تحليل المباراة: مهارات كتالونية تحقق المقولة التونسية عن الأهلي قبل ودية البايرن



 لم اكن وقتها قد بلغت العاشرة حين وصلت مصر لكأس العالم وكانت قدماي الصغيرتين تسارع الخطي كي الحق بمباريات اي سي ميلان الايطالي بعدما قرر التليفزيون المصري عرض بعض المباريات المسجلة لهذا الفريق الذي يلعب فيه مثلث الرعب الهولندي الشهير ( ماركو فان باستن و رود خولييت وفرانك ريكارد) والذي سيواجهه ابناء الجوهري في افتتاح مباريات الفراعنة في كاس العالم

كنا تقريبا في نفس هذه الايام منذ ما يزيد عن عشرين عاما ونفس الشموع التي تعطي للملعب شكلا كرنفاليا عالميا تغطي اجواء الملعب بشكل لا يؤذي مثل الشماريخ كانت جماهير الروسونيري .. اقصد جماهير اي سي ميلان تقوم باشعالها في ستاد سان سيرو الشهير حتي باتت جزء لا يتجزأ من كيان هذا النادي ومنها صار هذا الملعب مقترنا بالشموع حتي عندما اصدرت شركة EA SPORT نسخة كرة القدم المعروفة باسم FIFA 1998 كان اختيارك لهذا الملعب وانت تلعب يعني ان تري هذه الاجواء بمجرد اختيارك لللعب في هذا الملعب

كانت هذه المقدمة ضرورية لاعطاء جماهير الاهلي حقها في الدخول المتميز لها امس والذي ذكرني بالاجواء الايطالية عندما كنت صغيرا ومثلما كان حضور الجماهير مميز من ناحية دخلتها امس كان الاهلي عند حسن ظن جماهيره امس حتي تكتمل الاجواء الايطالية بالمهارة الكتالونية

وجدي بوعزي .. والمقولة التونسية

·         كثيرون باتوا يعرفون اللاعب التونسي وجدي بوعزي لاعب الترجي لاتونسي وافضل لاعبيه تكتيكيا ومهاريا على الاطلاق والذي كثيرا ما تحدث عن الاهلي وقال ان الاهلي نادي اورؤبي يلعب في القارة الافريقية وربما كان يقصد النظام والاحترافية في تعامل الاهلي مع لاعبيه ولكن المقولة باتت لا تتجزأ بعد رؤية الاهلي امس في مباراته امام الجيش بداية من الجماهير ونهاية بالاداء الممتع السلس والذي اقترن بخطة كتالونية بحته

اين السر ؟

·         قبل ان نشرع في الكتابة عن فنيات اللقاء لا بد ان نعرف اين السر والذي حاول الكثيرون امس معرفته حول اداء الاهلي والاجابة ببساطة ... ( ازالة الضغوط النفسية )

·         يبدو ان هذا التحليل وجب عليه الرجوع للماضي فيما يقرب من العشرين عاما لعب اي سي ميلان الايطالي والشهير بتحفظه الهجومي امام برشلونة المكتسح لكافة فرق اوربا بطابع هجومي خيالي في نهائي دوري ابطال اوربا بنسخته القديمة وكان الجميع يرشح الفريق الكتالوني للفوز باللقب ولكن المباراة تحولت لكابوس بعد خسارة البرسا برباعية نظيفة وعندما سؤل المدير الفني لميلان اريجو ساكي حول سر اداء الروسونيري في هذه المباراة قال ببساطة .. ازالة الضغوط النفسية

·         بدا جوزيه معتمدا على 3-3-3-1 بوجود غالي والسيد وجمعة ثم فتحي وعاشور وشديد امامهم الثلاثي تريو وسليمان والسعيد ثم جدو وهذا كان نظريا فقط اما فاروق جعفر فقد خيب توقعاتي الشخصية بانه سيلعب برباعي دفاعي او على الاقل خماسي يتقدم احد منهم دائما لخط الوسط ولكنه استقر على اللعب ب 3-4-2-1

·         الفارق بين ابخس نادي حقه بمقولة ان خصمه كان خارج مستواه وبين انه اكتسح بالفعل منافسه شعرة دقيقة لا يشعر بها الا القليلون لذا فمثلما ننتقد الاهلي عندما يكون مقصرا لابد ان نشيد به ونعطيه حقه عندما يكون متميزا وهو ما لم تقم به الاستوديوهات التحليلة امس فتحدثت وكأن السبب الاساسي في هذا الاداء كان تراجع مستوي فريق الجيش فقط او ان الهدفين المبكرين ساهما في هذا الاداء الراقي

·         ربما كان السبب الثاني سببا ولكنه ليس سببا رئيسيا اما السبب الاول فغير مقنع بدليل ان الجيش حاول الوصول كثيرا لمرمي الاهلي في الشوط الاول ولكنه فشل في ايجاد خطورة باستثناء كرة اصطدام اكرامي بغالي واعتبرها اخطر فرص الجيش طوال المباراة

·         الهدفين المبكرين سببا في احداث تفوق الاهلي .. كم من مرة تفوق فيها الاهلي بهدفين مبكرين وما لبث ان تراجع مستواه والدليل عادة اللاعب المصري الذي يركن للهدوء الا ان اداء الاهلي امس قبل وبعد الهدفين يجهض هذه المقولة ايضا

المهارات الكتالونية تتحدث

·         اولي لمحات خطة برشلونة امس كانت في تواجد جدو كمهاجم المفترض انه صريح ولكنه كان يتواجد على الاجناب بحرية تناسب اسلوب لعبه الحر وفي نفس الوقت كان هذا المركز يملأ اما بتريكة او سليمان او بالسعيد مما اعطي ديناميكية الحركة

·         ثاني اللمحات كانت في تواجد وائل جمعة اغلب الوقت عندما يكون صلاح امين ناحية اليسار ( امام احمد السيد ) بعد خط منتصف الاهلي وبذلك اعطي احمد فتحي الحرية التامة في الانطلاق الجميل ليس في ذلك بل كان في النقطة القادمة

·         احمد شديد قناوي .. تواجده المستمر في منطقة الهجوم واستلامه للعرضيات التي يرسلها فتحي بقوة زائدة او يقوم دفاع الجيش بتشتيتها كان هو قمة التالق الخططي لاداء الاهلي لانك بذلك طبقت باحترافية كيف تلعب بثلاثي خلفي دون نقص في الامداد الهجومي وهو ما قمنا بتحليله سابقا

·         نزول شوقي بديلا لحسام عاشور المصاب اكمل المهارات التكتيكة فشوقي لديه نزعة هجومية اكبر من عاشور في نفس الوقت لا يقل عنه دفاعيا الا قليلا فزادت عناصر الدفع الهجومي في الاهلي وساعده بنيانه القوي على المرور لمنطقة الثلث الاخير لدفاع الجيش بدون مشاكل

·         دائما ما كنا ننتظر من لاعبي الاهلي التحرك حتي يتم استلام الكرات في مساحات حتي تكون رقابتهم اصعب وكان مربط الحديث ان يكون التحرك جماعي او الضغط جماعي اي ان كلمة الجماعية كانت هي مربط الفرس وهو ما شاهدناه امس

·         لا اعرف بالضبط كم الاخطاء التي احتسبت ضد الاهلي قبل ان يحرز فتحي هدف التقدم ولكني اجزم بانه الاقل على الاطلاق منذ مجىء جوزيه فضغط الفريق في مباراة الامس كان يجبر المنافس علي تشتيت الكرة او على ان يرسلها للاعبي الاهلي دون ان يشعر وكان هذا عن الطريق الغضط الجماعي والذي ما لبث ان تحول الي ضغط من اثنين من لاعبي الاهلي ضد لاعب من طلائع الجيش

·         عندما تستطيع كفريق تنفيذ كل ما سبق يعني انك بت تمتلك لياقة بدنية عاليه تسمح لك بتنفيذ  كل ما يطلبه منك المدرب والذي ساهم في اكمال الانسجام بعدم تغييره لخطة اللعب حتي بعد التقدم بثلاثية نظيفة

·         يبدو اني مضطرا لاخذ بعض مقتطفات تحليل مباراة المحلة فقديما عندما كان الاهلي يتقدم ولو بهدف كان دكتور مانويل ( الدفاعي )يقوم باضافة لاعب وسط مدافع الي اللاعبين الموجودين اصلا او اللاعب الوحيد اذا كان يلعب ولكن يبدو ان جينات مسترجوزيه ( الهجومية ) باتت هي المسيطرة على المدير الفني للاهلي .. المهم ان الساحر البرتغالي لم يغير ابدا من طريقته في تغييراته فاخرج تريكة وجدو ولعب بركات وجونيور

·         اخيرا لمسات الفريق الجمالية اعطت للفريق شكلا متميزا خاصة وهم يتناقلون الكرة بالقرب من منطقة الجزاء ينقص الفريق فقط الا يقفوا ابدا الا والكرة داخل الشباك ففي اغلب الهجمات لو تحرك اللاعبون حتي اخر رمق لغير اللاعب مالك الكرة من تفكيره في اللحظة الاخيرة تماما مثل كرة المباراة والتي ساتناولها في النقطة الاخيرة من التحليل

·         النقطة الاخيرة او كرة المباراة .. كرة يتسلمها جدو من ناحية اليسار ويقوم بالدوران حول الكرة لتصبح على يمينه وهو مستعد للتسجيل ومع خروج الحارس يقرر تغير تفكيرة ويرسلها عرضية لوليد سليمان الذي يطير بجسده ولكنه لم يلحق بالكرة .. تنفيذ جدو لهذه الكرة يذكرني بجانشير خان لاعب الاسكواش الاسطوري في التسعينات والذي كان يقوم بالتمويه على ان سيسدد الكرة بقوة في اخر الملعب وما يلبث في اخر لحظة الا ان يلعب الكرة DROP SHOOT

للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا