تحليل الجونة: قيود مصحوبة بلعبة شطرنج عشوائية .. فكيف يمكن أن يفوز الأهلي؟



أن يتعادل الأهلي في مباراة هو أمر طبيعي، ولكن أن يلعب الفريق المباراة العاشرة هذا الموسم فيقول المحللون بعد كل لقاء: هذا أسوأ شوط للنادي الأهلي، فالأمر بالتأكيد ليس طبيعياً.

 

الأهلي أمام الجونة ظهر بمستوى فني ضعيف للغاية، ويقع الجزء الأكبر من اللوم على البرتغالي مانويل جوزيه الذي واصل الاعتماد على طريقة 4-1-2-2-1، ولكنه لعب مباراة شطرنجية قبل أن يبدأ اللقاء دون أي مبرر، ويمكن تلخيص الأمر في النقاط التالية.

الشوط الأول

بدأ جوزيه المباراة معتمداً على نفس التشكيل الذي لعب به مباراة بتروجيت، ولكن مستبدلاً وليد سليمان المصاب بمحمد ناجي جدو، ومع هذا التغيير اليتيم أجرى جوزيه أربعة تغييرات شطرنجية في الملعب لا مبرر لها.

أول تغييرين شطرنجيين لجوزيه كانا في الدفع بحسام غالي كجناح مدافع أيسر أمام سيد معوض وتغيير موقع عبد الله السعيد ليلعب كجناح مدافع أيمن أمام أحمد فتحي، وهو تغيير لا مبرر له بعد أن لعب غالي في الجانب الأيمن في مباراتي الحرس وبتروجيت، وبالتالي فلا يوجد ما يدعو لتغيير مركزه من الجانب الأيمن للأيسر وكان الأفضل أن يلعب السعيد أمام معوض في الجانب الأيسر ويبقى غالي في مكانه في اليمين خاصة أن تواجد السعيد بجوار معوض سيصنع جبهة قوية لتوافق أسلوب لعب الثنائي.

 

أما التغييران الثالث والرابع فكانا بالدفع بمحمد ناجي جدو خلف عماد متعب وأبو تريكة، والأخير لعب في المقدمة بجوار عماد متعب، وهما تغييران لا مبرر لهما، فالموقع الأفضل لجدو في الملعب هو بجوار المهاجم الأساسي بينما يجيد أبو تريكة خلف المهاجمين، لذا فبدلاً من أن يضع جوزيه كل لاعب في المركز الذي يجيد فيه قام بتغيير موقعيهما ليتضرر الفريق من كل تلك التغييرات.

فرض مانويل جوزيه قيوداً غير محدودة على لاعبي فريقه وخاصة الظهيرين أحمد فتحي وسيد معوض، والأخير أجبره على الالتزام بالجانب الدفاعي فأصبح مدافعاً ثالثاً بجوار وائل جمعة ومحمد نجيب، فبدا الأهلي وكأنه عاد ليلعب بثلاثة مدافعين ولكن بدون ليبرو!

هناك نوعيات من اللاعبين الذين يجب منحهم الحرية وعدم فرض قيود تمنعهم من استغلال موهبتهم لمصلحة الفريق، وعبد الله السعيد هو أول وأهم هؤلاء اللاعبين من ضمن مجموعة النجوم المتواجدة في النادي الأهلي، وربما لو منح جوزيه لعبد الله السعيد الحرية التي منحها لجدو خلال وجوده في الملعب لعاد الأمر بالمزيد من النفع على الأهلي.

من الغرائب التي لجأ اليها مانويل جوزيه هي اشراك أحمد شديد في مباراة بتروجيت ثم استبعاده من لقاء الجونة، ونفس الأمر ينطبق على السيد حمدي الذي جلس على الدكة ولم يلعب أمام الجونة رغم مشاركته أمام بتروجيت، والأغرب كان استبعاد دومينيك تماماً من مباراة بتروجيت ثم اشراكه أمام الجونة، وكلها أمور تشير الى حالة من الارتباك التي تلازم مانويل جوزيه في اختياراته والتي تتسبب في زيادة التوتر لدى اللاعبين لعدم معرفتهم لموقفهم من المشاركة مع الفريق.

الشوط الثاني

 

عانى الأهلي في الشوط الثاني من المساحات الشاسعة المتواجدة بين خطوطه الثلاثة، فجمعة ونجيب وفتحي ومعوض يلعبون على حدود منطقة جزاء شريف اكرامي بدلاً من التقدم عشرة أمتار للأمام للضغط على الجونة، وربما كان ذلك خوفاً من سرعات عمران وبوبا ولكنه في النهاية منح الجونة الفرصة في السيطرة على وسط الملعب بعدما واجه محمد شوقي بمفرده صامويل أوكران وعاشور الأدهم ونور السيد، وساهم في سهولة مهمة الجونة اندفاع متعب وجدو وتريكة الى الأمام لتزداد المساحات الشاغرة في الملعب والتي صبّت بالطبع في مصلحة الجونة.

عندما قرر جوزيه اجراء تغييرات على التشكيل قرر الدفاع بدومينيك وجونيور بدلاً من أبو تريكة وجدو، فلعب الثنائي بجوار متعب على خط واحد منتظرين التمريرات الطويلة القادمة من الخلف للأمام لضرب دفاع الجونة المتقدم، ولكن افتقاد متعب وجونيور للسرعات مع عشوائية دومينيك وغياب التمريرات المتقنة من لاعبي الوسط جعل أسلوب اللعب سيء للغاية.

في الوقت الذي لعب فيه جونيور ودومينيك ومتعب في الهجوم على خط واحد واصل جوزيه وضع قيوده على عبد الله السعيد بإجباره على اللعب أمام أحمد فتحي في الجانب الأيمن، وهو أمر غريب وغير مفهوم حيث كان المنطقي هو أن يحصل السعيد على حريته في وسط الملعب كصانع ألعاب خلف ثلاثي الهجوم لإستغلال قدرته على التمرير السليم واللعب من قلب الملعب.

عشوائية التبديلات

قمة العشوائية في التغييرات ظهرت عندما قرر جوزيه الدفع بحسام عاشور بدلاً من حسام غالي، فجوزيه لم يدفع بعاشور ليلعب في مركزه الطبيعي كلاعب ارتكاز ثاني بجوار شوقي، بل دفع به لتنفيذ نفس المهام التي كان غالي مكلفاً بها أي جناح مدافع أيسر، وهو مركز لم يلعب فيه عاشور طوال حياته ولا يملك امكانيات شغله، كما أن الأسوأ من كل ذلك هو أن عاشور عائد من راحة سلبية لمدة عشرة أيام قبل أن يتم استبعاده من المشاركة في مباراتي الحرس وبتروجيت، وبالتالي فاللاعب يلعب مباراته الأولى هذا الموسم أمام الجونة لذا ظهر بشكل غير لائق بدنياً وهو أمر لا ذنب فيه لعاشور.

نقطة أخيرة

 رغم أن كل النقاط الماضية ترتبط فيها الأخطاء بقرارات مانويل جوزيه، إلا أن النادي الأهلي افتقد الى أهم ما كان يميزه على مدار سنوات طويلة، روح الفانلة الحمراء، فمع ظروف أسوأ من تلك ومع لاعبين أسوأ من هؤلاء كان الأهلي يفوز، والفوز كان سببه روح الفانلة الحمراء فقط، ولكن أمام الجونة ظهر شبح الأهلي مرتدياً الفانلة الحمراء وتاركاً الروح خارج الملعب.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا