تحليل الداخلية: هل تُغني الثلاثية عن تفسير ثغرة الوسط وانتظار تعاطف الكرة؟



اعتبر الكثيرون أن النادي الأهلي يلعب بشكل هزيل أمام الجونة وبتروجيت لأنه تعادل مع الفريقين، وهؤلاء ربطوا النتيجة بالأداء لتكوين رأيهم الفني، بينما اعتبر البعض أن الأهلي لو كان قد سجل هدفاً واحداً في المباراتين المذكورتين لتحول الأداء السلبي الى فاعلية هجومية.

 

ولكن في فوز الأهلي على الداخلية بالثلاثة، اتفق الجميع على أن النادي الأهلي كان سيئاً رغم النتيجة التي تبدو كبيرة، وهو أمر صحيح لأن المستوى الفني للأهلي كان ضعيفاً سواء على الجانب الفردي أو الجماعي، ويمكن تلخيص الأمر في النقاط التالية

1-      بدأ الأهلي المباراة بنفس الطريقة التي لعب بها الشوط الثاني من مباراة الاتحاد السكندري بوجود رامي ربيعة وجمعة والعش في الدفاع مع تثبيت شديد وفتحي على الطرفين، ودفع جوزيه بحسام غالي في مركز لاعب الوسط المدافع مع وجود عبد الله السعيد ووليد سليمان أمام فتحي وشديد وفي الهجوم السيد حمدي وعماد متعب.

 

2-      لم يشفع لعبد الله السعيد تألقه في مباراة الاتحاد السكندري عندما حصل على حرية الحركة في الملعب، فأعاد جوزيه تقييده في الجانب الأيمن أمام أحمد فتحي مما أدى الى ظهوره بشكل أقل من المتوسط مع الأخذ في الاعتبار أن اللاعب لم يكن في أفضل أحواله الفنية.

 

3-      حاول رامي ربيعة أن يعتمد على مصيدة التسلل لكسر هجمات الداخلية كما حدث في المباريات السابقة، ولكن ربما لم تُسعفه قلة خبرة أحمد العش الذي قام بعمل العمق الدفاعي بشكل خاطيء في بعض الأحيان مما وضع دفاع الأهلي في وضعيات دفاعية غير مناسبة وزادت من سهولة مهمة مهاجمي الداخلية.

 

4-      لعب الداخلية بطريقة 4-4-2 التي تعتمد على اغلاق الطرفين، ولكن علاء عبد العال المدير الفني للفريق اعتمد على زيادة الكثافة في وسط الملعب وهو ما منح ظهيري الأهلي – فتحي وشديد – الكثير من المساحات التي يمكنهما الانطلاق فيها حتى أن أول محطة يصطدمان فيها بظهيري الداخلية كانت حدود منطقة جزاء المنافس، ورغم ذلك لم يستفد الأهلي من تلك المساحات لغياب الكرات العرضية وعدم دقتها.

 

5-      المشكلة الأساسية التي واجهت النادي الأهلي كانت في ميول حسام غالي الهجومية رغم المهام الدفاعية البحتة لمركزه كلاعب وسط مدافع في طريقة مانويل جوزيه، وأدت مساهمات غالي الهجومية وخسارته للكرة في وسط الملعب الى ترك مساحات شاغرة في وسط الملعب صنعت ثغرة كبيرة استفاد منها الغيني الموهوب لاما كوني وأحمد تمساح، وبالتالي وجد وائل جمعة نفسه مجبراً في كثير من الأحيان على التقدم لوسط الملعب لمحاولة سد الفراغ المتواجد في الوسط مما أدى الى ثغرة جديدة في الدفاع صنعت أكثر من فرصة للداخلية

 

شاهد الفيديو اعداد\ محمد عزت

 

 

6-      ربما تكون أبرز النقاط الايجابية للنادي الأهلي هي ظهور بدايات ملامح الانسجام بين عماد متعب والسيد حمدي، وهو أمر افتقده الفريق بأن يمتلك ثنائي هجومي قادر على صنع الخطورة بتحركاته المنسجمة.

 

7-      حاول مانويل جوزيه علاج الثغرة المتواجدة في وسط الملعب بالدفع بمعتز اينو بدلاً من عبد الله السعيد ليلعب بجوار حسام غالي كثنائي ارتكاز، ولكن لم ينجح الثنائي في فرض السيطرة على وسط الملعب بسبب اهتمامهما بارسال الكرات الطولية غير المتقنة الى متعب وحمدي أو تبادل الكرات القصيرة بينهما مما أدى الى حرمان الأهلي من ميزة زيادة الدعم في وسط الملعب، كما أن استمرار وليد سليمان في الجانب الأيسر بدلاً من منحه حرية الحركة جعل الملعب يميل للجانب الأيسر دون تشكيل خطورة حقيقية.

 

 

8-      خسر مانويل جوزيه أخر فرصة للسيطرة على المباراة عندما دفع بدومينيك دا سيلفا بدلاً من وليد سليمان ليكرر ما حدث في مباراة الجونة بوجود مثلث هجومي في قلب دفاع المنافس وثنائي ارتكاز في وسط الملعب دون أن يتواجد من يتمكن من القيام بدور حلقة الوصل بينهما، ووليد سليمان كان الأمل الأخير للقيام بهذا الدور إلا إذا كان جوزيه ينوي الدفع بأبو تريكة، ولكن البرتغالي قرر الدفع بجونيور في أخر تغييراته فتأكد عودة الجزر المنفصلة التي لا تجد ما يربطها.

 

9-      مع اصابة دومينيك وخروجه من الملعب عانى الأهلي من استحالة وصول الكرات الى الجانب الهجومي لمباغتة دفاع الداخلية رغم وجود مساحات فارغة كبيرة جداً، ولكن غياب حلقة الوصل بين خطي الوسط والهجوم وانعدام الانسجام بين متعب وجونيور أجبرا الأهلي على الاكتفاء بدور المدافع لحين انتهاء المباراة.

 

10-  عانى دفاع الأهلي من حالة من الارتباك غير المسبوق، فرامي ربيعة لعب بثقة زائدة عن الحد والعش لم تُسعفه خبرته الضعيفة وتمكن الارهاق والارتباك من جمعة ليظهر الفريق بشكل مهلهل دفاعياً، وكان أغرب ما في الأمر أن يلعب الأهلي بليبرو بينما يتمكن أحمد تمساح وحمادة يحيى ولاما من ضرب الفريق بالكرات البينية التي تضع المهاجم وجهاً لوجه أمام شريف اكرامي، وهذا أمر في غاية الخطورة لأنه من غير المنطقي أن ينفرد فريق في خمس هجمات بمرمى الأهلي وهو يلعب بعمق دفاعي صريح بوجود ليبرو.

نقطة أخيرة

أهم ما في فوز الأهلي على الداخلية هو تغيير العادة في المباريات الأخيرة، فالأهلي أمام الحرس والجونة وبتروجيت وصل لمرمى المنافس في عدد كبير من الفرص ولم يسجل سوى أربعة أهداف، وفي المقابل لم تصل لمرماه سوى أربع هجمات لتسكن شباكه ثلاثة أهداف، ولكن أمام الداخلية وصل الأهلي لمرمى المنافس في أربع لقطات ليسجل ثلاثة أهداف بينما واجه شريف اكرامي الخطورة في خمس فرص محققة ولم يسكن شباكه سوى هدف وحيد، وبقدر ايجابية الأمر إلا أنه ناقوس خطر لأنه يعني أن الكرة تعاطفت مع الأهلي أمام الداخلية، ومن يعتمد على تعاطف كرة القدم لا يمكن أن يفوز للأبد.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا