تحليل النجم: المبالغة في الدفاع سهّل من مهمة النجم أم وصلنا للهدف المنشود؟



على عكس الشوط الثاني من لقاء الترجي بدور الـ8 لم يتمكن الأهلي من تقديم الأداء الهجومي القوي، لنظهر بشكل غير جيد في ظل غياب خطة واضحة للفريق وتركيز مبالغ فيه على الدفاع.

النجم الساحلي منذ لقاء أهلي طرابلس بدور الـ8 ظهر به نقطة ضعف واضحة وهي سوء تمريرات خط الدفاع وعدم القدرة على الخروج من الخلف للأمام، وبالتالي، هل كانت الخطة الصحيحة عدم الضغط على هذا الدفاع؟

الأهلي بدأ المباراة بتغييرين في التشكيل الذي بدأ أمام الترجي، ليدفع البدري بأجايي بدلاً من مؤمن وهشام محمد بدلاً من عاشور المصاب، ولكن ما الهدف من وراء التغيير الأول؟ بالتأكيد كان هناك أمر إضافي سيقدمه النيجيري لم يقدمه مؤمن ولكن هذا الفارق لم يظهر.

الدفع بأجايي بمركز الجناح أثبت في أكثر من مرة أنه يحد من خطورة النيجيري وهو ما حدث في الشوط الأول على الرغم من أنه كان مصدر الخطورة الوحيدة بفضل تحركاته واستحواذه للكرة لقوته الجسمانية، فهل كان هذا الهدف من اخراج مؤمن واقحام أجايي؟.

أجايي قدم نفس المهام التي قدمها مؤمن زكريا أمام الترجي، العودة بجانب معلول لتأدية الجانب الدفاعي من الخلف مثلما فعل مؤمن مع فتحي، ولكن على عكس الترجي فالنجم تمكن من الاستحواذ على الكرة في وسط ملعب الأهلي بطريقة بها أريحية لحدٍ ما.

فالنجم لعب بنفس طريقة الأهلي على الورق 4-2-3-1، ولكن الطرف الأيمن بانجورا كثيراً ما كان يضم بجوار عمرو مرعي على أن ينطلق الظهير الأيمن حمدي النقاز الذي ظهر كثيراً خلف علي معلول وبالتالي غاب ظهيرنا الأيسر عن المشاركة الهجومية، وذلك لمواجهة التكتل الدفاعي للأهلي الكبير أمام منطقة الـ18.

خطة الأهلي يلعب بها حسام عاشور دور كبير جداً وذلك لقدرته في افساد الهجمات وتمركزه الصحيح الذي يمنع الكثير من التمريرات الأمامية للاعبي الخصم وبالتالي معاناة المنافس من بطئ في الهجمة، وفي ظل عدم وجود لاعب قادر على تقديم نفس المردود ألم يكن من الأفضل تغير الخطة واضافة لاعب ارتكاز أو محور في وسط الملعب؟

بين الشوطين اعتقدت أن تبديل هشام محمد كان لأسباب فنية ولكن بعد اللقاء اتضح أن اللاعب كان يعاني من كسر في يده، ربما يكون هذا تبرير لضعف التحامه مع لاعبي الترجي وهو ما أثر على قوة نصف ملعبنا بشكل كبير جداً.

وفي ظل غياب هشام محمد "الفني" وتراجع المستوى أو المردود الذي يقدمه السولية، عانى الأهلي في الشوط الأول من غياب الدور الدفاعي لوسط الملعب، بالإضافة لعدم وجود قدرة للخروج السليم بالكرة من الخلف للأمام.

دخول فتحي لنصف الملعب لم يعوض غياب عاشور لنستمر في نفس المنوال، معاناة في الاستحواذ على الكرة مع عدم وجود قدرة واضحة للتصدي لهجمات النجم.

على صعيد أخر نجح النجم في قراءة أهم شيء يفضله الأهلي وهو الجانب الدفاعي، فبدلاً من الاعتماد على الأطراف لعبوا من العمق ليتفوق نصف ملعبهم على الثنائي غير الموفق هشام والسولية بفضل قوة الثلاثي المساكني وبن عمر وأيمن طرابلسي.

حتى بانجورا الجناح الأيمن كثيراً ما كان يضم لقلب الملعب حتى يفتح المساحة للظهير الأيمن حمدي النقاز الذي ظهر بتفوق كبير على معلول الذي دائماً ما كان يدافع بموقف 2 "النقاز وبانجورا" على واحد.

بالشوط الأول لم يظهر الأهلي سوى في انفراد وليد أزارو الذي من الواضح أنه يعاني من اهتزاز وعدم ثقة، وإذا كان الفكر أن الفريق بحاجة لمهاجم سريع وقناص فقط فهو فكر خاطئ، لأن فريق بحجم الأهلي بحاجة للاعب ذو شخصية قادر على تحمل الضغوطات وتقديم أفضل ما لديه في كل مباراة خاصة بالمباريات الكبيرة.

الهدف الذي استقبلناه جاء بسبب سذاجة لكل لاعبي الفريق، فبالتأكيد النجم لم يتحلى بأخلاق رياضية ولكن مثلما قال حاتم الطرابلسي محلل قنوات بي إن فإن المارد الأحمر كان عليه اللعب على الكرة وصافرة الحكم بغض النظر عن الروح الرياضية، فإذا شاهدت الهدف مرة أخرى كان هناك 6 لاعبين من الأهلي داخل منطقة الـ18، فكيف استقبلنا هدف في ظل الزيادة العددية على لاعبي النجم الذي تواجد منه ثلاثة فقط داخل المنطقة؟

في الشوط الأول ظهرنا بشكل أوحى أن اللاعبين لا يلعبون بناء على خطة موضوعة، لنظهر بشكل تائه في وسط الملعب وسط استحواذ للنجم بأريحية في نصف ملعبه وبنصف ملعبنا في ظل عدم وجود ضغط صحيح على حامل الكرة.

في الشوط الثاني خرج هشام ونزل هاني الذي لعب كظهير أيمن على أن يتم الدفع بفتحي في نصف الملعب، ولكن هل تغير الأداء؟ لا، لان المشكلة الأساسية ليست في الأفراد وإن قصروا في بعض الكرات، ولكن المشكلة في طريقة عمل الفريق بالملعب.

بعد نزول صالح بدلاً من أزارو دخل أجايي في قلب الهجوم كمهاجم صريح وبالتالي فقد الأهلي قدرة جناحه الأيسر في الاستحواذ على الكرة أمام دفاع النجم بفضل قدراته الجسمانية، أضف إلى ذلك تفوق المدافع عمر كوناتيه على النيجيري بشكل واضح في كل الكرات الهوائية.

خسارة أجايي كانت كبيرة ولكنها أعطتنا أمر واحد جيد وهو ضغط صالح والسعيد وأجايي على قلب دفاع النجم وهو ما أعطانا فرصة الهدف التي استغلها صالح بشكل رائع، ولكن السؤال هل كنا أحرزنا هدف لو وليد أزارو مكان صالح؟

بعد الهدف استمر الأهلي في تقديم نفس الطريقة على العكس تقهقرنا أكثر في الضغط على النجم وبالتالي ظهرت مساحة كبيرة لأمين بن عمر الذي قطع مسافة كبيرة بدون ضغط من وسط ملعب الأهلي قبل أن يسدد كرة قوية وموجهة، لكن السؤال يبقى، هل من المنطقي أن يستقبل الأهلي هدف من تسديدة من مسافة أكبر من 30 متر؟

بعد الهدف ظهر شيء غريب وهو أن اللاعبين يريدون انهاء المباراة بتلك النتيجة، ومع انتهاء المباراة هكذا يبقى السؤال هل أصبح الأهلي يبحث عن الخسارة خارج الأرض بأقل نتيجة أم أننا نبحث دائماً عن الفوز حتى وإن كان طريق الفوز عبر الأداء الدفاعي؟

لمتابعة الكاتب على تويتر والفيسبوك

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا