سياسة ولا رياضة ؟!



إنشغل الجميع وكل فئات وجماهير الشعب المختلفة بمتابعة الأخبار السياسية فى الفترة الأخيرة وهى الفترة الأهم فى حياة الشعب المصرى حاليا لأن الظروف التي مرت بها البلاد هى من أصعب فتراتها فى تاريخ مصرنا الحبيبة على الإطلاق مرورا بإنطلاق ثورة 25 يناير وبتنحي الرئيس السابق ومحاكمته وإنتخاب أول مجلس شعب وشورى دون تزوير وإنتهاءا بإنتخاب أول رئيس جمهورية لمصر منذ سبعة ألاف سنة.

 

وبكل تأكيد فقد حازت كل البرامج السياسية سواء الإخبارية منها أو الحوارية على إهتمام الجميع فى الفترة الأخيرة لمتابعة حال البلد وما تمر بها من ظروف هى الأصعب على الإطلاق ، ولكن الغريب هو إهتمام البرامج الرياضية بالأخبار السياسية وربما يكون هذا الأمر منطقي من حيث كون الإهتمام بصالح البلد وما يدور فيها من أحداث ولكن الأكثر غرابة والمثير للدهشة هو أن يدلى كل مقدم برامج رياضية بدلوه فى حال البلد ورأيه الشخصي تجاه العديد من الأمور السياسية مدعما وجه نظره ببعض المداخلات الهاتفية المفبركة وكذلك الرسائل النصية الموجهة !

 

ولهذا سألت نفسي سؤال لماذا لا تتحدث البرامج الفنية مثلا عن الأخبار السياسية ويظهر مقدميها ليتحدثوا عن حال البلد وكذلك البرامج الإقتصادية وما إلى غير ذلك ، بل وتابعت العديد من البرامج فى كل الفضائيات لفترات مختلفة لأجد أن كل الإعلاميين الرياضيين بدون إستثناء هم فقط من يحدثون عن الأخبار السياسية بل ويبدأ أحدهم برنامجه بشكل يومي بعرض إنجازات الداخلية فى القبض على المجرمين وتجار المخدرات !

 

 لماذا لا يرجع الحال كما كنا عليه سابقا وهو أن يدلى كل فرد منا برأيه فى حدود تعليمه وفى حدود إمكانياته ومؤهلاته فتكون البرامج الرياضية فقط لأخبار الرياضة وما هو له علاقة فقط بالرياضة وبما تتأثر به وأن تكون برامج السياسة للسياسة وأن يتحدث كل إعلامي فيما يفهم فيه فقط ولكن بكل أسف فهو أمر صعب عليهم بكل تأكيد .

 

ولماذا لا يصبح لكل فرد منا حرية المشاهدة سواء على البرامج السياسية أو الرياضة أو الدينية أو الفنية أو الإجتماعية دون تداخل مع كامل إقتناعى بوجود بعض الأمور المشتركة ولكن ليس بهذا الإسفاف لأن بلا شك إنشغال الجميع بأمور البلاد السياسية أبعد الجميع عن متابعة البرامج الرياضية وعن متابعة أخبار الفريق المصرية.

 

والأمر الغريب للغاية هو قلة إهتمام الجميع بأخبار الكرة فى مصر وهل كانت الكرة بكل أخبارها هى مجرد وسيلة للنظام البائد لإلهاء الشعب عن ما يحدث فى البلاد وبالتالي فقد فاق الجميع بعد الثورة وأخذت الكرة إهتمامها الحقيقي من الجماهير بل ولم تصبح فى المرتبة الأولى من إهتمام حتى الرياضيين أنفسهم ، وربما تذكرت تعليقا لأحد أصدقائي قائلا بأنه قد إشتقنا عندما كنا مقسمين فقط بين أهلي وزمالك ولكن أصبحنا الآن مقسمين أكثر من عدد فرق الدوري الممتاز نفسه  بلا دوري من الأساس !

 

ما نحن فيه الآن من إهتمام مباشر بحال البلاد وبالأخبار السياسية هو أمر طبيعي ولكن إهتمامنا بالرياضة والكرة المصرية على وجه الخصوص هو الأمر الذى أصبح بالغريب علينا لدرجة أن المنتخب المصرى فشل فى مجرد الوصول للتصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية دون أى ضجة أو إهتمام إعلامي مبالغ فيه كما كانت العادة سابقا مع أى إخفاق للمنتخب لدرجة أن البعض أعتقد بأن الهزيمة من أفريقيا الوسطى كانت ضمن مباريات المجموعة المؤهلة للوصول لكأس الأمم ولم يعرفوا بأننا لم نتأهل للتصفيات من الأساس !

 

وفى النهاية أعتقد بأنه من الطبيعي أن نعطى كل شيء حقه وألا نبالغ فى إهتمامنا بالأمر مهما كانت ومن الطبيعي أن ننشغل بأخبار البلد السياسية ولكن ليس من الطبيعي أن يتحدث النقاد والإعلاميين الرياضيين فى السياسة بهذه الدرجة وبهذا الشكل الفج وأيضا ليس من الطبيعي عدم الإهتمام بمتابعة أحوال الرياضة المصرية لهذه الدرجة سواء من الإعلام أو حتى الشعب نفسه !

 

لمراسلة الكاتب على الفيسبووك

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا