هل يخاطر جوزيه بتاريخه ومستقبله..ويعود؟



منذ إستقالة حسام البدري والإعلام المصري تفوق على نفسه في كمية الإشاعات التي سربها عن شخصية المدير الفني الجديد للأهلي فتداول أكثر من سبعة أسماء لتسلم قيادة الفريق الأول في المرحلة القادمة. وقد حاولنا تقصي الحقائق بالإتصال الشخصي بالمدرب الأجنبي الذي يتم التداول بإسمه، لنفاجأ بأنه لا يعلم شيء عن الموضوع بل منهم من تلقى الخبر بسعادة بالغة ظناً منه بأنه حقيقة!

 

والأغرب هو أن يخرج أي اعلامي يتحدث عن معرفته الحصرية لإسم المدير الفني بالرغم من السرية المفروضة وهي لا تتعدى ثلاثة أشخاص: محمود الخطيب وطارق سليم وحسن حمدي. وبالطبع لا يشوب أي إسم شائبة عن تسريب ما يحدث في الإجتماعات ليجد الإعلامي نفسه "مزنوق" فيتحدث بأن مصدره هو شخص مقرب من أحد أشخاص اللجنة..."يا عيني".

 

لا أهدف حقيقة في هذا المقال تداول ما يحدث في الإعلام لأنه تخطى حاجز المنطق، لكن ما جذب نظري هو ارتفاع أسهم مانويل جوزيه الساحر البرتغالي في الفترة السابقة بالرغم من تصريحاته بعدم ترك الإتحاد السعودي. وسؤالي في حال صحة هذه المعلومات...اذا كان جوزيه هو الإسم القادم لإدارة الأهلي..فهل يخاطر البرتغالي بتاريخه الرائع مع الأهلي بالعودة الآن؟

 

جوزيه حصل على كل شيء مع الأهلي ما عدا الوصول الى المباراة النهائية في كأس العالم والتي نجح مازيمبي مؤخراً في كسر الرقم القياسي المسجل بإسم الأهلي. ظروف الأهلي الآن لا تختلف كثيراً عن عودة جوزيه السابقة في 2004 فالفريق يمر بحالة انعدام وزن وفقدان ثقة واضح. كما يفتقد التنظيم الدفاعي والهجومي بالإضافة الى تركيز اعلامي مكثف هدفه تحطيم الأهلي بأي شكل وقد يكون السبب رغبة الجميع في أن يفوز الزمالك بأي بطولة في مئويته "غير المؤكدة". كما تتشابه سيادة مازيمبي الآن مع قوة إنيمبا النيجري حينها.

 

جوزيه سيواجه صعوبات أكثر بكثير من أي وقت مضى، فاللاعبون الذين وظفهم بسحره وحصل معهم على تاريخ لن ينسى تخطى سنهم مرحلة الشباب الكروي كوائل جمعة ومحمد بركات وتريكة. ويفتقد الفريق الى حارس المرمى القادر على صنع المعجزات، كما يفتقد الفريق الى أي مهاجم ملفت للنظر فمنذ غياب متعب ورحيل فلافيو والأهلي بدون رأس حربة.

 

جوزيه ان عاد فلا يملك ليبرو ليعود الى 3-4-3 ولا يملك ظهير أيسر آخر كبديل لسيد معوض الذي يحاول العودة بإستعجال فتتفاقم اصابته. ولا يملك جوزيه دفاعاً يملك السرعة لإستعماله في أكثر من تكتيك.

 

والأصعب بأن جوزيه ان عاد فهل يملك "الرغبة الشرسة" في بدء القصة "من أول وجديد"؟ قد تكون النقاط السابقة تكتيكية ويمكن حلها بطريقة أم بأخرى، لكن الرغبة تبقى هي الأهم ووحده جوزيه يعلم ما لديه. ما نقرأه عما يحدث في السعودية هو بلا شك محبط لجوزيه، فالجماهير هناك تهتم باللاعبين أكثر من أن يكون لديهم فريق متجانس، والإدارة تنهار بعد أول تعادل وتبدأ بالضغط على المدير الفني. والإعلام الرياضي هناك كنظيره في مصر يفتقد الى الإحترافية وهو شيء معتاد عليه جوزيه، لكن الساحر يعطي عندما يجد شغفاً ودعماً جماهيرياً وهو ما لا يجده الآن في إتحاد جدة.

 

كما أن حاجز العمر هو تحدي آخر لجوزيه في حال عودته فهو يبلغ من العمر الآن 62 عاماً والإرهاق في السفر الأفريقي ليس بنزهة له خاصة مع وجود منافس قوي كمازيمبي على الساحة ومما يبدو بأن البطل الكونغولي لن يبيع لاعبيه وسيستمر في الهجوم الأفريقي لتحطيم أرقام الأهلي في حال لم ينتفض أبناء الجزيرة.

 

الى هنا سيظن القاريء أنني لست مع عودة جوزيه، والحقيقة أنني من أكبر المشجعين والعشاق لهذا الساحر وأخشى على تاريخه الذي كتبه بصعوبة في الأهلي من ألا تكون العودة موفقة مع كل هذه التحديات. لكنني في نفس الوقت أعلم الكثير عن هذا الرجل وأعلم أن التحدي الوحيد لجوزيه سيكون "رغبته" هل هو يريد أم لا يريد.

 

فإذا كان جوزيه يرغب في العودة ولديه العزم فهو قادر على حل أكبر المعضلات في الأهلي. فتريكة ومتعب وبركات وجمعة وحسام غالي هم أبناء هذا الرجل وقادر على ايقاظهم بسرعة وإعادتهم خاصة حسام غالي الذي يملك علاقة قوية جداً بجوزيه.

 

كما سيملك جوزيه خبرة عامين من اللعب بدون ليبرو ويمكنه الإستغناء عن هذا المركز اذا نجح في اعادة تنظيم وسط الميدان وهو المركز المتخم بلاعبين رائعين في انتظار من يحركهم بشكل صحيح. كما يملك في الهجوم صناع لعب صغار السن ويملكون السرعة كعفروتو وشكري وشبانة وسعيود معهم خبرة تريكة وبركات ومع وجود متعب وبجانبه جدو يمكن لجوزيه في حال عودته شراء مهاجم أفريقي أو لاتيني قوي ليكمل خط هجومه.

 

ويتبقى الدفاع الذي يمكن لجوزيه تدعيمه أيضاً خاصة مع التأكيد على رغبة الإسماعيلي ببيع المعتصم ورغبة اللاعب المعروفة للعب للأهلي وهو ما يمكنه أن يساعد وائل وشريف وأحمد السيد بوجود عنصر آخر دولي بجانبهم.

 

كما سيعيد جوزيه الحياة الى جماهير الأهلي التي تعشقه واستقبلته حين عودته لزيارة الفريق استقبال الأبطال، بل وطالبته بالعودة بعد نتائج الأهلي المخيبة. أما عن التكتيك وقول الإعلام بأن جوزيه أعطى كل ما لديه للأهلي، فللتذكير جوزيه اقتنص 19 بطولة مستخدماً 3-4-3 ، لكن جوزيه لديه الكثير في حال قدرته على تطوير 4-4-2 و4-3-3 مع الأهلي.

 

واذا نظرنا للمنافسة المحلية نجد جميع الفرق المصرية الآن مستواها متقارب ومع إحترامي للزمالك لكن الأهلي يملك الأسماء الأقوى والإحتياطي الأفضل، وقادر على العودة بسرعة في الدور الثاني خاصة أن جوزيه يعلم كل شيء عن الفريق الذي هندسه عبر الأعوام ولن يبدأ من الصفر.

 

ويتبقى السؤال...هل يقبل جوزيه التحدي؟ هل جوزيه قادر على تحدي نفسه وتاريخه ووضع أمامه مخاطرة هي الأكبر في حياته؟ هل طاقته لا تزال بخير لقيادة الأهلي الى "حدوتة" جديدة نتغنى بها كما تغنينا بأجمل أعوام الأهلي في تاريخه؟

 

الإجابة....في الأيام المقبلة

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا