المدرج "جنون وسجن" يرويه تاريخ 5 سنوات



شهدت مباراة الأهلي وانبي في بطولة الدوري المصري الممتاز لموسم 2006 – 2007 ظهور أقوى المجموعات المنظمة في مصر وهي مجموعة الأولتراس حسث فوجئ متابعي هذه المباراة بالعشرات من الجماهير اللذين اتخذوا مدرج الدرجة الثالثة مكاناً لهم ولم يتوقفوا عن التشجيع لمدة 90 دقيقة كاملة.

 

وها هي المجموعة اليوم تكمل عامها الخامس ، ولكن هذا هو العام الأسوء أو بمعنى أخر من الممكن ان نسميه بالعام الأسود ، بعدما فقد الأولتراس 74 شخصاً من أصدقائهم وأخواتهم .

 

خلال الخمس سنوات السابقة عاش أعضاء أولتراس أهلاوي العديد من اللحظات التي لا تنسى ، سواء كانت لحظات فرح أو حزن ، لحظات شعروا فيها بالفخر وأحياناً الانكسار .

 

خمسة سنوات من الشجاعة والفكر والمقاومة والرجولة والتحدي والنضال والانتماء الكامل للكيان ، كانوا يملكون سلاحاً واحداً فقط وهو العقلية .

 

خمسة سنوات كاملة من الابداع ، حيث أنه اول جروب مصري في التاريخ يقوم بعمل دخلة كاملة من الجلاد ، كما انهم لم يقفوا عند هذا الحد بل طوروا من نفسهم بشكل كبير حتى رأينا دخلات مذهلة في الفترة الأخيرة ولعل ابرزها دخلة "النسر" الشهيرة بالاضافة الى دخلة مباراة الترجي "الحرية للأولتراس" ومع ذلك كان مبدأهم هو انكار الذات والعمل فقط على رفع اسم المجموعة .

 

 

سافروا وراء فريقهم في كل مكان ورفعوا شعاراً جديداً في التشجيع وهو "وراك فين ما بتروح" ليكون أولتراس أهلاوي اكبر جروب يخرج منه مشجعين وراء فريقهم داخل وخارج مصر في كل مباريات الأهلي .

 

أطلقوا أغاني رائعة تعبر عن مدى عظمة فكرهم ، سواء كانت هتافات لتشجيع اللاعبين أو أغاني تعبر عن مدى عشقهم للكيان الأحمر ووصولا لمجموعة كبيرة جدا من الأغاني التي تدل على اخلاصهم لناديهم لربطهم فيها توقفهم عن التشجيع بالموت .

 

الابداع لم يتوقف عند الدخلات والأغاني ولكنهم ساهموا بشكل كبير في نشر فن الجرافيتي في الشارع المصري وذلك بالعديد من الرسومات الرائعة في شوارع مصر من أجل توعية المواطن البسيط ومحاولة ايصال أفكارهم له في كل مكان حتى في الشوارع .

 

ومع كل ذلك فان حياتهم لم تخلوا من المشكلات ، وقام العديد والعديد من المسئولين والاعلاميين بمحاربتهم على مدار السنين ، فقط لأنهم مجموعة من الشباب الواعي والباحث عن الحرية .

 

حاربهم الاعلام وتسببوا في هجوم الشعب عليهم في الماضي ولكنهم استمروا رغماً عن أنف الحاقدين ، حاربتهم الشرطة كثيراً وكثيراً ورفضوا دخولهم الى المدرج في أوقات وأوقات كانوا يرفضون دخول متعلقاتهم من رسائل ويافطات وغيرها من المتعلقات ، لماذا كل هذا ؟؟ الاجابة لا نعلم .

 

شباب من ارقى طبقات المجتمع ويدرسون بكليات القمة تمت اهانتهم في العديد من المواقف وتم القبض عليهم كثيراً بسبب تشجيعهم للكرة ، كل هذا كان على مدار خمس سنوات من الظلم والقهر حتى جائت الفاجعة الكبرى في الأول من فبراير الماضي في بورسعيد ورحل العديد من محبي الأهلي عن الدنيا غدراً ، رحلوا وذنبهم الوحيد هو أنهم أمنوا بالعقلية التي ترفض القهر .

 

كل ما نستطيع قوله الأن لرجال أولتراس أهلاوي هو أن هناك خمس سنوات قد مضت ، ولكن يجب أن يكون القادم أفضل لأنه في بدايتكم كنتم عبارة عن عشرات من المشجعين أما الان أنتم عشرات الألاف ويحملكم المجتمع أمانة كبيرة من أجل الخروج بالبلاد الى الأمان حيث أنكم أمل مصر الوحيد في هذه الفترة .

 

للتواصل مع الكاتب

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا