تحليل روسيا: بين كلمات أبو تريكة ورؤية كوبر "المحدودة"



تعددت أسباب الخسارة ولكن يظل السبب الأكبر هو الطريقة الفنية التي لعب بها المنتخب المصري أمام روسيا، بغض النظر عن الأخطاء الإدارية والتحضير ذهنيًا للمباريات والمنافسات الا أن السبب الرئيسي تكمن في هكتور كوبر.

مثلما قال محمد أبو تريكة فإن كوبر من المدربين الذين يعملون على إخفاء نقاط ضعف فريقه وليس ابراز نقاط القوة، وهذا سبب رئيسي في ظهور المنتخب طوال فترة تولي الأرجنتيني بشكل دفاعي بحت وبشكل سلبي بالناحية الهجومية.

أمام روسيا استمر منتخب كوبر بنفس الأداء، مع وجود تغيّرات عديدة بسبب الفترة بين مباراة الكونغو والتأهل وبين انطلاق كأس العالم، فترة شهدت غياب علي جبر وعبد الله السعيد عن المشاركة في المباريات الرسمية، بالإضافة إلى إصابة أهم لاعب والذي يشكل وحده 75% من قوتك الهجومية.

أكاد أجزم أن الجهاز الفني لم يحضر نفسه جيدًا على الورق بالطريقة المثلى في حال حاجته لأخذ المبادرة والهجوم في أي مباراة، بدليل الأخطاء الجسيمة في الاختيارات الأولية للقائمة والتي ظهر تأثيرها السلبي على الفريق أمام روسيا.

أمام أوروجواي ظهر واضحًا معاناة مستوى عبد الله السعيد، فصانع الألعاب المتحكم الأساسي في رتم الفريق غير قادر على الظهور بشكل عالي، وبالتالي فقد المنتخب العقل المفكر، ليكون من الضروري إيجاد بديل له أمام روسيا، ولكنه لم يحدث على الرغم من تأكيد كوبر من قبل على عدم وجود لاعب ليس له بديل.

وعلى الرغم من عدم وجود أي شكل هجومي لنا أمام أوروجواي الا أننا لم نتعلم من الأخطاء والتي تمثلت في عدم وجود سوى المهاجم الصريح داخل منطقة الـ18، فكوبر دائمًا يعتمد على تريزيجيه ووردة على طرفي الملعب أمام أوروجواي، بينما اعتمد على تريزيجيه على الخط أمام روسيا ليتواجد الثنائي مروان وصلاح داخل الـ18.

ولأن صلاح من الأساس غير جاهز بدنيًا 100% فإنه يخشى على نفسه من الالتحامات، وبالتالي لم يكن تواجده داخل الـ18 هام، ليظل مروان وحده وهو ما قلل من فرصنا في الاستغلال الأمثل لوجودنا على حدود منطقة الـ18 للروس.

كذلك لم يكن صحيح الدفع بصلاح إذا كان غير جاهز بدنيًا، وهذا ليس خطأ من اللاعب، فأي لاعب في العالم يريد المشاركة في كأس العالم، ولكن لابد أن يكون القرار من الجهاز الفني بقيادة كوبر، ولكن يبدو أن الأرجنتيني لم يدرس الموقف بالشكل الصحيح ولم يفكر في أكثر من سيناريو للمباراة.

الاحتفاظ بصلاح على الدكة كان سيعطي لنا أكثر من نقطة إيجابية، الأول جس نبض روسيا مع الاهتمام بالشكل الدفاعي، ثانيًا الدفع بصلاح في الشوط الثاني بعد انخفاض المعدل البدني للاعبي روسيا، ثالثًا وهو الأهم إعطاء دفعة معنوية للاعبينا بنزول صلاح وإدخال الرهبة للروس، ولكن للأسف لم نستفد من اسم صلاح نهائيًا.

وفي ظل انخفاض مستوى عبد الله وضح جليًا الضعف لدى وسط الملعب في نقل الكرة من الخلف للأمام، لأن طارق حامد دوره الوحيد دفاعي مع عدم مشاركته سوى بتمريرات سهلة وواضحة في نقل الكرة للأمام، ليقع العبء كله على النني الذي من الأساس عاد من إصابة قبل البطولة بأيام قليلة.

كل تلك الأمور كان من الممكن تفاديها إذا كان كوبر اختار قائمة المنتخب بشكل صحيح منذ البداية، فإذا اختار السولية لكان يمتلك خيارات في وسط الملعب، ولكنه فضل الاعتماد على الثلاثي طارق والنني وسام مرسي الذين من الأساس يلعبون بنفس المركز "خط وسط مدافع".

وعلى الرغم من كل تلك العيوب الا أننا في الشوط الأول ظهرنا بشكل جيد، بعد 15 دقيقة مع بداية الشوط تمكن بها الروس من الوصول لمرمانا تمكنا من الصمود والوصول لمرماهم، وهذا دليل على أن روسيا منتخب ضعيف لا يصح أبدًا أن يفوز علينا بثلاثية.

ومع انهائنا للشوط الأول بشكل طيب لم يتوقع أحد أن نعاني بهذه الطريقة في الشوط الثاني، خطأ غريب من فتحي كان كفيل أن يفكك دفاعاتنا بشكل غير منطقي، ليدخل مرمانا هدف ثاني من خطأ للتمركز والتغطية يتحملها الثنائي حجازي ومحمد النني.

فإذا شاهدت الهدف الثاني منذ بدايته ستجد أن تشيريشيف محرز الهدف كان يراقبه أحمد فتحي، ولكن لأن دفاعنا يلعب بدفاع منطقة وليس بنظام المراقبة كان لابد من تسلم حجازي لمهمة مراقبة ومنع الكرة من الوصول لتشيرشيف، بالإضافة إلى ضرورة تغطية النني لمكان طارق حامد الذي انشغل بمراقبة لاعب أخر على حدود منطقة الـ18.

وفي ظل الانهيار الغريب جاء دور على خطأ غريب من الثنائي حجازي وعلي جبر، خطأ أشك أن يخرج منهما مرة أخرى، ولكن لأسباب كثيرة أغلبها نفسي وخروج من التركيز دخل الهدف الثالث.

بعد استقبالنا لهذه الأهداف حاول كوبر أن يلعب كرة هجومية، ولكنه لم يخرج من الـ14 لاعب الذي قرر من الأساس الاعتماد عليهم في البطولة، لتحدث تغيراته أمور سلبية أكثر منها إيجابية على طريقة لعب مصر، أضف إلى ذلك الاعتماد على الكرات العالية حتى بعد خروج مروان محسن، ولكن هل كنا بالفعل نأمل استغلال كرات عالية للثلاثي صلاح وكهربا وأحيانًا عبد الله داخل الـ18؟

ولكن هل يعني الخسارة نهاية هذا الجيل؟ بالتأكيد لا، بالتأكيد نمتلك لاعبين يجب أن نبني عليهم منتخب جديد قادر على المنافسة بكأس الأمم العام المقبل والصعود مرة أخرى لكأس العالم 2022، ولكن خلال تلك الفترة لابد من تطعيم المنتخب بلاعبين جدد، مع ضرورة اختيار مدير فني جديد يقدم كرة هجومية بعض الشيء.

ليس معنى الكرة الهجومية أن نفقد التوازن بين الهجوم والدفاع، ولكن لا يصح أن نظهر أمام محفل عالمي بكرة دفاعية عقيمة هي من الأصل ليست طريقتنا في اللعب، وهو السبب الرئيسي في الحزن الذي يشعر به أغلب الجمهور المصري، لنأمل العمل في سبيل المستقبل في أقرب وقت وعدم اهدار الوقت.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا