تحليل مونتيري: المجاملة وإعتبار المباراة تجريبية أضاع برونزية ونصف مليون دولار



لم تكن مباراة مونتيري المكسيكي تجريبية فهي كانت على برونزية كأس العالم للأندية وقيمة جائزة الفوز نصف مليون دولار أي ثلث ما ناله الأهلي في بطولة كاملة لأبطال أفريقيا، لكن بطل أفريقيا خاضها كأنها مباراة ودية الهدف منها تجربة لاعبين جدد واعطائهم التجانس!

التشكيل فاجأ الأهلاوية

بعد غياب حسام غالي وشريف إكرامي يجد حسام البدري نفسه مضطراً لتغيير اثنين من الأساسيين وإن كانت مشاركة أبو السعود أخطر من اشراك رامي ربيعة لأن غلطة الحارس بألف خاصة اذا لم يكن مشاركاً منذ مدة طويلة في مباريات رسمية، لكن الظروف تأتي بعقبات يجب التعامل معها.

بدل الإكتفاء بمحاربة ظروف الإصابة أشرك البدري سيد معوض وعماد متعب وأبقى على عبد الله السعيد مع اشراك أبو تريكة بدلاً من جدو ليخسر الفريق خمسة لاعبين أساسيين دفعة واحدة خلال ثلاثة أيام يستحيل ايجاد أي تجانس بينهم خاصة متعب ومعوض البعيدين منذ فترة عن المشاركة.

أبو تريكة لعب كمهاجم ثاني مكان جدو ومتعب بدلاً من السيد حمدي فخسر الأهلي الضغط الذي كان يمارسه بنجاح كبير في مباراة هيروشيما وكورينثيانز بالاضافة لخسارة دور جدو في العرضيات والتي سنأتي لذكرها عندما نتكلم عن مونتيري.

خطة اللعب كانت 4-2-2-2 مع وضع عبد الله السعيد غير الموفق في المباراتين السابقتين على الجهة اليسرى ووليد سليمان على الجهة اليمنى وتريكة بجانب متعب وربيعة بجانب عاشور مما خلق مساحة فارغة في عمق مونتيري بدأ منها الهجمات والكرات البينية التي شكلت خطورة في الدقيقة الأولى قبل أن يأتي الهدف في الدقيقة الثالثة.

أبو السعود والدفاع

عندما يشارك حارس منذ بدء المباراة وهو غائب عن لياقة المباريات وسط موسم غير اعتيادي يجدر على المدير الفني أن يؤمِّن منطقة دفاعه في النصف الأول للشوط حتى يكتسب الثقة ويمكنه أن يدخل في أجواء المباراة وهو ما لم يحدث فوجدنا أن الأهلي يبدأ بدفاع منطقة متقدم معتمداً على مصيدة التسلل من منتصف منطقته وهي ما يستوجب فيها تجانس بين عناصر الدفاع وحارس المرمى الذي يكون دوره ليبرو متأخر نجح فيها إكرامي مؤخراً بعد أكثر من ستة مباريات فلماذا نضع أبو السعود في هذا الموقف؟

الخطأ الثاني هو اعطاء سيد معوض وفتحي مهام هجومية في الدقائق الأولى وهو ما يستوجب عليهم التغطية العكسية خاصة مع سرعة لاعبي مونتيري في الهجوم وهو ما اتضح من مباراة تشيلسي على رغم خسارتهم ويعتبر خط هجومهم أقوى الخطوط.

مونتيري ضعيف دفاعياً وقوي هجومياً

مونتيري فريق لا يختلف عن كلوب أمريكا أو باتشوكا فهو يملك نفس الصفات من سرعة في الهجوم ودفاع غير منظم يمكن اختراقه خاصة مع الضغط عليه ولديه مدافعين صغار السن هما هيرام مير (21 عاماً) وتشافيز (22 عاماً) والثغرة الرئيسة تكمن في الجبهة اليمنى التي يتواجد ما بين الظهير الأيمن والوسط شوارع كفيلة لبناء سيل من الهجمات السريعة.

الأهلي أعطى دفاع مونتيري الراحة في تمرير الكرة ونقلها الى خط الوسط حيث تم وضع أبو تريكة كمهاجم ثاني وهو المركز الذي تضيع فيه مواهب تريكة في ربط خطوط الفريق بالاضافة الى استهلاك طاقته في الضغط وتم وضع متعب بجانبه وهو من اللاعبين الذين يجيدوا التمركز ولا يجيدوا الضغط طوال المباراة.

الجبهة اليمنى لمونتيري وجدت أمامها عبد الله السعيد "البطيء" نسبياً في هذه البطولة وعندما نجح سيد معوض في المرور أكثر من مرة لم يجد من يتلقى عرضياته في الأمام الا أو تريكة في إحدى الكرات برأسه وهنا كانت أهمية البدء بجدو على الأقل بجانب متعب اذا كان البدري يريد اعطاء فرصة لمهاجم آخر غير السيد حمدي.

البطء في التحضير وغياب الكثافة الهجومية

بعد الهدف اعتمد مونتيري على اغلاق منطقته كما فعل الترجي في مباراة القاهرة والإعتماد على الهجمة المرتدة وكان يتطلب من الأهلي اضافة السرعة لخط الوسط والكثافة الهجومية وهي ما كان يمكن تحقيقها باخراج عبد الله السعيد واشراك جدو واعادة تريكة الى خط الوسط ليصبح صانع العاب مع تبديل مكان وليد سليمان النشيط من اليمين الى اليسار ليلعب على الثغرة الواضحة في دفاع مونتيري.

على الرغم من البطء الا أن الأهلي نجح في التسديد تسعة مرات في هذا الشوط مقابل ثلاثة فقط لمونتيري احرز من إحداها هدف، وقد كانت التمريرات البينية خلف ظهيري الجنب أخطر أسلحة الأهلي حيث أهدى تريكة كرتين لوليد سليمان على الجهة اليمنى الا أن محاولة نجم الأهلي تعديل الكرة على قدمه اليسرى أضاع من خطورتها والأخرى لأحمد فتحي الذي كان من أبرز لاعبي الأهلي حتى تبديله ومنع الظهير الأيسر من التقدم الا أن فتحي خاف من التسديد وفضل التمرير لكن وجود متعب بين اربعة مدافعين قتل من خطورة الفرصة.

الشوط الثاني ومفاجآت التبديل

إستمر البدري بنفس الأسلوب معتمداً على تحكم الأهلي في سير اللقاء في الشوط الأول الا أن امتلاك الكرة لا يعني خلق فرصة للتسجيل وهو ما كان يتطلب حلولاً بين الشوطين لاستغلال اولى دقائق الشوط الثاني بضغط مكثف يربك دفاعات ووسط مونتيري وهو ما لم يحدث.

كان في الإمكان اخراج رامي ربيعة واشراك جدو أو السيد حمدي مع اعادة عبد الله السعيد بدلاً من ربيعة وأمامه أبو تريكة أو إخراج السعيد واشراك السيد حمدي والإبقاء على ربيعة لتصبح الخطة أقرب الى 4-3-3 مع مثلث هجومي رأسه في الخلف تريكة وفي الأمام متعب وحمدي مع فرصة اشراك جدو مع مرور الوقت بدلاً من متعب.

التبديل الأول

السيد حمدي بدلاً من متعب في الدقيقة 53 هو استمرار لنفس التشكيل مع غياب الكثافة الهجومية وإن كان حمدي أثبت فعالية اكثر في الضغط لكنه لم يجد المساندة اللازمة وسدد حمدي 4 تسديدات في الشوط الثاني كلهم على المرمى تصدى لهم الحارس.

التبديل الثاني وتأكيد الخسارة

التبديل الثاني في الدقيقة 62 اصاب جماهير الأهلي بالوجوم فعندما وجدنا بركات توقعنا خروج إما وليد سليمان أو عبد الله السعيد أو ربيعة ليكون بركات ثنائياً مع سيد معوض وهما أخطر من لعب على الجهة اليسرى خاصة مع تفاهمها المعروف أو بدلاً من عبد الله السعيد ليساعد تريكة في الإختراق.

مع رفع الحكم المساعد لرقم 24 وهو رقم فتحي شعر جميع الأهلاوية أن المباراة إنتهت وخسرناها فأحمد فتحي كان "قاطع مية ونور" عن الجهة اليسرى لمونتيري وكان أحد الأوراق الهجومية الكبيرة مع تمريرات تريكة الثنائية له وإن كان حسام البدري وضح أن فتحي كان مصاباً بشد في الضامة وهو ما لم يتضح لأحد نظراً لكثيرة "السبرنتات" التي كان يؤديها فتحي فلم نعلم دقة هذه الإصابة.

بعد خروج فتحي وعودة رامي ربيعة الى الجهة اليمنى افتقد الأهلي لاعبين مميزين في مراكزهما الأول في وسط الميدان والثاني في الجبهة اليمنى ليأتي الهدف الثاني القاتل من جبهة أحمد فتحي في الدقيقة 66، ولم نرى بركات الذي كان تائهاً بين اكثر من دور وهو التغطية الدفاعية في وسط الميدان بدلاً من ربيعة ومساندة تريكة والسيد حمدي في الهجوم فلم يؤدي لا هذه ولا تلك.

التبديل الثالث

جدو بدلاً من وليد سليمان، إذا لم يكن وليد مصاباً فهو تبديل خاطيء فسليمان كان أفضل من عبد الله السعيد في هذه المباراة وباشراك جدو أصبح الإعتماد على تريكة وبركات في امداد جدو وحمدي بالتمريرات والتركيز على العمق وليس على الأجنحة وهو ما سهل لمونتيري قطع التمريرات والتمركز دفاعياً خاصة مع بدء خط وسط الأهلي في بدء الهجوم.

الإيجابيات

الأهلي سدد 18 مرة 10 منهم على المرمى الا أن كل التسديدات كانت صعبة اما من خارج منطقة الجزاء أو من داخلها واللاعب محاطاً بأكثر من مدافع فلم تأتي أي تسديدة من مواجهة تامة للمرمى او من كرة عكسية او عرضية خلف ظهيري القلب.

لم يحبط الأهلي رغم الهدف المبكر وحاول التعادل الا أن غياب الإبداع وعدم التجانس وابتعاد بعض اللاعبين عن مستواهم مع انعدام التوفيق جعل هذا الهدف غير قابل للتنفيذ.

غياب الطموح أضاع نصف مليون دولار

كان واضحاً أن الأهلي لم يدخل المباراة كما فعل مع كورينثيانز وهيروشيما فكان هدفه اشراك أكثر من لاعب جديد (لمجاملتهم أو لتسويقهم أو لأسباب لا نعلمها) ولم يكن هناك روح قتالية في الدقائق العشرين الأولى بالرغم من الهدف وقد يكون الإعداد النفسي للفريق توقف بعد مباراة كورينثيانز خاصة مع احباط اللاعبين وشعورهم أنهم كانوا الأحق في مقابلة تشيلسي.

الا أن مع الظروف الحالية للكرة المصرية وظروف الأهلي المادية كان يجب وضع النصف مليون دولار كهدف هام قادر على حل العديد من المشاكل المادية للنادي والتعامل مع المباراة كنهائي وليس كمباراة ودية.

شكراً للأهلي سبب الفرحة

نعلم أن الظروف كلها كانت في غير صالح الأهلي منذ بدء الموسم ونعلم أن تزامن المباريات مع الوضع السياسي في مصر قادر على اضاعة التركيز من الجميع ونعلم أن الإصاباتين التين لحقتا باكرامي وغالي كانتا مؤثرتين إلا أننا كأهلاوية لا نؤمن سوى بالفوز ولا نعترف بالظروف ...لكن في كل الأحوال لا نملك سوى شكر اللاعبين ومديرهم الفني على موسم رائع لو حدث لأي فريق لإنتهى من كل النواحي....شكراً للأهلي على أنه سبب الفرحة الدائم لنا.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا