تحليل مازيمبي: نسي البدري القول "كثر الدق يفك اللحام" فخسر الصدارة



تفاجأ معظم من تابع بداية مباراة مازيمبي والأهلي بتشكيل الفريق وقد وصل لفريق الإعداد بالجزيرة الرياضية تشكيلتين لم يكن إحداهما هو الصحيح ولم يتم التأكد اذا كان المدير الفني للأهلي حسام البدري قد غير من التشكيل في اللحظات الأخيرة أم أنه أراد أن يفاجيء الخصم فجاءت المفاجأة في مصلحة مازيمبي.

 

التشكيل هو من وجهة نظر المدير الفني حسب ظروف المباراة ولاعبيه إلا أن البدري أجرى تعديلات رفعت من نسبة المخاطرة وهي كالتالي

 

1-      بدأ بثلاثة لاعبين يشاركوا للمرة الأولى في التشكيلة الأساسية وهم أحمد صديق وأحمد شديد وسعد الدين سمير. إثنان منهم كانا في مركز ظهير الجنب

2-      بعد أسابيع من اللعب بطريقة 4-2-3-1 عاد حسام البدري لأسلوب الجوهري رحمه الله وهو 5-3-2

3-      اللعب بلاعب خط وسط وحيد وهو حسام عاشور

 

هذه التغييرات في الأسلوب أدت الى خلل هجومي واضح وسيطرة ميدانية لمازيمبي في وسط الميدان

 

الشوط الأول

 

 

أكثر ما كان يخشاه البدري في هذا الشوط هي أجنحة مازيمبي والعرضيات الخطيرة فقام بوضع ثلاثة لاعبين في خط الدفاع مع وجود وائل جمعة في العمق وسعد سمير على الجهة اليسرى كما طالب ظهيري الجنب بعدم التقدم بإستمرار لخلق مساحات ضيقة على الأجناب حتى لا تصل أي عرضية الى المهاجم الأوحد علي ساماتا.

 

لم تفلح الطريقة في ايقاف أجنحة مازيمبي فقد كانت الجبهة اليمنى للأهلي ضعيفة بوجود أحمد صديق الذي مر من جهته أكثر من لاعب وتم ارسال عرضيات مكثفة واتسعت مساحة المثلث بين أحمد صديق وعبد الله السعيد وشريف عبد الفضيل ليجد لاعبو وسط مازيمبي وأجنحته قدرة على التحرك والمناورة واستعمال مهاراتهم ونتج فرصتين خطيرتين من سادومبو وساماتا.

 

الجهة اليسرى كانت أفضل الى حد ما بعودة وليد سليمان للمساعدة لكن ضعف بنيان أحمد شديد جعل أي التحام في مصلحة مازيمبي بالاضافة الى المراوغة التي حدثت في النصف الثاني من الشوط وكاد أن يحرز منها تريزور مابوتو هدفاً

 

الخطأ الأكبر كان في تنظيم وسط الميدان فمع عودة خمسة لاعبين الى منطقة الأهلي أصبح حسام عاشور منعزلاً في الوسط وأمامه عبد الله السعيد الذي لم يعود الى الخلف في انتظار أن يرسل دفاع الأهلي هجمة مرتدة تتحول الى 4 لاعبين على اثنين مدافعين وهي تحققت لمرة واحدة في الدقيقة 45 عندما اخترق تريكة ومعه دومينيك وعبد الله السعيد ووليد سليمان وأهدرها عبد الله السعيد وهي كانت أشبه بهدف تريكة في مرمى الإنتاج الحربي في الودية الأخيرة.

 

بوجود حسام عاشور منفرداً وعدم عودة تريكة وعبد الله السعيد تسلم مازيمبي المبادرة في وسط الميدان ولم يجد أي ضغطاً كما حدث في القاهرة ليشارك مدافعيه وأجنحته في الهجوم ومع مرور الوقت إزداد العبء على حسام عاشور ولم يستطع مجاراة وسط مازيمبي الا في الحالات التي تقدم فيها سعد سمير ليسانده وهو ما لم يفعله شريف عبد الفضيل من الجهة الأخرى.

 

لم يشعر جمهور الأهلي بأي دور لأحمد صديق أو أحمد شديد في الهجوم وكأن واجباتهم كانت بالتوقف قبل خط الوسط وهو ما أدى لوقوع أبو تريكة في المراقبة الشديدة وأغلق على الأهلي صناعة اللعب من العمق والأجنحة ليصبح الأهلي مدافعاً "فقط".

 

إكرامي أنقذ مرماه من أكثر من كرة خطيرة ويلام في إحدى ركنيات الشوط الأول لخروجه الخاطيء وكادت تكلف الفريق هدفاً.

ولم نستطع فهم لماذا لم يبدأ البدري بشريف عبد الفضيل ظهير أيمن مع وجود فتحي بجانب حسام عاشور في الوسط وهو قادر على لعب دور الإرتكاز والجناح الأيمن مما كان سيجعل استغلال الثغرات خلف الظهير الأيسر لمازيمبي كبيرة.

 

سعد سمير قدم شوطاً جيداً وكان أفضل المدافعين في الشوط الأول واستعمل التحاماته وقوته البدنية وسرعته لايقاف مابوتو في أكثر من كرة ورغم الخسارة الا أن أداء سعد هو مكسب لدفاع الأهلي. وعلى الجهة الأخرى ظهر وائل جمعة صخرة دفاع الفريق بعيداً عن مستواه سواء للمركز الذي دفع به البدري أو لغياب المساندة من وسط الميدان مما جعل الواجبات مضاعفة.

 

الشوط الثاني

 

 

توقعنا البدء بحسام غالي ليصنع اللعب ويبدأ بإمداد لاعبي الوسط المهاجم بالكرات الا أن هذا لم يحدث واستمر الأداء سيء كما كان ليأتي الهدف الأول من الجهة اليمنى للأهلي بعد عرضية مابوتو والمخالفة الصريحة لعلي ساماتا التي تغاضى عنها الحكم ليستمر الإبداع التحكيمي الأفريقي في مفاجأة الجميع.

 

التبديل الأول كان صحيحاً في اختيار المستبدل مع خطأ إختيار البديل، حيث خرج أحمد صديق وشارك جدو ليكون بجوار دومينيك على أن يعود عبد الله السعيد لوسط الميدان وهي لم تفلح في تصحيح أي شيء في الأداء حيث استمر وسط الميدان غير متزن مع لاعب ارتكاز في مواجهة أربعة لاعبي وسط أقوياء والكثرة غلبت شجاعة "عاشور".

 

التغطية العكسية من الجنبين كانت سيئة للغاية ليحاول ظهيري القلب تغطية المساحة العكسية مما خلق ثغرة في وسط دفاع الأهلي ظهرت في الهدفين الأول والثاني استغلها القادمين من الخلف مع عدم عودة لاعبي خط وسط الأهلي للمساعدة في تأمين نصف الدائرة أمام منطقة الجزاء كما يظهر في الصورتين الآتيتين

 

 

 

عبد الله السعيد كان غائباً أو "تائهاً" لا يعرف متى يعود للدفاع والضغط من وسط الميدان ومتى ينتظر الهجمة المرتدة ولم يؤدي دوره الدفاعي أو الهجومي وهو ما شاركه فيه دومينيك أحد أسوأ لاعبي الأهلي في المباراة فبالمقارنة مع على ساماتا الذي كان يعود لخط الوسط ويقاتل على كل كرة وأنهك وسط الأهلي بمفرده وجدنا دومينيك بمفرده مع ثلاثة مدافعين لا يحاول استخلاص أي كرة أو الضغط مع وليد سليمان أو السعيد ليجبر مازيمبي على نقل الكرة تحت ضغط.

 

التبديل الثاني بنزول كونان بدلاً من دومينيك كان واجب الحدوث من أول الشوط الثاني الا أن كونان لم يكن أفضل من دومينيك بل على العكس فشل في استغلال كرة خطيرة لاحت له من أبو تريكة ليبقى الوضع على ما هو عليه.

 

 

مع التبديل الثالث الذي أعاد التوازن قليلاً لوسط الميدان بنزول حسام غالي واخراج تريكة وهو أيضاّ اختيار خاطيء لأن تركيز مازيمبي كان على الأجنحة وباضافة لاعبين عمق سيجبر لاعبي الجنب على دعم عمق وسط الميدان كما سيمنعهم من التقدم مع وجود لاعبين مهاريين في وسط الملعب بالاضافة الى استغلال الكرات العائدة من دفاع مازيمبي والتي لم تجد أحداً طوال الـ75 دقيقة الأولى من المباراة ليستغل حسام غالي إحداها ويسدد تسديدة كادت أن تهدي الأهلي هدفه المنتظر.

 

حسام البدري كان بحاجة لهدف من مباراة مازيمبي لأن 1-0 أو 1-1 أو 2-1 تهدي الصدارة للأهلي وتغنيه عن لقاء الترجي القوي ليبدأ بصن شاين أضعف فريق في نصف النهائي الا أن تفضيل البدري للتعادل واللعب الدفاعي أكمل على سلسلة عدم قدرة المدير الفني للأهلي في الفوز خارج أرضه وهو أمر ضروري للفريق الذي يسعى للفوز باللقب لأن "كثر الدق يفك اللحام" وأي دفاع قوي سيتم اختراقه بكثرة الضغط والمحاولات.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا