سعيود ..غدار ..متى؟



عادة ما يتعاقد الفريق مع لاعبين من جنسيات مختلفة لسد نقص أو عجز في مركز معين بلاعب أجنبي يمكنه إغلاق الثغرة أو إعطاء الزخم المطلوب في مركز معين. وعامة ما تكون هذه المراكز هجومية بالإعتماد على لاعبين أفريقيين لقوتهم البدنية وسرعتهم واعتيادهم على الملاعب وحالة الطقس في مباريات أفريقيا.

 

يعاني عامة المحترف في البداية من اللغة والتأقلم واختلاف العادات حتى يعتاد على فريقه الجديد. وقد يحتاج المحترف أكثر من أربعة مباريات ليُظهِر مواهبه وامكاناته وتاريخ الأهلي كما سبقنا مليء بلاعبين محترفين نالوا فرصتهم ولم ينجحوا وغيرهم من تألق بشدة.

 

أما الحالتين الجديدتين في الأهلي فهما الجزائري أمير سعيود واللبناني محمد غدار، فالإثنان ليسا بحاجة لتأقلم وتعود على العادات واللغة ووضح تأقلمهما مع فريقهم بسرعة. وتبّقى الشيء الأهم...أن ينالوا فرصتهم ليحكم عليهم الجمهور.

 

أمير سعيود

 

عندما أعير أمير سعيود الى العربي الكويتي كنت من أفراد الفريق المسؤول عن تغطية أدائه ومبارياته على الموقع. وتابعت اللاعب وبأمانة "أبهرت" من أدائه، فهو من "قماشة تانية" سرعة فائقة في التحرك بالكرة ومهارات في المراوغة وتمريرات سحرية لا يتوقعها أحد.

 

ووضعت في الحسبان ضعف الدوري الكويتي، لكني شاهدت أيضاً التزام اللاعب التكتيكي وعدم أنانيته في مواقف كثيرة مع زملائه. كما تميز اللاعب بقدرته على اللعب في ثلاثة مراكز وهي الجناح الأيسر ولاعب الوسط المهاجم والمهاجم المتأخر.

 

وعند عودته توقعت أن يكون الورقة الأولى التي يتم الدفع بها لهذا الموسم، لكن جاءت المعلومات عن عدم استعداد الجهاز الفني الدفع به لأنه يميل الى "الفردية" في الأداء! وبسؤال بعض لاعبي الفريق الأول أشاد الجميع باللاعب بشكل كبير وأحد لاعبي المنتخب الوطني والأهلي قال بالحرف "ده بيطلع عيننا في التمرين وما بنعرفش ناخد منه الكورة غير بالضرب".

 

قد تكون الظروف في العام الماضي غير مناسبة لإشراك سعيود بعد مشكلة أم درمان والحساسية الفائقة للجمهور المصري. أما هذا الموسم فقد آن الأوان لأن يحكم جمهور الأهلي عليه. وطبيعي إذا كان اللاعب ذو موهبة كبيرة أن يتسم ادائه بالفردية ودور الجهاز الفني أن يحول أداء اللاعب من الفردي الى الجماعي مع عدم "قتل" فرديته وهي ما يحتاجها الفريق في أوقات كثيرة خاصة مع تكتل دفاع المنافس.

 

وأتذكر أبو تريكة في أول موسم له مع الأهلي مع ارساله معظم الكرات بخارج قدمه اليمنى أو تسديده من زوايا صعبة ومراوغته عند وجوب التمرير. فقد كان تصريح الجهاز الفني أن تريكة سيكون لاعب يتذكره التاريخ الكروي المصري عندما يأخذ فرصته و"يخطيء" في مباريات ليصححها في أخرى.

 

وهذا هو ما نتوقعه من أي جهاز فني، أن يلتقط المواهب الجديرة بالتواجد في الأهلي وصقلها ودمجها في الفريق ليصبح سلاح هجومي فتاك ..وهو ما نتوقعه وننتظره مع أمير سعيود.

 

محمد غدار

لا أعلم الكثير عن اللاعب قبل مجيئه الى الأهلي فالدوري اللبناني ليس بالقوي لكن مع سؤال أيضاً بعض لاعبي الأهلي زملاء غدار صرحوا لنا بأنه من النوع الهاديء والخجول ولا يفقد تركيزه أمام المرمى وهي إحدى أهم صفات المهاجم.

 

كما أكدوا على سرعته وضغطه القوي على دفاع الخصم ودقة تسديداته ورأسياته. عند هذا الكلام توقعنا أن يكون دوره فعال خاصة مع انخفاض مستوى جميع لاعبي خط الهجوم ونيلهم الفرصة تلو الأخرى بدون أي تغير في الواقع. ولم ينل غدار سوى عشرة دقائق في مباراة صعبة ودفاعية من الشرطة ليبدأ مشواره بدون أي لمحة والتمس له الجمهور العذر.

 

ومن ثم تكون "ربع" الفرصة الثانية في الدقائق العشرة الأخيرة أمام هارتلاند والأهلي متقدم بهدفين لهدف والفريق النيجيري يضغط بشدة وأدى غدار أفضل من مباراة الشرطة وظهرت سرعته لكن لم يكن هناك وقت لرؤية أي اداء هجومي.

 

ومن بعدها انتظرناه في مباراة الإسماعيلي الأفريقية لكونها تحصيل حاصل وحقه في أخذ فرصته وهو ما لم يحدث، وأصيب جميع لاعبي الهجوم ولم يأخذ اللاعب أي فرصة، وحتى في مباراة الترجي ومع اصابة محمد فضل بتمزق في الأربطة قبل نهاية المباراة بربع ساعة فضّل الجهاز الفني عدم الدفع بغدار وترك فضل المصاب في أرضية الميدان والأهلي يلعب بلاعب مطرود ولاعب مصاب وله تغيير لم يستعمله!!

 

طبعاً وجهة نظر الجهاز الفني تحترم لكن على الأقل يجب أن يحكم الجمهور على اللاعب ويأخذ فرصته كما أخذ المحترفين كفرانسيس وفلافيو. عملياً شارك غدار في ستة مباريات ودية أحرز أربعة أهداف منهم هدف ضربة جزاء، وأعطى هدفين من تمريرات حاسمة.

 

حالياً يلعب الأهلي بدون فضل وفرانسيس وأسامة حسني وطلعت، ويعتمد على ناجي جدو في مركز رأس الحربة وهو غير معتاد عليه. فالمنطق يقول أن قبل بيع غدار في يناير علينا أن نعطيه فرصته في مباراتين أو ثلاثة متتالية فلا أحد يعلم كيف يؤدي اي لاعب والثقة التي قد يكتسبها اذا وفقه الله بهدف في مباراته الأولى والأهلي سيكون الرابح في الحالتين.

 

نأمل أن نحكم على سعيود وغدار في أقرب فرصة خاصة مع تعطش الإثنين الى اللعب أمام جماهير الأهلي، وأعتقد أنه مع اعلان البدري بإحتمال اشراكهم في مباراة بتروجت أو أول مباراة على استاد القاهرة أن عدد الجماهير سيكون أكبر ليشاهدوا اللاعبين.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا