‎تحليل دجلة: معلومة بسيطة من العشري أغلقت كل الطرق على البدري في ملعب ضيق



تعادل مخيب مع وادي دجلة، ليس فقط بسبب النتيجة ولكن بسبب الأداء، الذي بالمناسبة لم يختلف عن طريقتنا في أغلب مباريات الموسم الحالي في الدوري، فلماذا إذن الاستياء من قبل الكثيرون؟

الأهلي دخل أمام وادي دجلة بطريقة مثل التي لعبنا بها طوال الموسم والموسم السابق 4-2-3-1، لنعتمد على نفس طريقة اللعب والتي بالتأكيد درسها طارق العشري بعناية وبالتالي تمكن من اللعب بالطريقة المناسبة أمامنا.

وفي ظل غياب التوفيق عن لاعبي الأهلي الا أن دجلة أيضاً كان لهم سبب كبير في خروج النتيجة بالتعادل، حتى أنه كان بإمكانهم تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة، وهو نفس الأمر أيضاً الذي ينطبق علينا حتى وإن لم نضِع فرص محققة.

دجلة دخل المباراة بطريقة 4-3-3 عند الاستحواذ على الكرة، ليرتد الفريق لـ4-5-1 في الحالة الدفاعية، وفي ظل التمركز الصحيح من لاعبي دجلة عانى الأهلي من الاختراق من العمق.

أكثر ما صعب من مهمة الأهلي هي معلومة بسيطة فعلها العشري في دفاعه، وهو اللعب بخط دفاع متأخر، وبالتالي أغلق على الأهلي أحد أهم مفاتيحه وهو الاعتماد على سرعة وليد أزارو، وهو أحد أهم ملامح خطورة المارد الأحمر منذ أن لعب المغربي بتشكيلة الفريق.

بالتالي لم يتمكن الأهلي من اختراق دجلة من العمق ليعتمد فقط على اللعب على الأطراف، وفي ظل تفوق قلب دفاع دجلة الهوائي عانينا من العرضيات التي لعبناها، أضف إلى ذلك اعتماد دجلة على المرتدات لينفردوا بالفعل بمرمى الأهلي ولكن الشناوي تمكن من الزود عن مرماه بطريقة جيدة جداً.

هذا النوع من المباريات يحتاج فيه المدير الفني إلى نجومه، بمعنى أن البدري كان في حاجة إلى تسديدات السعيد ومؤمن والشيخ لإنهاء التكتل الدفاعي لدجلة وهز الشباك لفتح المساحات، وهو ما لم يحدث على الرغم من أن الثلاثي سنحت لهم فرص لتسجيل هدف في الشوط الأول ولكن أيٍ منهم لم يتمكن من استغلالها.

وفي ظل استمرار تكتل دجلة واعتماد الأهلي على فتح اللعب على الأطراف انتهى الشوط الأول، لنعتمد في الشوط الثاني على نفس طريقة الهجوم بينما دجلة دافع أكثر ليلعب بـ5-4-1 في الحالة الدفاعية، مما دفع البدري لإشراك صالح جمعة بدلاً من حسام عاشور.

هذا التبديل أتاح الفرصة لدجلة إلى اتقان الهجمات المرتدة خاصة وأن محمد هاني الذي لم يلعب في مركز قلب الدفاع كثيراً شارك بدلاً من محمد نجيب المصاب، وهو ما كدنا ندفع بسببه الثمن غالي في أخطر كرات دجلة والتي انتهت بتسديدة محمد شريف قبل أن ترتطم بالقائم.

لم يلبث البدري كثيراً حتى قرر الدفع بالثنائي إسلام محارب وأحمد ياسر ريان بدلاً من الشيخ ومؤمن، ولكن على الرغم من أننا لعبنا بثنائي في الهجوم الا أننا لم نعتمد على الكرات العرضية كثيراً، أو بالأحرى الكرات التي لعبناها لم يكن منها أي تكتيك متفق عليه من اللاعبين وبالتالي أهدرنا استحواذنا على الكرة بسلبية هجومية.

عودة علي معلول كان من المفترض أن يعطي للأهلي حل جديد بالجانب الأيسر ولكن هذا لم يحدث لعدة أسباب، أولها هي عدم جماعية مؤمن زكريا الذي كان يفضل الحل الصعب على التمرير خاصة لمعلول الذي تقدم كثيراً في الشوط الأول ولكن لم يجد مساندة من قبل زكريا.

على عكس الشوط الأول لم يظهر معلول كثيراً في الجانب الأيسر بالشوط الثاني، وعلى عكس لعبه الدائم ظهر التونسي في عمق الملعب أكثر منه على الطرف، لنعتمد على الطرف الأيمن بقيادة فتحي والشيخ أو فتحي ومحارب، وهو ما سهل من مهمة دجلة أكثر.

أضف إلى تحركات معلول في العمق أن إسلام محارب أيضاً وإن كان يتسلم الكرة على الخط الا أنه يعتمد في تحركه على الدخول للعمق، ومع ملعب بتروسبورت الضيق كانت المهمة أسهل بكثير على دفاع دجلة الذي لم يكن عليه الا التمركز و"التقوقع" ليغلق أي مساحة أمام مرمى عبد المنصف.

السبب وراء هذا الأداء السيء أخطاء متراكمة في طريقة إدارة البدري للفريق، فبعد اختياره لقوام الفريق أصبحنا نمتلك عدد كبير جداً من الأسماء التي تريد أن تشارك وبصفة أساسية، ليصعب الأمر على البدري في اختيار عدد معين من اللاعبين يشاركون في المباريات بصفة أساسية، وهو قوام لا يصح أن يحتوي على هذا العدد الكبير، لك أن تتخيل أن البدري شارك هذا الموسم أكثر من 30 لاعب!

بعد استخدام أكثر من 30 لاعب في 13 مباراة بالدوري ومباراة بالكأس قد تظن أن الفريق لا يعاني من الاجهاد، ولكن على العكس تماماً، فإن اللاعبين يعانون من اجهاد بدليل الإصابات الكثيرة التي تصيب الفريق دائماً بالفترة الماضية، وهذا دليل أن عملية التدوير والتي أدت إلى استخدام هذا العدد المخيف من اللاعبين لا يتم بصورة صحيحة.

فمثلاً لا يتم اشراك مدافع جديد الا إذا أصيب الأساسي، وهو ما تسبب في اشراك أيمن أشرف بصورة أساسية منذ بداية الموسم، وهو اللاعب الذي عانى بالأيام القليلة الماضية من اجهاد اقترب به من الإصابة ولكن الحمد لله لم يصب.

نفس الأمر يحدث مع أحمد فتحي الذي لا يفارق الملعب، وهو ما سيصيبه أجلاً أم عاجلاً بالإجهاد، فحتى عندما أصيب حسام عاشور تم الاستعانة بفتحي بوسط الملعب مع عدم الاعتماد على أكرم توفيق الذي يعد "على الورق" البديل الأمثل لعاشور.

نفس الأمر يحدث مع العديد من اللاعبين مثل عبد الله السعيد وعمرو السولية وعلي معلول ووليد أزارو، وهؤلاء سيصابون بإجهاد، وإن أصيبوا سيتم الدفع بغيرهم إلى أن يعودوا من الإصابة، فهل هذه إذن الطريقة الصحيحة لإدارة فريق؟

من الصعب جداً على أي مدرب احكام قبضته على هذا العدد الكبير من اللاعبين الذين يريدون اللعب بصورة أساسية، ومن الصعب أيضاً تدريب هذا الكم من اللاعبين على طرق لعب مختلفة تحميك من حفظ المنافسين لك مثلما فعل العشري، ليبقى السؤال "ما العمل؟".

على الرغم من المردود السيء على أرض الملعب الا أن الشناوي لابد الإشادة به نظراً للمردود الجيد الذي قدمه طوال المباريات الماضية وأخيراً بردة الفعل الرائع واخراجه لتسديدة غيرت مسارها بطريقة عجيبة بعد "بنض" استثنائي.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا