تحليل الحرس: هل تدعم قدرات مهاجمو الأهلي الدفاعية مغامرة لاعب الارتكاز الوحيد؟



انتظر الكثيرون اليوم الذي يقرر فيه البرتغالي مانويل جوزيه الغاء مركز الليبرو من حساباته للإستفادة بلاعب اضافي في وسط الملعب، وجاء اليوم الذي اتخذ فيه القرار ولكنه لم يكتف فقط بإلغاء الليبرو.

ومع الوصف الذي أسماه المحللون لطريقة لعب جوزيه بأنها 4-2-3-1 إلا أنها تبدو أقرب الى 4-1-2-2-1، حيث لم يعتمد جوزيه على حسام غالي في مركزه المعتاد كلاعب ارتكاز.

فالأهلي لعب معتمداً على وجود لاعب ارتكاز مدافع وحيد هو محمد شوقي، بينما يلعب حسام غالي كجناح مدافع أيمن أمام أحمد فتحي وفي الجهة المقابلة وليد سليمان أمام سيد معوض، وفي الوسط الهجومي يتواجد فابيو جونيور وعبد الله السعيد خلف عماد متعب المهاجم الوحيد.

الفكرة فيما لجأ اليه مانويل جوزيه هي أنه لم يكتف بأن قام بوضع الليبرو في وسط الملعب لصنع الكثافة العددية، بل قرر أن يلعب بطريقة تحمل كل المجازفة الهجومية التي تتنافى تماماً مع قناعاته، أو ما كنا نظنها قناعاته، من أنه يرفض المجازفة الهجومية ويفضل التأمين الدفاعي بالليبرو وثنائي الارتكاز – واحياناً ثلاثي – من أجل الوصول الى مرمى المنافس.

ولكن كيف لعب مانويل جوزيه بهذه الطريقة الهجومية التي تضم خمسة عناصر هجومية دون أن نشعر بوصول الحرس الى مرمى شريف اكرامي كثيراً؟ ذلك الأمر يمكن تفسيره في النقاط التالية

1-      الاعتماد على وجود جناحين دفاعيين في الطرفين الأيمن والأيسر أجبر ظهيري حرس الحدود على الالتزام بالجانب الدفاعي فقط، فلم نجد مواجهات مباشرة بين عبد الرحمن فاروق وسيد معوض أو بين اسلام رمضان وأحمد فتحي لأنهما مجبران على الدفاع لتفادي ضرب دفاع الحرس من خلفهما.

 

2-      التزام اسلام رمضان بالجانب الدفاعي أجبر أحمد عيد عبد الملك على أن يبقى منفرداً في مواجهة أحمد فتحي، والأخير لم يجد صعوبة في مراقبة عيد لأنه كان منعزلاً عن باقي لاعبي الحرس بينما يجد فتحي المساندة من غالي ومن بعده جمعة، لذا فحتى عندما ينجح عيد بمهاراته الفائقة في المرور من فتحي كان يضطر لإرسال الكرات الطويلة التي تكفل لها جمعة ونجيب.

 

3-      خطورة الطريقة التي يلعب بها الأهلي أنها تعتمد على الامكانيات الدفاعية للاعبين أصحاب مهام هجومية بحتة، فوليد سليمان وعبد الله السعيد وحسام غالي مطالبين بألا يتركوا محمد شوقي بمفرده ليواجه وسط ملعب المنافس بالكامل، وفي نفس الوقت مطالبين بالإرتداد الهجومي السريع لإستغلال الكثافة الهجومية للفريق، وتلك أمور تحتاج للياقة بدنية عالية جداً، وظهر على الفريق في فترات من نهاية الشوط الأول وأجزاء من الشوط الثاني تأثير العنصر البدني، ولكن مع مرور الوقت وتتابع المباريات سيصل الجانب البدني للنادي الأهلي الى المستوى المطلوب.

 

4-      ربما يكون أبرز أخطاء مانويل جوزيه في مباراة الحرس مرتبطاً بمباراة انبي في الكأس، فعندما قرر البرتغالي منح راحة سلبية لمدة أسبوع لعشرة لاعبين دفعة واحدة أصبح هؤلاء اللاعبون وكأنهم يبدأون فترة اعداد جديدة، وبالتالي ظهر التأثير السلبي من الجانب البدني والذي ستقضي عليه المباريات المتتالية.

 

5-      في الجانب الهجومي في النادي الأهلي ظهرت حالة من الاستعجال والرغبة في الوصول الى مرمى المنافس بأسرع طريقة وفي أقل فترة زمنية وبالتمرير من لمسة واحدة، فمجموعة مهارية تضم السعيد وسليمان وغالي ومتعب مع مساندة معوض تستطيع فعل ذلك بسهولة، ولكن بشرط توافر التجانس المطلوب والتحكم الكامل في ايقاع اللعب، فمن غير المعقول أن يعتمد الفريق على الايقاع السريع طوال أحداث المباراة في ظل عدم اكتمال الجانب البدني بخلاف عدم وصول التجانس بين اللاعبين الى أعلى معدلاته، وبالتالي فالأمر يحتاج الى التحكم في الايقاع وفقاً لمجريات المباراة، وتلك نقطة قد لا يقدر عليها سوى لاعب مثل محمد بركات أو أبو تريكة.

 

6-      لو اتخذ مانويل جوزيه قراراً بألا يلعب وليد سليمان أمام سيد معوض ليتم استبداله بعبد الله السعيد ربما يكون القرار أفضل، لأن سليمان يعتمد على الاحتفاظ بالكرة والركض بها بينما يلعب السعيد الكرة من لمسة واحدة ليفتح المجال لمن يريد الانطلاق من الخلف للأمام للوصول لمرمى المنافس وتلك أمور يجيدها معوض، كما أن سليمان يُفضل أن يلعب على الخط وهو ما يمنع معوض من الانطلاق من الخلف للأمام لأن سليمان يقف في طريقه ومعه الظهير الأيمن للمنافس.

 

 

7-      فابيو جونيور، ربما يملك هذا اللاعب امكانيات فنية يعرفها مانويل جوزيه وتساعده على اللعب في النادي الأهلي، ولكن اللعب في هذا المركز في وجود السعيد وسليمان وأبو تريكة وبركات وجدو يعني أن تكون لاعباً خارقاً، وربما يكون جونيور كذلك، ولكن ربما أيضاً لا يكون خارقاً، لذا يجب أن يحصل جونيور على الفرصة في اللعب ولكن إن لم يكن موفقاً ولم ينجح سريعاً في التأقلم والظهور بالصورة المميزة فيجب أن يحصل غيره على هذه الفرصة في ظل صعوبة الدخول لقائمة الـ18 بالنادي الأهلي، فما بالك بحجز مقعد في التشكيل الأساسي؟

 

8-      الأهلي اعتمد كثيراً في هجماته على الكرات العرضية، ولكن تلك الكرات لم ولن تكون مجدية لأن الخطورة الحقيقية لعماد متعب لا تأتي من ضربات الرأس، صحيح أنه سجل هدف الأهلي الوحيد من رأسية ولكن في المقابل تعددت الكرات العرضية التي كانت أفضل ما ينتظره دفاع الحرس لإفساد هجمات الأهلي، لذا يجب أن يعتمد الأهلي على تسديدات السعيد وسليمان أو تمريرات السعيد وغالي البينية، فتلك الحلول ستكون أفضل كثيراً من الكرات العرضية التي لن تجد فلافيو ليستفيد منها.

 

9-      لعل وجود رباعي هجومي متمثل في جونيور والسعيد وسليمان ومتعب يبدو كافياً ليلجأ مانويل جوزيه الى وجود لاعب ارتكاز أخر بجوار محمد شوقي سواء كان حسام غالي بوضعه في مكانه المعتاد كلاعب ارتكاز أو حسام عاشور، فمشكلة الأهلي في وجود عاشور وشوقي كانت تتمثل في غياب من يمكنه نقل الكرة من وسط الملعب الى الهجوم، وفي وجود أربعة لاعبين في الجانب الهجومي يمكن أن يقوم أحدهم بهذا الدور، كما أن قيام غالي بهذا الدور يتسبب في مشاكل دفاعية للفريق بسبب انقطاع عدد كبير جداً من تمريراته مما يمثل خطورة كبيرة على مرمى الفريق.

 

نقطة أخيرة:

قائمة الأهلي تضم في الوقت الحالي 30 نجماً أو 30 لاعباً كل منهم ينتظر أن يكون أساسياً في الفريق، وبالتالي فاختيار قائمة الـ18 أصبح امراً عسيراً للغاية وأصبح لا بد من أن يتواجد أربعة أو خمسة لاعبين مميزين خارج قائمة كل مباراة، وبالتالي فإن الضغط النفسي على اللاعبين سيكون كبيراً خوفاً من ضياع مكانهم في التشكيل وهو أمر يحتاج لمساندة الجمهور من جهة والى النتائج الايجابية من جهة أخرى، فالانتصارات تقضي على الأزمات مهما كانت قوتها.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا