أزمة أصحاب البشرة السمراء في اوروبا .. عندما تختنق رومانسية كرة القدم



"من الصعب ان ينجوا المدربين من اصحاب البشرة السمراء في اوروبا" صنداي اوليسيه ..

أحد اهم عوامل التي تجذب قطاع كبير من الجماهير التي تعشق لعبة كرة القدم هي الانتماء، الرغبة في رؤية النادي الذي اشجعه يواصل طريق النجاح بدون توقف هي عصب تشجيع اللعبة وابرز اسباب شعبيتها في كل انحاء العالم.

الأنتماء هو الأهم، ولكن هناك بعد اخر في اللعبة وهي الرومانسية التي تتمتع بها، السيناريوهات الحالمة التي تدور عن شخص مغمور في احد حواري مدينة ما يحارب من اجل فرصة في احد الاندية المغمورة في مدينته ثم يظهر بشكل يدفع اندية اكبر لضمه ليصبح لاعب محترف ثم يصل الي النادي الأكبر ويردد الجميع الاسم الذي بدأ في ليلة شتاء بجانب منزله في حي فقير ليصبح نجم يخطف الابصار ويهتف الالاف وملايين بأسمه.

لا تجعل هذا السيناريو الجميل يدفعك للظن انك شاهدته في فيلم سينمائي، بل هذا هو الواقع في كرة القدم وهذا ما يميزها لانها لا تقف عند اي تقييم الا امكانيات من يلعبها، بالتأكيد سمعت عن قصة جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي وغيره من بدايات لاعبي المستديرة في مختلف اندية العالم.

ولكن حتي رومانسية كرة القدم واحلامها قد تتوقف عند حد معين ..

إختناق:

هل رأيت جريمة قتل حلم، في يوماً ما تطالع الصحيفة تجد عنوان يقول ان هناك من قام بقتل الحلم خنقاً حتي الموت، هل يمكن ذلك؟

نعم يمكن بالتأكيد في كرة القدم  ..

في تلك الاحداث التي جاءت من احد القصص الواقعية العديدة في كرة القدم، سيأتي ذلك اللاعب من حي فقير في اي مدينة بالعالم ليصبح لاعب شهير عالمي وبالطبع ستنتهي مسيرته كلاعب عند نقطة معينة، بعد ان تنتهي كلاعب الكثير من اللاعبين يتجهون للتدريب.

هنا تأتي الطعنة الاكبر في رومانسية اللعبة الاكثر شعبية في العالم، في السابق شاركنا معاً السيناريو الحالم للاعب مجهول من حي فقير اصبح نجماً اسطورياً لكن في بعض الاحوال قد تتغير الظروف، ومع بعض الالوان!

"نحن نستطيع ان نلعب ولكن لا نقود، قد يكون صاحب البشرة السمراء خلق لينفذ فقط!"

فلورنت إيبنج المدير الفني لمنتخب الكونغو الديموقراطية في تصريحات مارس 2016 ..

مواجهة الواقع:

واجهت الصحافة الانجليزية الواقع المرير الذي يعيشه المدربين من اصحاب البشرة السمراء في انجلترا علي وجه الخصوص وفي اوروبا بشكل عام، حيث تحدث اكثر من مدرب في العام الماضي عن صعوبة حصول اسماء من اصحاب البشرة السمراء علي مهمة المدير الفني في كبار الاندية الانجليزية او حتي في دوري الدرجة الأدني البريميرشيب ليفتح الباب علي ما يعلمه الجميع ولكن لا يتم الحديث عنه.

افردت الصحافة في اكثر من تقرير في عام 2017 مدي صعوبة حصول اصحاب البشرة السمراء علي مناصب في الاندية الانجليزية، بل اكدت في منتصف العام ان الامر وصل الي ان من ضمن 92 نادي في الدرجات الاحترافية بانجلترا فقط 3 مدربين تولوا مناصب.

بنظرة سريعة علي 20 نادي في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم ستجد انه لا يوجد الا واحد فقط من اصحاب البشرة السمراء في منصب المدير الفني بالبريميرليج وهو كريس هوتون في فريق برايتون الصاعد حديثاً من البريميرشيب.

لا يمكن تجاهل الامر بالتأكيد فكل تلك الامور لا يمكن ان تكون من باب الصدفة، وجاءت بعض التصريحات الاخر من مدربين لتؤكد ذلك ونجوم كبار في اعرق الاندية العالمية، ويأتي حديث جون بارنز لاعب ليفربول الاسبق ليؤكد ان المدير الفني الأبيض يخسر منصبه لعدة مرات ويضمن وجود فرصة اخري في التدريب بينما علي الجانب الاخر لا يمكن حدوث ذلك.

ومن انجلترا الي ايطاليا وعند اقالة سيدورف من الميلان المح البعض الي ان نتائجه لم تكن بذلك السوء وان بعض المدربين اصحاب البشرة البيضاء بنتائج اكثر سوءاً صمدوا في نفس المنصب اكثر من العملاق سيدورف لاسباب تتعلق باللون فقط، وبالطبع اشار سسيدورف سابقاً ان ما يحدث هو امر محزن للغاية.

فتبدو فرصة منح المدرب الأسمر فرصة تدريب حقيقية صعبة المنال، حيث تجد في الليجا الاسبانية مدرب واحد فقط ايضاً وهو سيدورف الذي تم تعيينه حديثاً لمنصب المدير الفني في فريق ديبرتيفو لاكرونيا وفي ايطاليا لا يوجد وفي فرنسا مدير فني وحيد وهو انطوان كومبواري المدير الفني لجانجون، وفي المانيا لا يمكن ان تجد مدرب واحد كذلك، بل وهناك ظاهرة رائعة من نادي هوفنهايم وهو ان منذ خمسة سنوات كاملة تولي تدريبه المدير الفني جوليان ناجلزمان وهو في الخامسة والعشرون من العمر.

وبالتأكيد ان كانت ناجلزمان هو تجربة جميلة في منح الفرص للمدربين الصغار مثله، لكنها تؤكد ان ادارات الاندية في اوروبا قد لا تثق في المدرب صاحب البشرة السمراء وهو يمتلك خبرة التدريب ولكن من الممكن ان يتم منح نفس الفرص لمدرب من اصحاب البشرة البيضاء وهو في الخامسة والعشرين، وهي حقيقة تؤكد الازمة بشكل قاطع لا يمكن التغاضي عنه.

ولم تكن أزمة صنداي اوليسيه اكثر من فصل جديد في فصول الحكاية فقط، فبعد اقالته من تدريب فريق فورتونا سيتارد الهولندي اطلق المدفعجي النيجيري قذائفة المشهور بها ولكن في تصريحاته التي أكد بها ان اقالته كان مؤامرة مكتملة الاركان بدون اي سبب واضح.

بل وأشار الي ان مالك النادي وهو التركي اوزجير اوسيتان هو الذي قام بتدبير كل شئ واتفق مع بعض اللاعبين بالفريق للتوقيع علي ما يفيد بانهم لا يمكنهم العمل مع النيجيري بسبب طريقته في التعامل معهم وهم من اخبروه بذلك علي حسب تصريحاته ليزيد بذلك التكهنات حول الاقالة بسبب لونه فقط وليس اي شئ اخر مشدداً علي انه قد نجح في تحقيق شئ مميز مع الفريق بالفعل مشيراً الي ان المدير الفني الأسمر يتعرض للكثير من الصعوبات في اوروبا.

في بعض الظروف لا يمكن ان نتحدث عن الصدفة، فلا يمكن تكرار الصدفة 95 مرة! او يكرر الاستثناء نفسه لهذا الحد، ففي الدوريات الممتازة الاوروبية الاكبر انجلترا واسبانيا وايطاليا والمانيا وفرنسا من ضمن 98 مدرب فقط 3 من اصحاب البشرة السمراء.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا