الخيارة مع شوبير!



قد يكون هذا المقال متأخراً بعض الوقت؛ حيث مرَّ أكثر من يومين على السبق الإعلامى المتفرد لغول الإعلام (أحمد شوبير) كما يطلقون عليه، وقيامه بعمل طبق سلطة خلال برنامجه اليومى على الهواء مباشرةً، دون أن يكتفى بذلك فقط، وإنما امتد الأمر لأكل محتويات الطبق على الهواء مباشرةً أيضاً، ما وضعنى فى حالة ذهول أصابتنى بشلل مؤقت لم أكد أفيق منه حتى بدأت أخط هذه السطور!

ولعلى من الساذجين المثاليين زيادة عن اللزوم، فلم أتخيل قيام (غول الإعلام) كما يُطلق على نفسه ويُطلق عليه مريدوه بهذا الفعل العجيب، رغم سابق إتيانه بأفعال مماثلة على الهواء مباشرةً سواء بسب الغير وهو لا يعلم أنه على الهواء، أو بمعايرة واحد تانى بالصول مش عارف مين اللى كان بيملا الصفيحة لحد آخرها، وغيره، ما يؤكد أن (شوبير) لا يستحق لقب (غول الإعلام) فقط، وإنما (خُط الإعلام) أيضاً و(نخنوخ الفضائيات) و(الشيف شوربينى) كمان!

ولو كان لنا أن نُحلل طريقة عمل السلطة الخضرا، واختيار محتوياتها بدقة ومهارة، وتذوقها على الهواء مباشرةً مع مصمصة الطماطم ولحس الخيار وتقطيع البصل (مش فاكر كان فيها بصل واللا لأ، بس أكيد كان فيها لأنه أمر لا يمُر على غول إعلام السلطة بالتأكيد)، خاصةً مع وجود فريق إعداد قوى ومميز ساهم فى انتقاء أجود أنواع الطماطم، وأفضل أصناف الخس والجرجير وأطول سلالات الخيار، ذات التأثير المباشر والفعال على الهواء مباشرةً، مع مرافق شاب آخر موهوب يجلس فى الأستوديو ليطبل ويهلل لـ(الشيف) بعد كل تقطيعة أو عضة أو لحسة للخيارة مهدراً موهبته الحقيقية على أرض الأستوديو التى زرعها المخرج (عظيمة) بالبرسيم حيث الشىء لزوم الشىء بالتأكيد!

المُهم أن تقطيع السلطة كبديل عن إقامة الدورى العام كما أقنعنا نائب رئيس اتحاد الكرة السابق، والنائب المنسحب من الانتخابات الجبلاوية الحالى، لهو فكرة جيدة الحقيقة ـ دعونا نعترف ـ خاصةً مع التألق الشديد لـ(شوبير) فى تذوق كل قطعة من الخضار أثناء تقطيعه، وهو هنا لم يتخلى عن عادته الشهيرة والأثيرة فى المشاركة الإيجابية فى أى عمل يقوم به؛ حيث لا يكتفى بالكلام أو إبداء الرأى أو عرض المواقف، وإنما لازم ياكل أو بالبلدى يستفيد، مثلما فعل دائماً فى كأس أمم إفريقيا 2006 مثلاً لما أكل التذاكر، أو مثلما فعل فى قنوات الحياة لما حاول ياكل (مرتضى منصور) فأكله الأخير ومنعه من الظهور على الشاشات لفترة طويلة قبل أن يقوم بهضمه ثم لا مؤاخذة.. إحم.. إنتوا عارفين الباقى!

فطبيعة (شوبير) غول الإعلام وسبع برومبته هى أنه يؤمن بنظرية المُنشار، طالع واكل نازل واكل، لا يطرح قضية إعلامية إلا لخدمة أهدافه أو أهداف حلفاءه ومساندتهم فى الانتخابات مثلاً (رحم الله أيام سمير زاهر وأبقى أيام هانى أبو ريدة قبل انسحابه أو سحبه ومعاه شوبير على طرفه)، أو الهجوم على أعداءه (رحم الله أيام سمير زاهر برضو لما كان عدوه)، ولا يتولى مقعداً فى مجلس الشعب إلا مستفيداً من علاقته بالسُلطة (بضم السين هذه المرَّة وإن كانت متفرقش كتير) ومن (جمال.. جيمى) حبيب الملايين وأمل مصر فى المستقبل، أو يخسر مقعده فى مجلس الشعب، فتصبح الانتخابات مزورة ومشكوك فى أبوها رغم إنه حط لنفسه خمستلاف صوت حسب اعترافه ويبدو أنه نسى يحط الأصوات فى صندوق الانتخابات فوضعها فى صندوق التوفير، ونسى كمان يقطع عليهم خيارتين!

وإن كان علينا أن نعترف أن (غول الإعلام) كان له السبق فى تحويل الإعلام الرياضى بشكل عام والكروى بشكل خاص من شكل إلى شكل آخر تماماً منذ انطلاقته الاحترافية فى دريم، سيبك من القناة السادسة والكلام دة، إلا أنه من الواضح أن (شوبير الغول) نسى يطوَّر نفسه بما يكفى، حتى النكتة القديمة المهرية وطريقة الضحك اللى فات عليها سبعتلاف سنة والمكتوبة على جدران معابد الفراعنة بالرهان على خمسة وسبعين قرش، لا يزال يستخدمها حتى اليوم، وكان التطوير الوحيد فى مسيرة (أحمد شوبير) الإعلامية هى أنه أصبح ضالعاً فى أمور الفجل البلدى والفلفل الرومى، وطرق تقطيع الخيار سواء بالطول أو بالعرض قبل دفسه فى فمه اللى مش محتاج الخيار يتقطع أصلاً، وإن كنا نتمنى من (الشيف شوربينى) الحلقة الجاية يعمل لنا طبق هو المُفضل عنده أكثر من السلطة بكتير وهو طبق (العدس) وربنا يكفينا شر الأخطاء الإملائية فى الكلمة دى بالذات!

 

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا