دوري أبطال أفريقيا - 2024

تحليل ذهاب النهائي: الأهلي أفضل والترجي "يوناني" وإلعب أرضي للطويل!



لم تكن نتيجة مباراة الذهاب لنهائي رابطة الأبطال الأفريقية مفرحة لأي أهلاوي كان ينتظر نتيجة مغايرة كعامل محفز للحصول على اللقب الأهم في تاريخ الفريق، إلا إن من يريد أن يعرف واقع المباراة فليحاول مشاهدتها مرة أخرى ليحكم بعقله وليس بعواطفه.

 

قبل الدخول في التحليل هناك ملاحظات يجب أن نفكر بها وهي إبقاء أمل الفوز باللقب في أذهاننا وألا نتخلى عنه خاصة وأن الأهلي كان أفضل من الترجي وإن كان البطل التونسي وحامل اللقب نجح في معرفة من أين تؤكل الكتف وهذا لا يغير من واقع المباراة القادمة من شيء....فتذكر أنك أهلاوي ولا تنسى المباريات التي حققت فيها الفانلة الحمراء عكس توقعات الجميع.

 

التشكيل

 

التشكيل كان جيداً ومتوقعاً وإن كان في الإمكان أن يبدأ البدري بالسيد حمدي وجدو كمهاجمين خاصة إن جدو ليس رأس حربة صريح وهو ما تحتاجه في مباراة كهذه لخطف أي فرصة تلوح، إلا أن أي مدرب يمتلك أبو تريكة سيفكر في خبراته ودوره قبل التفكير في أي شيء آخر وهو ما فعله البدري.

 

التكتيك وخطة الأهلي

 

الترجي لعب بنفس أسلوبه المعتاد وهو خليط بين المدرسة اليونانية التي فازت بكأس اليورو 2004 وبين المدرسة الإيطالية التي فازت بكأس العالم 2006 وهي الإعتماد على خط دفاع قوي ويمتلك مؤهلات بدنية من طول ولياقة وقوة التحام وتمركز، والتركيز على الهجمة المرتدة وتفوق كبير في تكتيك الكرات الثابتة وهو ما سجل فيه الترجي في مباراة مازيمبي ومباراة الأهلي.

 

 

 

الأهلي لعب بخطته التي بدأ بها دوري المجموعات وهي 4-2-3-1 مع تغيير أحمد شديد بديل سيد معوض بشريف عبد الفضيل لصعوبة قدرة شديد على مقارعة أجسام لاعبي الترجي في الجهة اليمنى كالدربالي وآفول أو الكاميروني يانيك.

 

عدم وجود رأس حربة صريح جعل الأهلي يعتمد على تدوير الكرة من اليمين الى اليسار لفتح زاوية تسديد يطلق منها السعيد او تريكة أو جدو تسديدات على بن شريفية أفضل حارس في البطولة حتى الآن وهو ما فعله عبدالله وجدو وغاب عن المشهد أبو تريكة.

 

أرسل وليد سليمان وفتحي والسعيد كرات عرضية كثيرة لم يكن لها أي مبرر فكيف يمكنك اختراق خمسة مدافعين تتراوح أطوالهم بين 185 – 199 سم برأس حربة أوحد؟

 

تفوق كاسح في المهارات الفردية للأهلي

 

نقطة ضعف الترجي التي ظهرت في الشوط الأول هي سهولة المرور من لاعبينهم فحسام غالي وأحمد فتحي وعبد الله السعيد ووليد سليمان وجدو "أكلوا عيش" على حساب لاعبي الفريق التونسي وخطورة الأهلي ظهرت في استغلال المهارات الفردية عندما مر فتحي من الجهة اليمنى بتمويهة وعندما كلف وليد سليمان الدربالي بطاقة صفراء حرمته من النهائي حتى جدو غير المشهور بمهاراته الفردية نجح في المرور في أكثر من كرة في منطقة الراية الركنية.

 

طول قامة لاعبي الترجي أثبت في المباراة أن السلاح المضاد له هو البينيات الأرضية والكرات العرضية البرازيلية المقوسة والمهارات الفردية واذا عدنا للمباراة سنرى أن فرص الأهلي أتت من فرصة تريكة بعد اختراق فتحي وتمريرته "الأرضية" وعرضية وليد سليمان البرازيلية "الأرضية" في الشوط الثاني لتريكة وتمريرة حسام غالي البينية لجدو والتي أدت الى شبهة ضربة الجزاء وكرة الهدف التي أتت من تمريرة ارضية من فتحي للسيد حمدي.

 

 

 

الضربات الثابتة للترجي سلاحه الأوحد

 

لا يجب التقليل من قيمة فريق يعرف كيف يدافع ويجيد ببراعة تنفيذ الكرات الثابتة فكما تحدثنا نجحت اليونان في 2004 في الفوز مرتين على البرتغال واقصاء فرنسا "زين الدين زيدان وباتريك فييرا" وجمهورية التشيك والتعادل مع أسبانيا واستعمل اليونانيون في الأدوار النهائية تكتيك قريب لما يستخدمه نبيل معلول.

 

الترجي يلعب بكثافة كبيرة في وسط ملعبه ويعتمد على دبابة بشرية من الكاميروني "يانيك" قادرة على منع خط دفاع بأكمله من التقدم لأن الخطأ امام يانيك يعني هدفاً. وعند الكرات الثابتة يتقدم الهيشري "199 سم" وبن منصور "187 سم" وخليل شمام "183 سم"  ويانيك "187 سم" وهي أطوال لا يضاهيها أحد في الأهلي سوى جدو ومحمد نجيب وهو ما يجعل هناك تفوق "هوائي" للترجي على أي فريق.

 

الترجي أحرز في الأهلي ثلاثة أهداف مؤخراً من ضربات ثابتة : هدف يايا بانانا من ضربة حرة من الجهة اليمنى للأهلي وهدف مايكل انرامو من ركنية من الجهة اليمنى وهدف وليد الهيشري من ركنية من الجهة اليسرى.

 

أجنحة الترجي تراجع مستواها عن الأعوام السابقة ونجح الأهلي في منع الجبهتين اليمنى واليسرى من التقدم وستتضاعف المشكلة في تونس مع غياب آفول ودربالي. الا أن عودة يوسف المساكني ستعطي دفعاً قوياً لعمق وسط الترجي.

 

التبديلات

 

 

التبديل الأول للبدري كان ممتازاً فخروج شريف والإكتفاء بثلاثة مدافعين مع عودة وليد سليمان عند الحاجة للجهة اليسرى أضاف للأهلي هجومياً.

 

التبديل الثاني في نظري كان خاطئاً فخروج حسام غالي الذي كان نقطة ارتكاز مميزة في وسط ميدان الأهلي أثر بالسلب من ناحيتين، أولاً أعاد عبد الله السعيد الى الوسط فخسرت لاعباً هجومياً بامتياز – ثانياً: لم يتواجد أي لاعب في مركز حسام غالي ما عدا جدو الذي عاد للتسلم والانطلاق مع تواجد تريكة عند حدود منطقة جزاء الترجي وتمركز حسام عاشور عند نقطة الوسط خسر الأهلي المساحة بين وسط الملعب والهجوم في العمق.

 

 

التبديل الثالث بنزول عماد متعب مكان جدو: يبقى وجهة نظر لحسام البدري على الرغم أن جدو كان اللاعب الوحيد الذي تفوق بدنياً على لاعبي الترجي وإن كان البدري يرغب في وجود رأس حربة صريح لاصطياد أي كرة كما فعل السيد حمدي الا أن مستوى عماد متعب لم يعد كما كان سابقاً.

 

حراس المرمى

 

 

عندما تريد الفوز باللقب تريد من حارس مرماك أن يتألق في كرات صعبة ليصنع لك الفارق. هذا كان دور عصام الحضري مع الأهلي فهو نجح في خلق احباط للمهاجمين المنافسين من كثرة تصدياته الصعبة، وهو ما فعله بن شريفية في المباراة بانقاذه اكثر من تسديدة من عبد الله السعيد وان لم يكن أي منها مركزة بشكل خطير ما عدا تسديدته اليسارية وتصدى لتسديدة رائعة من جدو قبل أن ينقذ مرماه من انفراد جدو وغمزة تريكة في الشوط الثاني.

 

على الجانب الآخر شريف إكرامي كرر خطأ هدف "ساماتا" لاعب المازيمبي في القاهرة وهو ما تكرر في الكونغو وتكرر من وليد الهيشري. فمع تصريحات طارق سليمان انه يركز مع الحراس في التصدي للضربات الثابتة من الترجي، نجد أن إكرامي تأخر كثيراً في الخروج حتى وإن كان عليه أن يصطدم بالهيشري بدون لمس الكرة لينقذ مرماه من هدف محقق. وقد كانت الغلطة ستتكرر مع الركنية التالية أي أن الترجي نجح من ركنيتين من تسجيل هدفاً وهي كل ما فعله هجومه في المباراة. ويبقى على شريف أن يعلم أن جمهور الأهلي لن يقبل بخطأ آخر يضيع عليه بطولة بأكملها ، لذا على شريف أن يصحح خطأه في تونس لأنه سيواجه ضربات ثابتة أخطر وأكثر.

 

هل نستطيع الفوز في تونس؟

 

نعم نستطيع، فالأهلي كان أفضل بالأرقام والإحصاءات وامتلاك المباراة بأكملها والترجي سجل من خطأ فردي من حراسة المرمى. الأهلي خلق 4 فرص مؤكدة سجل في واحدة، فعليه أن يعالج مشكلة الضربات الثابتة من جهة وأن ينجح في التسجيل من نصف فرصة في تونس، فهدف واحد قابل لاعادة البطولة الى نقطة الصفر ويعطي الأهلي قدرة الفوز باللقب.

 

الأهم من هذا كله أن يهدأ حسام البدري ويعلم أنه قادر على الفوز باللقب لو تمالك أعصابه وتخلى عن شعوره بأنه "مشجع" للأهلي قبل أن يكون مديراً فنياً. فهو يحتاج الآن أن ينسى أنه مشجع وإبن من أبناء الأهلي وأن يكون مديراً فنياً يريد الفوز بلقب بإستعمال كل نقاط القوة التي يملكها وهي قادرة على الترجيح لو توافر توفيق الله.

 

ونراكم في رادس ان شاء الله

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا