تحليل تشيلسي: قوة وثغرة وانتاجية .. جمعة وغالي وبركات!



من أسوأ الأمور في كرة القدم أن تبني رأيك في المنافس وفقاً للنتيجة بعد نهاية المباراة، البعض مثلاً قال أن تشيلسي هو أحد أقوى فرق القارة عندما فاز على الزمالك 3-2، وبعد الشوط الأول في مباراته مع مازيمبي قالوا أنه ضعيف لأنه خرج منه متأخراً 2-0، وعندما عاد في الشوط الثاني للتعادل قالوا أنه يلعب كالكبار وفرق المقدمة.

لذلك أرفض أن يقلل أحد من مستوى تشيلسي لمجرد أنه خسر من الأهلي بالأربعة، وذلك لأن الأهلي قدم مستوى قوي للغاية ومتماسك هجوماً ودفاعاً ولم يعبه إلا بعض الأمور البسيطة التي يمكن اجمالها في النقاط التالية.

1-      بدأ الأهلي المباراة فاتحاً جبهتين هجوميتين يميناً ويساراً معتمداً على وجود وليد سليمان أمام سيد معوض ومحمد بركات أمام شريف عبد الفضيل، فيما حصل عبد الله السعيد على حرية الحركة خلف كونان ولكنه مال كثيراً الى الجبهة اليسرى خاصة عندما قام البدري بنقل سليمان للجبهة اليمنى وبركات لليسرى، فكانت الجبهة اليسرى صاروخية بوجود بركات والسعيد مع معوض.

 

 

2-      المشكلة الأساسية التي واجهت النادي الأهلي أمام مازيمبي والزمالك كانت خسارة المدافعين لكل الالتحامات التي خاضوها مع مهاجمي المنافس (مبوتو في مازيمبي وسيسيه في الزمالك) ولكن ذلك الأمر لم يحدث في مباراة تشيلسي، حيث كانت عودة وائل جمعة للدفاع مصدر قوة كبيرة للفريق بعدما تدخل جمعة بخبرته في كل الكرات المشتركة مع ايمانويل كلوتي فمنعه من استلام الكرة دون ضغط، ويمكن ملاحظة عدم اكتفاء جمعة بالمراقبة البعيدة أو "التحليق" وقيامه بالضغط القوي من خلال الفيديو التالي.


وائل جمعة في مباراة الأهلي وتشيلسي by popopo56566

 

3-      أوسو كونان واجه مشكلة كبيرة خلال وجوده في خط هجوم النادي الأهلي، فالمهاجم الايفواري ظهر وكأنه غير معتاد على أن يلعب بمفرده في خط الهجوم، ففي المقاصة كان كونان يعتمد على وجود حسين حمدي أو سامح العيدروس أو أسامة حسني ليلعب من خلفهم، ولكن في الأهلي اعتمد عليه البدري كمهاجم رقم "9" يلعب بمفرده أمام السعيد وسليمان وبركات، وأثر ذلك عليه ولم يتمكن من القيام بذلك الدور على أكمل وجه.

 

4-      المشكلة التي واجهت النادي الأهلي للمباراة الثالثة على التوالي هي ضعف وسط الملعب بسبب غياب دور حسام غالي الدفاعي، والغريب هو أن يستمر مستوى غالي على هذا النهج للمباراة الثالثة على التوالي من حيث فقدان الكرة بمنتهى البساطة في وسط الملعب سواء بالتمريرات الخاطئة أو بمحاولات المراوغة السلبية والاحتفاظ بالكرة بلا داعي، وذلك وضع ضغوطاً ومجهوداً مضاعفاً على حسام عاشور الذي أصبح مجبراً على مواجهة خط وسط تشيلسي بمفرده مما أنهكه تماماً فظهرت اللقطة التي وقف فيها غالي وعاشور تماماً في وسط الملعب من فرط الانهاك، ويمكن متابعة أخطاء حسام غالي من خلال الفيديو التالي.


حسام غالي في مباراة الأهلي وتشيلسي by popopo56566

 

5-      تشيلسي حاول ضرب الأهلي باعتماده على السرعات الكبيرة التي يمتلكها ايمانويل كلوتي وعبد الباسط محمد وجوزيف بيساه، ولكن الأهلي لعب بعمق دفاعي معتمداً على تأخر خط دفاعه بضعة أمتار للخلف تحرم ثلاثي تشيلسي السريع من امكانية تلقي التمريرات الطولية خلف دفاع الأهلي يمكنهم استغلالها للوصول من خلالها لشباك شريف اكرامي، وذلك أمر يحسب لحسام البدري ولخبرة وائل جمعة وقوة محمد نجيب.

 

6-      واصل وليد سليمان تألقه للمباراة الثالثة على التوالي، والأمر الملفت بالنسبة لسليمان هو اهتمامه باللعب الايجابي والجماعي بشكل أفضل مما سبق حتى وإن كان مازال يعاني في بعض الأحيان من الفردية، ولكن ما يعيب وليد سليمان بحق هو عدم قدرته على استغلال سرعته خلال انطلاقاته من الجبهة اليمنى حين يضطر دائماً الى الوقوف ومحاولة العودة للخلف لتهيئة الكرة على قدمه اليسرى، ولو تمكن سليمان من الاعتماد على خارج قدمه اليسرى أو اللعب بالقدم اليمنى فسيتضاعف انتاجه في المباريات.

 

7-      ربما يرى الكثيرون أن محمد بركات لم يظهر في أفضل أحواله خلال المباراة، وذلك أمر حقيقي بالمقارنة بمستوى بركات الذي عرفته الجماهير، ولكن من حيث الانتاجية والأرقام يبقى محمد بركات أحد أصحاب العلامات الفارقة في المباراة بصناعته ثلاثة أهداف (كرة عرضية لنجيب في الهدف الثاني وتمريرتين لوليد سليمان في الهدفين الثاني والثالث) وهو رقم كبير وممتاز، وبالمقارنة بين محمد بركات ووليد سليمان مثلاً نجد سليمان أكثر ظهوراً خلال مجريات المباراة فسجل هدفين وصنع هدف بينما لم يظهر بركات كثيراً ولكنه صنع ثلاثة أهداف، وتلك هي طريقة اللاعبين الكبار الذين يعرفون كيف ومتى يلدغون المنافس.

 

8-      عندما خرج وائل جمعة مطروداً توقع الكثيرون أن يدفع البدري بأحمد صديق بدلاً من أحد ثلاثي المقدمة مع دخول شريف عبد الفضيل في قلب الدفاع، ولكن البدري فضل الاعتماد على بركات في مركز الظهير الأيمن وقد كان موفقاً في ذلك الاختيار بسبب الوعي والالتزام التكتيكي لبركات بالإضافة لإمكانية الاعتماد عليه ف يتغيير النتيجة خاصة وأن طرد جمعة جاء والنتيجة تشير لتقدم الأهلي بهدفين لهدف وهو ما كان يشير الى احتمالية وجود خطورة على نتيجة المباراة.

 

 

9-      نادراً ما كان النادي الأهلي يتميز بوجود كل هؤلاء اللاعبين أصحاب السرعات الكبيرة بين صفوفه، ولكن الأن يملك النادي الأهلي بركات وسليمان وجدو ودومينيك مما يمنحه أفضلية كبيرة لضرب خط دفاع المنافسين، وجدو ودومينيك تحديداً يمتلكان سرعات كبيرة ولكنها سرعات سلبية جداً إذا ما نظرنا الى مدى استغلالهما لها في ظل حالة الفردية التي انتابتهما وسعي كل منهما لاستغلال سرعته ليخدم نفسه فقط.

 

10-  التوقيت الذي دفع فيه البدري بتريزيجيه يشير الى معرفته بما يحتاج اليه الفريق في هذا التوقيت، فمع تسجيل وليد سليمان لرابع الأهداف ربما يطمع أي مدير فني للوصول الى شباك المنافس للمرة الخامسة والسادسة والسابعة، ولكن البدري اكتفى بهذا القدر وقرر اغلاق مناطق وسط الملعب على كلوتي وعبد الباسط والاعتماد على سرعات مهاجميه للوصول لمرمى المنافس وهو أمر ايجابي جداً.

 

نقطة أخيرة

الأن أصبح النادي الأهلي "نظرياً" أول المتأهلين الى الدور قبل النهائي بحصده النقاط الكاملة من ثلاث مباريات، وفي ذلك رسالة قوية الى كل المنافسين، ولكن رسالة التهديد الحقيقية لن تصل لـ"كبار القارة" إلا إذا عاد الأهلي من المباريات الخارجية بنتائج ايجابية، فالنقاط التسع حققها الأهلي جاءت من انتصاراته على ملعبه في القاهرة، وإن عاد الأهلي من غانا والكونغو بأربع نقاط فسيكون من الصعب على أي منافس في الدورين قبل النهائي والنهائي أن يواجهه بمعنويات مرتفعة، لذا فالكرة في ملعب الأهلي الذي عليه أن يختار إن كان يرغب في ادخال الرهبة في قلوب القارة أو التأهل والسلام!

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا