان بركات قدم مردوداً أفضل وعاب الجبهة اليسرى اقتراب شديد وسليمان من بعض مما سهل الضغط عليهما فتحولت كل الكرات من الجهة اليسرى الى تمريرات بالعرض بدون خطورة مع غياب تحرك أحمد عبد الظاهر لاستقبال أي عرضية من الجهتين.
أين عبد الظاهر؟ وما الفرق بين عاشور ومانجا؟
غاب عبد الظاهر معظم الشوط الأول واستسلم لدفاع المحلة وبدى عليه الارهاق البدني وعدم الضغط على حامل الكرة ولا التحرك السليم عند تواجد فرصة لعرضية من الجهتين وكما حدث مع متعب لم يكن هناك اي تجانس بينه وبين السيد حمدي الذي كان يتحرك كأنه مهاجم وحيد الا ان ادائه كان ذو فاعلية اكثر من عبد الظاهر.
المشكلة الأخرى كانت في قلة العرضيات التي عادة ما يستغلها عبد الظاهر لاجادته ضربات الرأس الا أن اغلاق الجبهة اليسرى وعدم وجود الدعم من شكري على الجهة اليمنى لبركات خفف من عدد الكرات المرسلة.
تحدثنا سابقاً عن مشكلة وسط وارتكاز الأهلي بوجود عاشور ومانجا أو شهاب وهما لاعبين يمتلكان نفس المواصفات الفنية من قوة دفاعية وضعف هجومي، بالاضافة الى البطء في التمرير وهو ما يصعب على الفريق تشكيل هجوم مرتد حيث ينتظر الارتكاز وصول اي لاعب وسط مهاجم كوليد سليمان وعبد الله السعيد للتمرير له ولم يتقدم في الشوط الأول مانجا او عاشور للضغط الهجومي على عكس ما حدث في الشوط الثاني الذي لاحت فيه لأحمد نبيل اكثر من فرصة منها تمريرة رائعة من وليد سليمان وعرضية لشديد.
التحرك بدون كرة حسم اللقاء
بعد هدف المحلة المباغت طلب يوسف من لاعبيه التحرك السريع بدون كرة لفتح مساحة تمرير او حركة لحامل الكرة وهو ما اجاده وليد سليمان وأحمد شكري مع دخولهما في العمق وتغيير مركز وليد سليمان للجهة اليمنى وترك الجهة اليسرى للسيد حمدي ومانجا مساندة لأحمد شديد وزادت فرص بطل الدوري مع هذا التغيير في التكتيك فلاحت لسليمان اولى الفرص من تمريرة شكري سددها رائعة تصدى لها أحمد فرج كما اخترق سليمان بسرعته من الجهة اليمنى بالتوازي مع بركات فأصبح الأهلي مهاجماً بخمسة لاعبين مما أدى الى ارتباك في دفاعات المحلة.
نوع شكري وسليمان تمريرهما في العمق ويساراً ويميناً مع تحرك مباشر بعد التمرير وجاء هدف التعادل من كرة اخترق فيها شكري ليغمزها لسليمان الذي تمركز بدون كرة في مساحة مواجهة للمرمى مسدداً على يمسن ابراهيم رجب ومن كرة عرضية تحرك عمر جمال في عمق الدفاع ليرسلها رأسية رائعة قالباً الطاولة على كثافة المحلة الدفاعية التي نجحت لـ85 دقيقة من المباراة.
ماذا عن مصيدة التسلل في مباريات المربع الذهبي؟
يلعب محمد يوسف بدفاع متواجد على خط واحد بين وائل جمعة وسعد سمير وقد نجح انبي والمحلة في اختراق المصيدة اكثر من مرة الا ان تألق إكرامي منع اكثر من هدفاً محققاً، ويزيد من خطورة الدفاع عدم عودة أحد لاعي الارتكاز كليبرو أمام ظهراء القلب حيث يتمركز عاشور ومانجا حول دائرة الوسط في خط عرضي واحد بدون عودة احداهما لمنع أي تمرير في العمق او أي كرة بينية خلف المدافعين ويعاني وائل جمعة من سرعة المهاجمين الأفريقيين في الكرات المشتركة الا أنه يعول على خبرته في التمركز الا أن هذه الثغرة قد تشكل تهديداً حقيقياً للأهلي مع فرق تلعب كرة سريعة وتملك خط الوسط القادر على التمرير البيني.